النظام السوري يُصعّد في الشمال وارتفاع حصيلة قتلى غارات تدمر
صعدت قوات النظام السوري قصفها لمناطق في ريفي إدلب وحلب شمال غربي سورية، ما أوقع العديد من الضحايا، فيما ارتفع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية قبل أيام على منطقة تدمر إلى أكثر من مئة قتيل. وذكر الناشط مصطفى الأحمد لـ"العربي الجديد"، أن مناطق شمال غرب سورية تشهد منذ بعد ظهر أمس السبت، تصعيداً لافتاً من قوات النظام السوري التي تستخدم المدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة، في قصف قرى وبلدات آفس وبنش وتفتناز وأريحا والنيرب ومعرة النعسان ومجدليا ومعربليت ومنطف وبينين ودير سنبل بريف إدلب، وقريتي كفرنوران وكفرعمة بريف حلب الغربي.
وقتلت مساء أمس طفلة، وأصيب شقيقاها (طفلة وشاب) بجروح، نتيجة قصف مدفعي لقوات النظام استهدف منزلاً سكنياً يقطنه مهجرون على أطراف مدينة بنش شرقي إدلب، وفق الدفاع المدني السوري الذي قال إن فرقه أسعفت المصابَين، وأخلت باقي أفراد العائلة من المكان. كما هاجمت عشر طائرات مسيرة تابعة للنظام مواقع مدنية وعسكرية في قرى كفر نوران والعصوص ومحيط دارة عزة في ريف حلب الغربي، ومعرة النعسان ومحور معربليت ومجدليا في ريف إدلب. وأسفرت الهجمات عن إصابة مدنيين اثنين ووقوع أضرار مادية في ممتلكات المدنيين بقرية كفر نوران. كما ارتفعت حصيلة الجرحى إثر قصف قوات النظام بالمدفعية الأحياء السكنية بمدينة أريحا جنوبي إدلب، إلى خمسة مدنيين بينهم أربعة أطفال، إصابة بعضهم بليغة، وفق الدفاع المدني.
وصعدت قوات النظام خلال الأسابيع الأخيرة استهداف مناطق المعارضة، لا سيما بالطائرات المسيرة. وقالت منظمة الدفاع المدني في تقرير، يوم أمس السبت، إن فرقها استجابت لأكثر من 876 هجوماً من قبل قوات النظام وروسيا وحلفائها على مناطق شمال غرب سورية، تسببت هذه الهجمات بمقتل 80 مدنياً، بينهم 19 طفلاً، و9 نساء، وإصابة 372 مدنياً، بينهم 137 طفلاً و47 امرأة.
قصف إسرائيلي لمعبر جوسية وارتفاع عدد قتلى تدمر
من جهة أخرى، استهدف طيران حربي إسرائيلي، مساء أمس السبت، مرة جديدة معبر "جوسية" الحدودي بين لبنان وسورية في منطقة القصير بريف حمص الغربي. ونقلت وكالة أنباء "سانا" التابعة للنظام السوري عن مدير المعبر، دباح المشعل، قوله إن "طيران العدو الإسرائيلي استهدف المعبر ما أسفر عن أضرار مادية كبيرة فيه".
إلى ذلك، ارتفعت من جديد حصيلة الخسائر البشرية الناتجة عن الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مدينة تدمر في الـ20 من الشهر الجاري، وذلك نتيجة وجود حالات حرجة بين المصابين الذين نُقلوا إلى المستشفيات. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه وثق وفاة ثلاثة عناصر سوريي الجنسية يتبعون للمليشيات الإيرانية، وعنصرين من جنسية غير سورية، لترتفع حصيلة القتلى إلى 105 أشخاص، وهم وفق المرصد 70 عنصراً من المليشيات الموالية لإيران من الجنسية السورية، منهم 11 ضابطاً وضابط صف يتعاونون مع حزب الله اللبناني، و29 مقاتلاً من جنسيات غير سورية، معظمهم ينتمون إلى "حركة النجباء" العراقية، وأربعة من حزب الله اللبناني، إضافة إلى مدنيين اثنين.
قسد تعتقل أعضاء في الحراك العشائري
وفي شرق البلاد، أعلنت قوى الأمن الداخلي التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) اعتقال ثلاثة أفراد من مجموعة مسلحة مدعومة من النظام السوري، بينهم قيادي. وذكرت في بيان لها مساء أمس السبت أنها نفذت عملية أمنية مساء يوم الجمعة الماضي، أسفرت عن اعتقال ثلاثة عناصر من مجموعات مسلحة مدعومة وممولة من النظام السوري، بينهم القيادي البارز أبو مشعل البكيري، شمالي دير الزور.
وأوضحت أن العناصر المعتقلين متورطون في عمليات استهداف لقواتها، إضافة إلى ما وصفته بـ"إثارة الفوضى وحمل السلاح في المنطقة"، مشيرة إلى أن المعتقلين كانوا قد فرّوا إلى مناطق سيطرة النظام نهاية أغسطس/آب 2023، واعتُقلوا خلال زيارة سرية إلى منازلهم. وذكرت شبكة "دير الزور 24" المحلية أن "البكيري" هو أحد قياديي قوات العشائر المدعومة من النظام السوري في دير الزور، ممن تلاحقهم قوات "قسد" بعد مشاركتهم في مواجهات مسلحة ضدها منتصف العام الماضي، في مناطق شرق نهر الفرات.
قتيل و15 جريحا في قصف صاروخي على مدينة الباب
إلى ذلك، قُتل مدني وأُصيب نحو 15 آخرين، بينهم أطفال ونساء في مدينة الباب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية في ريف حلب شمالي سورية، إثر قصف صاروخي استهدف المدينة، مصدره مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام السوري وقوات قسد.
وقالت منظمة الدفاع المدني "الخوذ البيضاء" إن القصف استهدف منازل مدنيين ومسجداً في المدينة وبالقرب من مسجدٍ آخر وبالقرب من مدرسةٍ، ومركزاً لتعبئة الغاز في المدينة، وأدى لمقتل شاب وإصابة 15 آخرين فضلا عن اندلاع حريق بمواد بترولية مخزنة على سطح أحد المنازل. في المقابل، ردت القوات التركية الموجودة في مدينة الباب بقصف مدفعي استهدف مناطق سيطرة قوات النظام و"قسد" في محيط مدينة الباب.
في سياق منفصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم الأحد تحييد 9 عناصر من "الوحدات الكردية" شمالي سورية. وقالت في بيان إن قواتها حيّدت 9 عناصر من "الوحدات الكردية" و"حزب العمال الكردستاني" في عمليات عسكرية في منطقتي عمليتي "درع الفرات" بريف حلب و"نبع السلام" بريف الرقة والحسكة شمالي سورية. وفي شمال شرق سورية، دفعت قوات التحالف الدولي، اليوم الأحد، بتعزيزات عسكرية جديدة إلى سورية. وقال المرصد السوري إن قوات التحالف استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة إلى قاعدة استراحة الوزير بريف الحسكة، تتألف من 30 شاحنة محملة بمعدات عسكرية ولوجستية، قادمة من معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق.
مشاركة الخبر: النظام السوري يُصعّد في الشمال وارتفاع حصيلة قتلى غارات تدمر على وسائل التواصل من نيوز فور مي