ترحيب فلسطيني واسع بأوامر اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية
لاقى قرار المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الخميس، إصدار أوامر اعتقال بحق كل من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة ترحيباً فلسطينياً واسعاً، وسط دعوات للإسراع بإصدار حكم مماثل بارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية. ورحبت دولة فلسطين وفق بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، بقرار المحكمة الجنائية الدولية. وشددت على أن القرار يعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته، وفي أهمية العدالة والمساءلة وملاحقة مجرمي الحرب، خاصة في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني إلى إبادة جماعية وجرائم حرب متمثلة في التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد والتهجير وغير ذلك من الأفعال اللاإنسانية.
وطالبت فلسطين جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، وفي الأمم المتحدة، بتنفيذ قرار المحكمة، وتسليم المجرمين إلى القضاء الدولي، وشددت على ضرورة تنفيذ سياسة قطع الاتصال واللقاءات مع المطلوبين الدوليين، نتنياهو وغالانت.
وأكدت أنها ستستمر بالعمل مع مؤسسات العدالة الدولية ومع المحاكم الدولية وستبقى منخرطة في العمل معها حتى مساءلة ومحاسبة كل المجرمين الذين ارتكبوا ويرتكبون جرائم ضد الشعب الفلسطيني حتى إنصافه وتحقيق العدالة له.
حماس: سابقة تاريخية والعدالة الدولية معنا
اعتبرت حركة حماس، في بيان، أن هذه الخطوة التي حاولت الإدارة الأميركية المتواطئة مع جرائم الحرب الصهيونية تعطيلها لأشهر "تشكّل سابقة تاريخية مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا". ودعت حماس المحكمة إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة لكافة قادة الاحتلال، "كما ندعو كافة الدول حول العالم للتعاون مع المحكمة في جلب مجرمي الحرب".
من جانبه، علق القيادي في حركة حماس عزت الرشق على قرار الجنائية الدولية بالقول إنه "بغض النظر عن إمكانية التنفيذ، فإن الحقيقة التي انكشفت أنّ العدالة الدولية معنا وأنها ضد الكيان الصهيوني". وأضاف أنّ "هذا الوعي المتراكم وانكشاف الوجه الحقيقي الإرهابي للكيان المحتل يصبّ في المصلحة الفلسطينية ومستقبل قضيتنا وهدفنا التحرري القادم لا محالة". وأكد أن "دولة الاحتلال تواجه الحق وتتناقض مع مفهوم العدالة وتصطدم مع القيم الإنسانية، والإرهاب الغاشم المدعوم دولياً هو ما يبقي الاحتلال قائماً".
حركة فتح: نافذة أمل لوقف الإبادة في غزة
بدورها، اعتبرت حركة "فتح" صدور مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت "خطوة شجاعة في مواجهة الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها حكومة الاحتلال". وأشاد متحدث الحركة عبد الفتاح دولة، في بيان، بـ"قرار محكمة الجنايات الدولية (...) كخطوة شجاعة في مواجهة الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها حكومة الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني".
واعتبر دولة القرار "انتصاراً للعدالة الدولية ولحقوق الإنسان، ويؤكد أن سياسة الإفلات من العقاب لم تعد ممكنة أمام إرادة الشعوب والمؤسسات القضائية الدولية". وأشار إلى أن "إصدار هذه المذكرات يعكس إجماعاً دولياً متزايداً على محاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم، ويشكل رسالة واضحة أن زمن الحصانة المطلقة قد انتهى".
كما دعا المتحدث المجتمع الدولي "للخروج من حالة الصمت والعجز إلى اتخاذ خطوات عملية لترجمة هذا القرار إلى واقع، والضغط من أجل تنفيذ هذه المذكرات لضمان العدالة لشعبنا الفلسطيني، ووضع حد لجرائم الاحتلال المستمرة".
كما اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، في تصريح لوكالة الأناضول، أن صدور المذكرتين نافذة أمل لوقف جرائم الإبادة في غزة.
المجلس الوطني الفلسطيني: تطور مهم في محاسبة المسؤولين عن الجرائم
وفي السياق، رحب المجلس الوطني الفلسطيني بقرار المحكمة الجنائية الدولية. وأكد أن هذه الأوامر "تمثل تطورا مهما في محاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني". ودعا المجتمع الدولي إلى دعم هذه الخطوة والبناء عليها لتعزيز مسار المحاسبة الدولية، مشددا على ضرورة استمرار العمل لمحاكمة ومحاسبة كل من ارتكب جرائم وانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني.
البرغوثي: للإسراع بإصدار حكم بارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة
رحب الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي بقرار محكمة الجنايات الدولية قائلاً إن "كثيراً من الحكومات الغربية عليها بعد هذا القرار أن تختار بين انحيازها المخزي لإسرائيل وبين احترامها القانون الدولي وميثاق محكمة الجنايات الدولية الذي وقعت عليه". وطالب البرغوثي، في بيان، محكمة العدل الدولية بالإسراع بإصدار حكمها بارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية.
"الجبهة الديمقراطية": للتعاون مع المحكمة لاعتقال نتنياهو وغالانت
في السياق، رحبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بقرار الجنائية الدولية، داعية المجتمع الدولي للتعاون مع المحكمة لاعتقال المطلوبين للعدالة. وقالت "الجبهة الديمقراطية"، في بيان، إن هذا القرار "لم يكن ليتحقق لولا بطولة شعبنا وصموده وبسالته من جهة، ومن جهة أخرى هو شهادة صارخة على الطبيعة الفاشية لدولة الاحتلال والإبادة الجماعية والتمييز العنصري والتطهير العرقي برئاسة نتنياهو".
ودعت "الجبهة الديمقراطية" المحكمة الجنائية الدولية "إلى البناء على قرارها بتوسيع دائرة الملاحقة لمجرمي الحرب الآخرين في دولة الاحتلال، من وزراء وضباط ومسؤولين أمنيين، لا تقل مسؤوليتهم عن حرب الإبادة الجماعية الإجرامية ضد شعبنا عن مسؤوليات نتنياهو وغالانت. كما دعت دول العالم إلى احترام الجنائية الدولية والتعاون معها في اعتقال المطلوبين حيثما تتوفر فرص ذلك".
إلى ذلك، حذرت "الجبهة الديمقراطية" في الوقت نفسه الولايات المتحدة وأية دولة أخرى "من توفير أي غطاء سياسي لنتنياهو وغالانت باعتبارهما مجرمي حرب ومطلوبين للعدالة الدولية ليكونا في المكان الذي يستحقانه، أي خلف قضبان زنازين المحكمة".
مشاركة الخبر: ترحيب فلسطيني واسع بأوامر اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية على وسائل التواصل من نيوز فور مي