تصعيد حكومي إسرائيلي ضد "هآرتس" بعد انتقاداتها لسياسات نتنياهو
ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن الوكالات الحكومية في دولة الاحتلال سوف توقف الاتصالات مع مكتبها التحريري أو توقف نشر الات في الصحيفة، وذلك بعد انتقاداتها للعدوان الإسرائيلي الجاري والإبادة الجماعية في قطاع غزة. وقالت الصحيفة اليسارية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق على اقتراح، لكن لم تؤكد حكومته ذلك حتى الآن.
ويعود السبب إلى خطاب ألقاه ناشر الصحيفة عاموس شوكن في العاصمة البريطانية لندن الشهر الماضي، حيث انتقد حكومة نتنياهو بشدة قائلاً إنها "تفرض نظام فصل عنصري قاسٍ ضد السكان الفلسطينيين". كما أشار شوكن إلى "مقاتلي الحرية الفلسطينيين، الذين تسميهم إسرائيل إرهابيين"، في إشارة إلى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
"هآرتس" تواجه التهديدات والرقابة
تنتقد "هآرتس" سياسات نتنياهو منذ وقت طويل. وكان وزير الإعلام شلومو كاري قد دعا في وقت سابق إلى مقاطعة الحكومة الصحيفة، متهماً إياها بممارسة " دعاية انهزامية وكاذبة" بحسب تعبيره. وأحياناً بلغت هذه العداوة حدّاً خطراً، إذ سبق أن كشف المراسل الاستقصائي في "هآرتس" غور مجيدو أن مسؤولين أمنيين بارزين هددوا باتخاذ إجراءات ضده إذا تحدث عن محاولات رئيس الموساد السابق لترهيب المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا. وقال مجيدو إنه استدعي للقاء مسؤولين اثنين هدداه بـ"عواقب وخيمة" بعد أن علِما بأنه حاول الاتصال ببنسودا لمناقشة محاولة كوهين التأثير عليها. وكان مجيدو يحقق في أنشطة كوهين خلال ثلاث رحلات قام بها الأخير إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي ورد أنه طلب فيها مساعدة الرئيس الكونغولي جوزيف كابيلا للمساعدة في الضغط على بنسودا.
وتنشر الصحيفة يومياً تقارير تنتقد سياسات الاحتلال، ما يجعلها من واحات الحقيقة القليلة في وسط إعلامي إسرائيلي يدور في فلك نتنياهو ويضخّم صوت اليمين. وهذا لا يعني أن الصحيفة لا تخضع للرقابة أيضاً، إذ تنشر أحياناً تقارير خضعت لأمر حظر نشر من المحكمة، مع حجب أجزاء كبيرة منها، وكذلك يُطلب من الصحيفة، أسوة بكل من يغطي الشأن الإسرائيلي في دولة الاحتلال، بتقديم المقالات التي تتناول "قضايا أمنية" إلى الرقابة العسكرية لمراجعتها قبل النشر، بما يتماشى مع "أنظمة الطوارئ"، ولها صلاحيات التدخل فيها.
(وكالة الأنباء الألمانية، العربي الجديد)
مشاركة الخبر: تصعيد حكومي إسرائيلي ضد "هآرتس" بعد انتقاداتها لسياسات نتنياهو على وسائل التواصل من نيوز فور مي