إلى التافهين.. بدون تحية
في المفهوم العام أن التفاهة الموجهة هي صفة لأناس يبحثون عن محاولة خلق انطباع زائف ومضلل، بالعمل على تأكيد أمر في داخلهم يدركون أنهم غير صادقين فيه، قد يبدأ بسرد الحقيقة والتأكيد عليها، لكنه في النهاية يصنع نهاية مضللة غير ذلك، وهو ما نشاهده أكثر في حوارات السياسة وكرة القدم من الامتناع عن قول الحقيقة رغم أنها ظاهرة بتجلٍّ، لكن هناك زيف أو تعصب يمنعان ذلك.
مع تلك التوطئة نجد على قنوات الحوار التلفزيونية أو ما تضج بها قنوات التواصل الاجتماعي بعض الإشكالات السكوت عنها يضر المجتمع، أو ما يذهب لرأي كنت تعتقد أن من أطلقه حصيفا عاقلا، مثل تلك تستفزك ليس لأن ما في داخلها يمسك شخصياً، بل لأن أساسها تافه ومحاورها تنطلق من أفكار كاذبة متقلبة ضارة، هدفها التكسب من الفعل أو القول لشهرة أكبر أو انتماء تافه حتى لو كان مخالفا، وبكل أسف أن من أطلقه أو فعله هم من يلقون المتابعة الأكبر!
هنا قد يجد الناقد العاقل نفسه في موقع المُحرج حينما يكون مطالبا للمشاركة في مثل هذه المواضيع لأجل الرد عليها وتبيان حقيقة معناها وأهداف صاحبها، ولن ننسى أن هناك آخرين يؤيدون الانغماس في تفاهتها، نقول -وبكل أسف-: إن التفاهة قد سيطرت على جوانب كثيرة، فليس مشاهير "السوشيال ميديا" من نلاحظ عليهم ذلك، بل من متخصصين في الطب وعلم النفس والرياضة وجوانب كثيرة، فتجد أحدهم يخرج برأي شاذ، أو كاذب لعل وعسى أن يكون صداه كبيرا كي يكون في إطار الحاضر في فكر المجتمع وكتابات أفراده، وديدنهم هنا البحث المقيت عن الشهرة.
ورغم الرفض إلا أن الحديث عن التافهين بات يتصدر المجالس والكتابات بكل أنواعها ليكون ما يحدث وبكل صراحة ضربا من العبث العقلي لأن كثيرين يريدون الشهرة، مقابل أنهم لا يرغبون أن يكونوا معينين للمجتمع نافعين سواء برأي أو عمل، وهو ما أثر كثيرا على الأجيال الجديدة بعد أن حاصرهم التافهون من كل حدب وصوب، ليوجد لدى بعض هذه الأجيال عدم رغبة في التبصر والتفكير ولا وقت له لذلك لأنه محاصر بالتافهين من كل حدب وصوب.. يصبّحونه بالمشاهد التي تؤثر عليه ويمسّونه بالصور التي تستفز غريزته.
المهم في القول إن التفاهة القائمة ضد رقي المجتمع وتهدف إلى إحباطه، لأنها تأخذ من جهد العقل ساعات غير قليلة تُسرق من يومهم لمتابعة ما بلغ من التفاهة شأناً مخلاً، وبكل أسف فإن التافهين أصبحوا مهددين للأجيال القادمة، لنؤكد أن التخلص من سيطرتهم مسؤولية الجميع إذا ما أرادوا إنقاذ مجتمعهم من خلال كشف أولئك وتعريتهم ومقابلة سوئهم بالحجج ومن ثم حملات المقاطعة لهم، وأجزم هنا أننا لو فعلنا ذلك سنقضي على ذلك الهزال الاجتماعي الذي خلقه تافهون بيننا أرادوا منه أرباحاً مادية أو لكي يكونوا نجوماً على حساب الرقي والقيم.
مشاركة الخبر: إلى التافهين.. بدون تحية على وسائل التواصل من نيوز فور مي