حذرنا من البداية.. قالوا “متحوثين”!
بقلم / نصر صالح
كما صار واضحا، فسوف يمضون قدما لإيصال حياتنا إلى ما يشبه الجحيم، وبعد ذلك ستأتي “إسرائيل” عبر حليفتيها: الإمارات والسعودية لتقوم بدور إنتشالنا من هذا الوضع الكارثي (الذي صنعوه هم فينا) وإنقاذنا ولكن بإعادة مستوى حياتنا المعيشية إلى ما كنا عليه عشية 26 مارس 2015 على أحس تقدير (وطبعا لن نعود كيانا واحدا مجددا، علما أن مستوى معيشتنا آنذاك لم تكن سارة، لكنها أفضل ألف مرة مما نحن عليه اليوم) .. وعندذاك؛ فأصحاب #شكرامكرمةسلمان و #شكراإمارات الخير، غير مستبعد أن يخرجوا علينا بـ “هاشتاج” جديد: #شكرامكرمةنتنياهو #شكراإسرائيل الخير.
هو المخطط: “فوضى خلاقة” تقود إلى “شرق أوسط جديد” بزعامة “إسرائيل”..
ولقد كان معروفا؛ منذ بداية الحرب أن “المملكة السعودية” ومعها بقية دول الخليج إنما جاءوا – هذه المرة “شخصيا” – لتنفيذ الجزء المتوحش من حصة اليمن من “مخطط الشرق الأوسط الجديد”، نظرا لأن الحوثي لن يستمر في طاعة أوامر السعودية بتجميد استخراج واستثمار حقول الجوف وشمال حضرموت النفطية والغازية التي يقدر الخبراء أن بها ثلث مخزون إحتياط العالم من النفط والغاز (وهذه المخزونات النفطية غير المستغلة تساوي مخزونات نفط وغاز دول الخليج مجتمعة).
والواقع فإن الجزء الأول من حصة اليمن من “مخطط الشرق الأوسط الجديد” كان قد بدأ في فبراير 2011، كما بات معروفا. ولكن حدث أن تدخل الملك عبدالله آل سعود (رحمه الله) شخصيا لتلطيفه عبر ما تسمى “المبادرة الخليجية” لتسوية الأزمة في اليمن، وذلك في نوفمبر 2011. وهي المبادرة التي رفعت عبد ربه منصور هادي في 20 فبراير 2012 من نائب إلى رئيس للجمهورية لفترة انتقالية عُهد إليه خلالها – (في شقها المعلن) – تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية وحوار وطني يتم عبره تعديل الدستور بما يوافق تنفيذ التقسيم الناعم لليمن (6 أقاليم).
وربما عُهد إلى هادي وفريقه في شق المبادرة غير المعلن القيام بتدمير الجيش اليمني وتدمير ترسانة سلاحه الصاروخية وعلى رأسها أنظمة الدفاعات الجويية والبحرية، فهذا ما كان قام به هادي فعلا طوال عامي فترته الإنتقالية (مضاف إليها نصف عام من عام التمديد له بواسطة المشترك والبرلمان من خارج المبادرة الخليجية، أي حتى تاريخ “استيلاء” الحوثي على السلطة).
وكما يعرف الجميع، الأخ هادي قصر في تنفيذ “الشق المعلن” من المبادرة وهو ما يتعلق بالأمور الفنية التشريعية والسياسية، لكنه “ما قصر” في الشق غير المعلن، المتعلق بتدمير الجيش فيما عرف حينها بـ “هيكلة الجيش”، وبتدمير القدرات الصاروخية والدفاعات بإشراف الأمريكان.
وللتذكير؛ وكما صار معروفا؛ فتدمير جيوش الدول العربية هو جزء أساسي ورئيسي من “مخطط الشرق الأوسط الجديد” الذي بدأت الولايات المتحدة تنفيذه (على الأرض) في 2003 بغزوها العراق، وتدمير الجيش العراقي بعديده وعتاده، وإيقاظ الفتنة الطائفية وزرع الفرقة العرقية. وحولوا العراق إلى كانتونات ثلاث.
وتواصل تنفيذ المخطط بعدوان “إسرائيل” على لبنان في 12 يوليو 2006 غير أنه كُسر بسواعد وعقول حزب الله اللبناني الذي لقن العدو هزيمة مدوية وقهر جيش “إسرائيل” الذي قيل أنه لا يقهر.
بيد أن المخطط أعيد إنتاجه بإخراج جديد بدءً من مطلع 2011، بدون تورط مباشر ودون تضحية بجنود الولايات المتحدة وجنود “إسرائيل”، حيث اعادوا صياغة المخطط – بخبث ودهاء – لتكون الحرب “عربية عربية”، كأرفع خدمة تُقدم لـ “إسرائيل” لضمان أمنها واستمرار بقائها أولا، وثانيا لتمكينها من أن تتسيد على كامل منطقة الشرق الأوسط المفتتة دولها والمدمرة جيوشها، ويقتتل فيها أبناؤها فيما بينهم تحت شعارات طائفية حمقاء وأعذار ومقولات “خنفشارية”.
.. قلنا بما يُراد أن يُفعل بنا منذ بداية حرب 2015، ردوا علينا: أنتم “حوثة”.. أنتم “متحوثين”.. أنتم “عملاء لإيران”.. وانتم تقفون معها في مواجهة “المشروع العربي المملكة العربية السعودية”.
الآن هاكم “مشروعهم العربي” يتبدى باستدعاء “إسرائيل” لتدنس أراضي بلادكم بدءاً من سقطرى..
مشاركة الخبر: حذرنا من البداية.. قالوا “متحوثين”! على وسائل التواصل من نيوز فور مي