إصدار جديد يوثق تاريخ ظهران الجنوب
صدر مؤخراً الكتاب الجديد “نسائم الجنوب من ظهران الجنوب”. يعد هذا الكتاب موسوعة ثقافية شاملة تتناول جوانب متعددة من تاريخ وثقافة محافظة ظهران الجنوب، في جنوب المملكة العربية السعودية. وقد جمع المؤلف في هذا الكتاب مادة ثرية حول تاريخ المنطقة، القبائل التي سكنت فيها، العادات والتقاليد التي يلتزم بها أهلها، وكذلك إسهامات المحافظة في مجالات التعليم والشعر والفنون.
بدأ المؤلف كتابه بإشارة إلى أهمية الكتابة عن مسقط رأس الإنسان باعتبارها فطرة جبل الله الإنسان عليها. وقد تناول في مقدمته ما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة التي تشيد بأهمية الدفاع عن الوطن والمكان الذي نشأ فيه. كما ذكر المؤلف في مقدمته عن حنين رسول الله ﷺ إلى مكة المكرمة، وهو ما يعكس العلاقة الوثيقة بين الإنسان ووطنه.
وقد عبر المؤلف عن شعوره العميق تجاه مسقط رأسه “محافظة ظهران الجنوب”. ففي سنوات مضت، راوده شعور قوي بأن يؤلف كتاباً يسجل فيه تاريخ هذه المحافظة التي تتمتع بأهمية تاريخية وجغرافية كبيرة، خاصة وأنه شاهد الكثير من النقوش والرسوم الأثرية في سهولها وجبالها التي تشير إلى عمق تاريخها. كما أشار المؤلف إلى أنه على الرغم من أن العديد من الكتب قد تناولت بعض المحافظات السعودية مثل حفر الباطن و ينبع، إلا أن ظهران الجنوب كانت بحاجة إلى توثيق تاريخي شامل.
وقد ذكر المؤلف عدة أسباب رئيسية دفعته لتأليف الكتاب، منها: الطابع التاريخي للمحافظة، إذ تعتبر ظهران الجنوب من المناطق التي تحمل تاريخاً طويلاً، حيث شهدت أحداثاً مهمة في فترات الجاهلية والإسلام. ثم الموقع الجغرافي الاستراتيجي؛ حيث تقع المحافظة على الحدود الجنوبية للمملكة وتشكل بوابة المملكة إلى اليمن، وهي نقطة التقاء ثلاث مناطق هي: عسير، جازان، ونجران. ثم الاهتمام السياحي إذ تمتاز ظهران الجنوب بموقعها في منطقة عسير السياحية، حيث تتميز بأجوائها المعتدلة وكثرة الأمطار التي تسهم في تنوع منتجاتها الزراعية. وكذلك دور قبائل المحافظة في الدفاع عن الوطن، فقد أشار المؤلف إلى دور القبائل في المحافظة في الدفاع عن المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - إضافة إلى إثبات نسب قبائل المحافظة وتم التركيز على إثبات نسب قبائل وادعة في المحافظة التي يُزعم بأنها أزدية في بعض المراجع، بينما هي همدانية الأصل كما يذكر المؤلف في هذا الكتاب. الكتاب يتكون من خمسة أبواب رئيسة، وهي الباب الأول: “ظهران: المكان والإنسان”
يتناول هذا الباب جوانب متعددة من المحافظة، بدءاً من موقعها الجغرافي، مروراً بتاريخها العميق، ووصولاً إلى القبائل التي سكنت المنطقة عبر العصور المختلفة. ويشمل هذا الباب كذلك وصفاً لقرى وأودية المحافظة وأبرز معالمها الطبيعية. الباب الثاني: “التعليم ومخرجاته” ويتناول هذا الباب تطور التعليم في محافظة ظهران الجنوب، ويعرض بدايات التعليم في المنطقة، مع تسليط الضوء على رواد التعليم الأوائل وأبرز المخرجات من الرجال والنساء في مختلف المجالات العلمية. أما الباب الثالث: “شعر وشعراء المحافظة” فيتناول الشعراء الذين أنجبتهم محافظة ظهران الجنوب، من الشعراء القدامى والمعاصرين، ويستعرض أشهر قصائدهم التي تغنت بمجد الوطن وقيمه. الباب الرابع: “العادات والتقاليد” في هذا الباب، يعرض المؤلف العادات والتقاليد الاجتماعية التي تميز أهل المحافظة، مثل عادات الزفاف، الأعياد، الاستسقاء، والأطعمة التقليدية. كما يتطرق إلى الألعاب الشعبية، أسلحتهم التقليدية، والأمثال الشعبية التي يعبر بها سكان المنطقة عن تجاربهم. أما الباب الخامس: “الأمثال والمفردات” يشمل هذا الباب مجموعة واسعة من الأمثال والمفردات الخاصة بأبناء المحافظة، مع تفسير معانيها ودلالاتها في الثقافة المحلية.
ويركز الكتاب على توثيق العديد من الجوانب الثقافية والتراثية التي قد تكون عرضة للنسيان، مثل أشعار الشعراء القدامى وأمثال الناس، إضافة إلى تقديم وصف تفصيلي للعادات والتقاليد التي تحافظ عليها القبائل في المحافظة. كما أشار المؤلف إلى أن الكتاب قد قام بتوثيق كل ما أمكن من الشعراء والفعاليات الثقافية والاجتماعية، لكنه لا يدعي أن الكتاب قد أحصى كل شيء، نظراً للطبيعة المتجددة لهذا التراث.
مشاركة الخبر: إصدار جديد يوثق تاريخ ظهران الجنوب على وسائل التواصل من نيوز فور مي