هكذا اشتعل فتيل المعارك الطائفية شمال غربي باكستان
قُتل 38 شخصاً وأصيب أكثر من مئة آخرين بجراح خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، جراء أعمال عنف ذات طابع طائفي في مقاطعة كرم القبلية شمال غربي باكستان. وأحرقت بعض الأحياء والأسواق الكبيرة والمباني الحكومية والمراكز الأمنية والعسكرية.
وقالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، إنّ عناصر من قبائل طوري وبنكش الشيعية هاجموا أحياء من قبائل السنة وقتلوا عدداً من أبنائها، علاوة على قيامهم بإحراق المنازل والمرافق، وذلك رداً على الهجوم الدموي الذي تعرض له قبل يومين أبناء الأقلية الشيعية وأودى بحياة 44 منهم، فضلاً عن إصابة العشرات.
كما أحرق مسلحون من الطرفين الأسواق العامة ومرافق كل منهم، علاوة على إحراق المباني الحكومية والمراكز الأمنية، بينما خرجت قوات الأمن الباكستانية من المنطقة بعد تعرضها لهجمات من المسلحين. وأظهرت مشاهد مصورة إحراق مسلحين السوق الرئيسي في المنطقة والتي تسمى سوق "بغن" ومحطات الوقود الموجودة على أطرافها، كما أظهرت مشاهد اقتحام المسلحين المباني الحكومية والحواجز الأمنية وتدمير ما بداخلها قبل إضرام النيران فيها.
ويقول أحد سكان مقاطعة كرم الذي يعيش حالياً في مدينة بشاور ويدعى شاهد الله لـ"العربي الجديد"، إنّ المسلحين الغاضبين من قبائل طوري قد أحرقوا حوالي 200 محل تجاري وعشرات المنازل لقبائل السنة. في المقابل قام مسلحون من قبائل السنة بإطلاق النار عليهم ما أدى على الأقل إلى مقتل ثمانية من المهاجمين.
يضيف شاهد الله "يمكننا أن نقول إن مئات الأسر قد تركوا منازلهم ونزحوا إلى أماكن أخرى خاصة في منطقة بغن التي تحولت إلى خط النار الأول بين القبائل" في باكستان. وبحسب شاهد الله، فإنّ الجماعات المسلحة تشارك في الاقتتال بين الجانبين، إذ تنحاز على سبيل المثال حركة طالبان- باكستان إلى الجماعات السنية، في حين ترفع القبائل الشيعية هتافات وأعلام حركات مثل فاطميون وزينبيون الممولتين من إيران، واللتين شاركتا في القتال في سورية.
ويحذر من أنّ "الوضع خطير للغاية وقوات الأمن لا تقوم بدورها، ومثلها الحكومة، كما فشلت كل الجهود القبلية التي بذلت على مدى الأيام الماضية لاحتواء الصراع الطائفي".
ويوم الخميس الماضي، تعرّض موكب سيارات تابع للأقلية الشيعية وهو في طريقه من مدينة بشاور إلى مقاطعة كرم شمال غربي باكستان لهجوم مسلح أدى إلى مقتل 44 منهم وإصابة عشرات آخرين. في المقابل، هاجم مسلحون من الشيعة قبائل السنة في منطقة بوشهرة وامتد العنف إلى مختلف المناطق.
وسبق الهجوم على الموكب هجوم تعرض له أفراد من السنة في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة العشرات، واتهمت قبائل السنة حينها القبائل الشيعية بالوقوف وراء الهجوم. ومحور النزاعات بين القبائل ذات المعتقدات المختلفة هو مسألة الأراضي في المنطقة، إلا أنّ الأوضاع تصاعدت وتحولت إلى معارك طائفية، وسط التدخلات المختلفة.
وكانت مدن مختلفة في شمال غرب باكستان قد شهدت أمس الجمعة تظاهرات لمختلف الطوائف والجماعات ضد العنف. ودعا المشاركون الحكومة والقبائل إلى التحرك لاحتواء الصراع. يشار إلى أن وفداً حكومياً حاول اليوم السبت أن يسافر إلى المنطقة ويحاور الطرفين من أجل وقف إطلاق النار، ولكن القبائل اعترضته، حيث تعرضت المروحية التي كانت تقل مسؤولين، لإطلاق نار، ما دفعهم إلى التراجع من دون الحديث مع القبائل.
ومنذ أكثر من شهرين باتت الطرق المؤدية إلى مقاطعة كرم مغلقة حيث لا يكن لأحد أن يسافر من دون مراقبة قوات الأمن وحراستها، وحتى مع وجود قوات الأمن والشرطة فإن المسافرين معرضون للخطر كما حصل في هجوم يوم الخميس.
مشاركة الخبر: هكذا اشتعل فتيل المعارك الطائفية شمال غربي باكستان على وسائل التواصل من نيوز فور مي