الأسهم الأميركية تسجل مستويات قياسية جديدة رغم القلق من الرسوم
أنهت مؤشرات الأسهم الأميركية تعاملات يوم الجمعة بقوة، حيث سجل مؤشر داو جونز الصناعي أعلى مستوى إغلاق في تاريخه، على الرغم من استمرار المخاوف من التأثيرات السلبية المنتظرة لرسوم الرئيس المنتخب حديثاً دونالد ترامب، خاصة ما يتعلق بمعدل التضخم في الاقتصاد الأميركي، ومن ثم مستويات الفائدة على العملة الأكثر انتشاراً في العالم.
وفي تعاملات آخر أيام أسبوع كان رابحاً لمؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية الثلاثة، ارتفع مؤشر داو جونز للشركات الكبرى بمقدار 426.16 نقطة، أو بنسبة 0.97%، ليصل إلى 44,296.51 نقطة، في ثالث جلسة إيجابية له على التوالي، وأضاف مؤشر إس أند بي 500 نسبة 0.35% لينهي التعاملات عند مستوى 5,969.34 نقطة، في خامس يوم رابح على التوالي، بينما اكتفى مؤشر ناسداك المركب بالارتفاع بنسبة 0.16% فقط، ليصل إلى 19,003.65 نقطة. وتأخر المؤشر المتخم بشركات التكنولوجيا مقارنة بنظيريه بضغوط من انخفاض سهم شركة إنفيديا، مُصممة ومُصنعة رقائق الحاسب الآلي، بنسبة 3.2%، وأيضاً سهم شركة ألفابيت، المالكة لمحرك البحث الشهير غوغل، بنسبة 1.7%.
الأسهم الأميركية تتوق لعودة ترامب إلى البيت الأبيض
واستأنفت الأسهم الأميركية ارتفاعها هذا الأسبوع، بعد إنهاء الأسبوع الماضي في المنطقة الحمراء، حيث استعاد المستثمرون تفاؤلهم بعودة ترامب إلى البيت الأبيض، متوقعين انتعاشاً كبيراً لسوق الأسهم الأميركية التي طالما اعتبرها ترامب، خلال فترة رئاسته الأولى، مؤشراً على نجاح سياساته الاقتصادية. واختتم مؤشر داو جونز الأسبوع بارتفاع حوالي 2%، بينما أضاف كل من مؤشر إس أند بي 500 وناسداك ما يقارب 1.7% لكل منهما.
وبنهاية تعاملات الأسبوع أيضاً، ارتفعت ثروة إيلون ماسك إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، مسجلةً 347.8 مليار دولار، مدفوعة بالارتفاع المستمر في أسهم شركة تسلا، التي يترأسها ويمتلك نحو 15% من قيمتها، وأيضاً بجولة تمويل جديدة ناجحة، قدرت فيها قيمة شركته الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي xAI بما يقارب 50 مليار دولار. وارتفع سهم تسلا بنسبة 3.8% يوم الجمعة، ما عكس استمرار تفاؤل الأسواق بخطط فريق ترامب للسيارات ذاتية القيادة، وبدعم السيارات الكهربائية، الأمر الذي ربما يمنح شركة ماسك ميزة على منافسيها.
وحقق سهم تسلا ارتفاعاً بنسبة 45% منذ 4 نوفمبر/تشرين الثاني، عشية الانتخابات الرئاسية، مما أضاف حوالي 350 مليار دولار إلى قيمتها السوقية. وتشهد شركات ماسك المتعددة ارتفاعًا كبيرًا في قيمتها منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات، مما دفع ماسك، الذي يُطلق عليه "الصديق الأول"، إلى دائرة الضوء السياسي.
وأكدت تعاملات يوم الجمعة استمرار توجه المستثمرين نحو تقليص التعرض لأسهم التكنولوجيا لصالح الأسهم الأكثر حساسية اقتصاديًا، لتقود القطاعات الصناعية وقطاع السلع الاستهلاكية التقديرية ارتفاعات مؤشر إس أند بي 500، بينما كان قطاع خدمات الاتصالات هو الأسوأ أداءً.
وقال سام ستوفال، كبير استراتيجيي الاستثمار في مركز الأبحاث CFRA Research في مذكرة: "يقوم المستثمرون بالتخلي عن الأسهم الكبرى في قطاعات خدمات الاتصالات والتكنولوجيا، والتحول نحو قطاعات دورية أخرى مثل السلع الاستهلاكية التقديرية والصناعات والماليات، بالإضافة إلى أسهم الشركات ذات القيمة السوقية المتوسطة والصغيرة. ما يقود السوق هو ما اعتدنا أن نراه في نهاية سنوات الانتخابات، حيث ارتفعت أسعار جميع الأحجام والأنماط والقطاعات داخل مؤشر إس أند بي 1500 الأكثر شمولاً".
وعلى الرغم من تراجع أسهم التكنولوجيا، اقتربت العملة المشفرة بيتكوين من علامة فارقة طال انتظارها بقيمة 100,000 دولار. كما أظهرت الأسهم ذات القيمة السوقية الصغيرة أداءً قويًا هذا الأسبوع، حيث ارتفع مؤشر روسل 2000 بنسبة 1.8% في تعاملات يوم الجمعة، ليختتم الأسبوع بزيادة تقارب 4.5%.
وفي حين ارتفعت أغلب القطاعات خلال الأسابيع الأخيرة، يقول المحللون إن الراعي الأكبر لهذا الحفل، بلا شك، كان عملة بيتكوين، التي ارتفعت بنسبة 40% هذا الشهر، مستفيدة من اندفاع المؤمنين بالعملات المشفرة، وسيل من العناوين الإيجابية حول الإدارة الأميركية الجديدة، التي يتوقع أن تُبارك هذا النوع من الأصول.
مشاركة الخبر: الأسهم الأميركية تسجل مستويات قياسية جديدة رغم القلق من الرسوم على وسائل التواصل من نيوز فور مي