الإدارة.. الإنسان
إذا كان الإنسان صاحب مهارات في عالم الإدارة فهل هو كذلك في الحالات الأخرى مثل إدارة الأسرة وإدارة الذات والتعامل مع الآخرين؟.
مفهوم الإدارة ليس محصورا في إعطاء الأوامر واتخاذ القرارات، وليس محصورا في بيئة العمل، هو أشمل من ذلك بكثير.. خذ مثلا:
القيادة الإدارية في أحد مفاهيمها هي التأثير، وأولها الـقدرة على التأثير الذاتي أو إدارة الذات ومن لا يملك هذه القدرة لن يكون قادرا في التأثير على الآخرين، التأثير الذاتي يجعل الإنسان قادرا على الانضباط والتخلص من العادات المضرة، القدرة على إدارة الوقت واتخاذ القرارات الشخصية المتعلقة بحياته الخاصة وعاداته وعلاقاته، السيطرة على الغضب، القدرة على التسامح والعطاء وبناء العلاقات الاجتماعية، القدرة على التكيف مع المتغيرات.
إدارة الأسرة، هنا نواة المجتمع وقيادتها نحو الاستقرار والأمان والنجاح والحياة الكريمة مسؤولية جسيمة تتضمن جوانب دينية وتربوية ومادية، الأسرة هي المدرسة الأولى في حياة الإنسان لتكوين شخصيته وزرع القيم وجعله عضوا فاعلا في المجتمع الكبير، يذكر بعض القياديين أنهم لم يستطيعوا تحقيق التوازن بين مسؤوليات العمل ومسؤوليات الأسرة، كانوا غارقين في العمل على حساب الدور التربوي والعلاقات العائلية، قد تكون أهداف القيادي الإداري واضحة في المنظمة التي يعمل فيها لكنها غير واضحة في إدارته للأسرة، قد يتعامل بمثالية واحترام مع الموظفين ولا يفعل ذلك مع أفراد أسرته.
القيادة الإدارية، هنا عالم آخر ومفاهيم ونظريات واستراتيجيات وخطط وقرارات وأنظمة ومسؤوليات وصلاحيات وتفويض وأهداف ونتائج وتقييم ومكاسب وخسائر ومهارات شخصية تمكن القيادي من تحديد الأهداف والتعامل مع أنماط شخصية مختلفة، ومع حالات النجاح والفشل ومع التحديات والطموحات والمنافسات والمستقبل، القيادة الإدارية توجيه واحترام ومساندة وتقييم لغرض التطوير، واكتشاف قدرات إدارية وتنميتها بالثقة والتدريب والمسؤوليات، الإدارة هنا نظام وتنظيم وحزم ووضوح أهداف وتعامل إنساني لا يتنازل عن المعايير المهنية.
العامل المشترك بين الإدارات السابقة هو الإنسان؛ فهو الغاية والوسيلة، كل الأهداف والطموحات والإنجازات لا تتحقق إلا بالإنسان، أما التقنية وتوابعها فمهما بلغت من التطور فهي عوامل مساعدة، المحور هو الإنسان، هو التربية، هو التعليم، هو الذكاء، هو القيم، هو المفكر، هو متخذ القرار.
إدارة الذات، إدارة الأسرة، إدارة العمل تمثل منظومة ترتبط بعضها ببعض بعلاقة تأثير وتأثر، تختلف الأهداف والإجراءات والأدوات لكنها تلتقي في البداية والنهاية عند محطة الإنسان.
مشاركة الخبر: الإدارة.. الإنسان على وسائل التواصل من نيوز فور مي