بيدرسن يبحث بدمشق "اللجنة الدستورية" وسط تشكيك تركي بجدية نظام الأسد
اجتمع وزير خارجية النظام السوري بسام صباغ في دمشق، اليوم الأحد، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسن، وذلك بعد أيام من وصوله إلى العاصمة السورية، في مؤشر على تهرّب النظام من هذا الاجتماع. يأتي ذلك بينما أعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن اعتقاده بأن النظام السوري غير مستعد للحل السياسي في سورية.
وذكرت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام أن المباحثات بين بيدرسن والصباغ تناولت "استكمال بحث ملف اللجنة الدستورية وإمكانية استئناف المحادثات المتوقفة منذ أكثر من عامين".
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمّها، قولها إن الاجتماع يأتي وسط تعثر إطلاق اجتماعات اللجنة الدستورية نتيجة عدم التوافق على مكان انعقادها، معتبرة أن بيدرسن "بات على قناعة بأنه لا بد من انعقاد هذه اللجنة في العواصم العربية المرشحة لاستضافتها وهي بغداد والرياض والقاهرة، لكون الجانب الروسي يرفض رفضاً قاطعاً انعقادها في جنيف". وأضافت أن ذلك "يبقى مرهوناً بالموافقة الأميركية، حيث لا تزال واشنطن ومعها "المعارضات السورية" ترفض انعقادها في أي مكان آخر غير جنيف"، وفق زعم هذه المصادر، معتبرة أنه "في ظل هذه المعطيات يبدو أن ملف الدستورية سيبقى متعثراً وبانتظار حصول التوافق على مكان انعقادها".
وكانت المعارضة السورية ممثلة برئيس هيئة التفاوض بدر جاموس، قد قالت في وقت سابق لـ"العربي الجديد" إن المعارضة السورية ترحب بانعقاد اجتماعات اللجنة في الرياض، لكن الأمر متروك للأخيرة للموافقة على انعقاد اللجنة هناك.
وأشارت صحيفة "الوطن" إلى وصول بيدرسن إلى دمشق الأربعاء الماضي في زيارة تستمر عدة أيام، لإجراء عدد من اللقاءات تخص استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية.
وقال صحافي في دمشق، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن تأخير لقاء بيدرسن مع مسؤولي النظام السوري إلى اليوم الاحد، يحمل رسالة للمبعوث الدولي بأنه غير مرحب به في دمشق، وأن النظام السوري لا يهتم بهذا المسار الذي يرى فيه مسعىً دولياً لإحداث تغيير سياسي عميق في سورية عبر الإجراءات الدستورية، وهو ما يشبه تغيير النظام سياسياً، بعد أن قاوم ذلك عسكرياً طوال السنوات الماضية.
ولفت المصدر إلى أن بيدرسن استغل وجوده في دمشق لعقد لقاءات روتينية مع بعض القوى السياسية في دمشق مثل "هيئة التنسيق الوطنية" المحسوبة على المعارضة.
وكان مقرراً عقد الجولة التاسعة من اجتماعات أستانة في 25 يوليو/ تموز 2022 في العاصمة السويسرية جنيف، لكنها لم تعقد منذ لك الحين، بسبب اعتراض روسيا على مكان الانعقاد، بدعوى أن سويسرا دولة غير محايدة، بسبب موقفها من الحرب الروسية في أوكرانيا.
ويحاول بيدرسن منذ ذلك الوقت إقناع النظام وروسيا باستئناف المحادثات، واقترح أماكن بديلة لعقد الاجتماعات، إلا أن جهوده باءت بالفشل حتى الآن.
تشكيك تركي في جدية النظام السوري
إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن بلاده تفضل بحث القضايا العالقة مع النظام السوري على طاولة الحوار، نافياً أنها تستهدف تغيير النظام في سورية.
وأعرب فيدان في تصريحات أمام ممثلي المؤسسات الإعلامية في أنقرة أمس السبت، ونقلتها وسائل إعلام تركية، عن اعتقاده بأن النظام في دمشق غير مستعد للمضي لاتخاذ خطوات جدية على طريق الحل السياسي في سورية. وقال: "صراحة، يبدو أن الجانب السوري غير مستعد ولا منفتح بشكل كبير لمناقشة بعض القضايا، خصوصاً في هذه المرحلة، وبعبارة أخرى، إنه ليس منفتحاً حتى على اللقاء مع معارضيه". وحول ما يقال عن اشتراط تركيا على بشار الأسد التوصل إلى اتفاق مع المعارضة السورية، قال فيدان: "هذا ليس شرطاً مسبقاً تضعه أنقرة أمام دمشق، إلا أن حل المشكلة يمر عملياً عبر خطوات من هذا القبيل".
مشاركة الخبر: بيدرسن يبحث بدمشق "اللجنة الدستورية" وسط تشكيك تركي بجدية نظام الأسد على وسائل التواصل من نيوز فور مي