الأطفال في المغرب يتعلّمون حقوقهم من مواقع التواصل... ويجهلونها
كشفت دراسة في المغرب بالتعاون مع منظمة يونيسف أن التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي تفوقا على المدرسة في توعية الأطفال المغاربة بحقوقهم. ونقلت الدراسة عن الشباب والأطفال أن التلفزيون كان هو أهم مصدر لهم للتوعية بحقوقهم بنسبة 25.9%، تلته مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 21.9%، ولم تحلّ المدرسة إلا في المرتبة الثالثة بنسبة 16.35%. وتأتي هذه الأرقام بينما يواجه التعليم في المغرب المشاكل، فيما كل من التلفزيون ومواقع التواصل هي مصادر للمخاوف على سلامة الأطفال، الذين أكّدت الدراسة أنهم يجهلون حقوقهم.
أطفال المغرب يجهلون حقوقهم
الدراسة استطلاع رأي من تنظيم كل من المكتب الوطني لحقوق الطفل في المغرب و"يونيسف"، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للطفل، الذي صادف 20 نوفمبر/تشرين الثاني من كل سنة. وقد شمل الاستطلاع 7500 شاب، من بينهم 1449 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 9 و18 عاماً. وقد خلُصت النتائج إلى خلاصات مقلقة تظهر جهل الصغار في المغرب بحقوقهم.
وقالت أرقام الدراسة إن 16.9% فقط من الأطفال يعرفون حقوقهم تماماً. أمّا الباقون، فتراوحوا بين 50.15% ممن يعرفونها جزئياً، وبين 32.9% يجهلون حقوقهم تماماً. كما خلُصت ذات الأرقام إلى أن ثلث الصغار يرون أن حقوقهم لا تُحترم في المحيط حيث يعيشون، وأكثر من النصف بقليل فقط (56.3%) يعتبرون أن حقوقهم تُحتَرم.
الأطفال أمام مصدرين للمعرفة والمخاوف
يكشف التقرير كيف أن المدرسة، المصدر الطبيعي لتعلم الأطفال، لكنها في المغرب في المرتبة الـ154 عالمياً في مؤشر التعليم العالمي "إنسايدر مانكي"، هي ثالثة خلف مصدرين ليسا مناسبين للطفل ويفرضان عليه الكثير من التحديثات إذا لم يعاملا بحرص شديد. فالدراسات والمقالات المتخصصة كثيرة حول مضار التلفزيون على الأطفال على اختلاف أعمارهم. أما بالنسبة لمواقع التواصل، فتعتزم الحكومة الأسترالية مثلاً اتخاذ خطوات نحو تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث لا يسمح بذلك إلا لمن يبلغون 16 عاماً أو أكثر. وفي الولايات المتحدة، سنّت ولايات عدة أو اقترحت إجراءات مماثلة. أما في المغرب، فقد أصدر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي تقريراً يدعو إلى تحديد سن الرشد الرقمي الذي يمكن للطفل عند بلوغه الولوج إلى شبكات التواصل الاجتماعي، كما حثّ على منح الوالدين إمكانية تعليق حسابات أطفالهم، وكل هذا بغرض حمايتهم في منصات تعجّ بالأخبار الكاذبة والكراهية واستغلال الصغار بأشكال عدة.
مشاركة الخبر: الأطفال في المغرب يتعلّمون حقوقهم من مواقع التواصل... ويجهلونها على وسائل التواصل من نيوز فور مي