جراحة إثيوبية تصبح مستقبل الطب الأفريقي وهي لا تجيد القراءة أو الكتابة

جراحة إثيوبية تصبح «مستقبل الطب الأفريقي» وهي لا تجيد القراءة أو الكتابة

تم نشره منذُ 3 سنة،بتاريخ: 31-10-2020 م الساعة 05:38:13 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-318893.html في : أخبار دولية    بواسطة المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

جراحة إثيوبية تصبح «مستقبل الطب الأفريقي» وهي لا تجيد القراءة أو الكتابة

السبت - 14 شهر ربيع الأول 1442 هـ - 31 أكتوبر 2020 مـ

الطبيبة الأسترالية كاثرين هاملين (يسار) وماميتو غاش (ديلي ميل)

أديس أبابا: «الشرق الأوسط أونلاين»

نشأت جرّاحة أمية حافية القدمين في جبال إثيوبيا لتصبح «مستقبل الطب الأفريقي»، وما زالت لا تستطيع القراءة أو الكتابة حتى الآن، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل».
وكانت ماميتو غاش في السادسة عشرة من عمرها عندما دخلت في مخاض ولادة طفلها الأول في كوخ من الطين بقريتها عام 1963.
وأمضت 4 أيام مع آلام مبرحة، قبل أن يموت طفلها بداخلها، مما تسبب في إصابتها بناسور الولادة، وهي إصابة مدمرة عادة ما تتسبب بسلس البول لدى المرأة، أي تسرب البول والبراز بشكل لا يمكن السيطرة عليه طوال حياتها.
وبعد قدومها إلى العاصمة أديس أبابا، عالجتها الطبيبة الأسترالية كاثرين هاملين التي أصبحت لاحقاً معلمتها وأمها البديلة وصديقتها مدى الحياة.
تعلمت ماميتو، البالغة من العمر 73 عاماً الآن، إجراء جراحة للناسور من خلال وضع يديها على يد جراحة سيدني العظيمة، وتتبع خطواتها المعقدة في أثناء عملها على إنقاذ النساء اللواتي عانين من هذه الحالة الصحية.
وبسبب الجفاف والمجاعة القاتلة، كرست الدكتورة هاملين أيامها لهذه القضية قبل وفاتها عن عمر يناهز 96 عاماً، في 18 مارس (آذار) عام 2020.
وبعد 7 أشهر، تعود صديقتها الحزينة رفيقتها الدائمة لنحو 57 عاماً إلى المسرح لمواصلة إرث المرأة التي أنقذتها مما كان يمكن أن يكون حياة من النبذ الاجتماعي والتشرد.
وكانت الكاتبة البريطانية سو ويليامز تسافر عبر إثيوبيا في عام 2017، عندما حصلت على إذن لإجراء مقابلة مع كاثرين هاملين في مستشفى بأديس أبابا.
وهناك قابلت ماميتو، وهي «امرأة خجولة، لكنها مثيرة للاهتمام»، تعمل مقدمة رعاية مع هاملين، وفقاً لما قالته. ووافقت ماميتو على سرد قصتها.
تلك القصة كانت مختلفة تماماً لو لم تقبل الدكتورة هاملين وزوجها عروض العمل لبدء مدرسة للقبالة في إثيوبيا عام 1959.
وعندما وصلا، صُدما لاكتشاف عشرات الفتيات الصغيرات المصابات بالناسور -وهي حالة مروعة لم يسمع بها في العالم الغربي منذ أوائل القرن التاسع عشر، ولكنها لا تزال شائعة في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرقي آسيا اليوم؛ وربما تكون الحالة الأكثر تدميراً وإهانة التي يمكن أن تواجهها المرأة.
والنواسير عبارة عن ثقوب صغيرة تظهر بين المهبل والمثانة، وأحياناً بين المهبل والمستقيم، بعد أيام من الولادة المتعسرة دون تدخل طبي حديث، مثل العمليات القيصرية أو الاستخراج بالشفط.
وخلال هذا المخاض المطول، تدفع انقباضات الأم رأس الطفل باستمرار باتجاه حوضها، مما يؤدي إلى قطع إمداد الدم للأنسجة، مما يؤدي إلى إحداث ثقوب تسبب سلساً مستمراً غير قابل للسيطرة عليه في البول. وعادة ما تلد الأم طفلاً ميتاً في هذه الحالة.
وكثيراً ما يتخلى الأزواج عن الزوجات اللواتي يكن -في أغلب الأحيان- غير قادرات على حمل مزيد من الأطفال.
وكانت حالة ماميتو شديدة للغاية، لدرجة أنه حتى 10 عمليات جراحية لم تستطع إصلاح الضرر بالكامل. ومع ذلك، كان زوجها من القلائل الذين توسلوا إليها للعودة إلى قريتهم حتى يتمكنا من العيش معاً. لكن ماميتو شعرت أن مستقبلها كان في المستشفى لمساعدة هاملين على علاج سيدات أخريات يتحملن العذاب نفسه.
تقول ويليامز: «لقد وقف زوجها بجانبها، وناشدها أن تعود إلى المنزل. لكن لأنها لا تستطيع إنجاب أطفال، لم ترغب في إعاقته أو تغيير رأيه».
وتستمر أوجه القصور في البنية التحتية لإثيوبيا في تفاقم مشكلة النساء المصابات بالناسور.
ويجعل عدم الحصول على مياه جارية نظيفة من المستحيل تقريباً الحفاظ على النظافة الشخصية للسيدات.
ولا يترك لهن كثير من الخيارات سوى العيش في كهوف في الريف أو التسول بلا مأوى في شوارع المدن.
وينتحر بعضهن، بينما تعيش الأخريات أيامهن وهن يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب من فقدان أطفالهن وأزواجهن ومنازلهن.
ومع انتشار الأخبار عن الأطباء الأجانب الذين صنعوا «المعجزات»، غمر مزيد من المصابين بالناسور العاصمة، على أمل العثور على فرصة ثانية لحياة طبيعية.
ولم يمضِ وقت طويل قبل أن تلاحظ كاثرين شيئاً مميزاً في مساعدتها الحادة اللطيفة المتفانية التي يمكنها التعاطف بشكل أفضل من أي شخص يعاني من المحنة المخيفة التي يواجهها مرضاها.
وسمحت عائلة هاملين لماميتو بالمراقبة في أثناء الجراحة، ثم شجعتها على المساعدة عن طريق قطع الأسلاك وخياطة الجروح. ولاحقاً، كانت ماميتو تضع يديها على يد هاملين، وتحفظ كل خطوة في أثناء إرشادها من خلال شقوق معقدة.
وكانت تتمتع ببصر رائع، ويمكنها رؤية فتحات صغيرة جداً تحتاج إلى الإصلاح دون استخدام الأدوات.
وفي عام 1975، افتتحت عائلة هاملين مستشفى ناسور أديس أبابا، وهي المنشأة الطبية الوحيدة في العالم التي تقدم جراحة إصلاح مجانية للنساء الفقيرات بعد الولادة.
واليوم، تعد ماميتو جزءاً من مجموعة فريدة من نوعها تُعرف باسم «الجراحين الحفاة»، الممارسين غير المؤهلين طبياً الذين يغيرون وجه الطب الأفريقي دون أي تدريب رسمي.
ويتخصص الجراحون مثل ماميتو عادة في مجال واحد تعلموه من خلال الملاحظة والمهارة الطبيعية.
ويتم الاعتراف بجهودهم بشكل متزايد من قبل المجتمع الطبي الدولي، بصفتهم عنصراً حيوياً لتوفير الرعاية الصحية في بعض الأماكن الأكثر ضعفاً، والأكثر فقراً على وجه الأرض.
وفي عام 1989، حصلت ماميتو على الميدالية الذهبية للجراحة من الكلية الملكية للجراحين في لندن، واحتلت المرتبة 32 في قائمة «بي بي سي» تحت عنوان «100 امرأة في عام 2018. في الشركة اللامعة لقادة العالم ورواد الصناعة والأبطال العاديين».
تقول ويليامز: «لن يكون هناك أبداً تدريب للأطباء في أفريقيا كما هو الحال لدينا في أوروبا أو أستراليا، لذلك يُنظر إلى أشخاص مثل ماميتو على أنهم مستقبل الطب في العالم النامي».


ايثوبيا إثيوبيا أخبار الطب البشري الصحة المرأة

مشاركة الخبر: جراحة إثيوبية تصبح «مستقبل الطب الأفريقي» وهي لا تجيد القراءة أو الكتابة على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

أسعار الحديد والأسمنت في مصر اليوم الخميس

أسعار الحديد والأسمنت في مصر اليوم الخميس

منذُ 6 دقائق

نقدم لكم أسعار الحديد والأسمنت في مصر اليوم الخميس سجل سعر طن الحديد الاستثماري نحو 4264286 جنيه سجل سعر طن حديد عز اليوم...

أسعار الخضار والفاكهة اليوم الخميس

أسعار الخضار والفاكهة اليوم الخميس

منذُ 6 دقائق

نقدم لكم خلال السطور التالية أسعار الخضار والفاكهة في أسواق الجملة اليوم الخميس يتراوح سعر الطماطم من 35 إلى 65 جنيه...

سعر الدينار الكويتي أمام الجنيه المصري اليوم الخميس

سعر الدينار الكويتي أمام الجنيه المصري اليوم الخميس

منذُ 6 دقائق

نقدم لكم خلال السطور التالية أسعار الدينار الكويتي فى مصر اليوم الخميس سعر الدينار الكويتى فى البنك الأهلى المصرى 15480...

سينما الصوابية السياسية انخفاض نسبة المشاهد الجنسية إلى 40

سينما الصوابية السياسية انخفاض نسبة المشاهد الجنسية إلى 40

منذُ 15 دقائق

شهد العام الماضي انخفاضا ملحوظا في نسبة المشاهد الجنسية في الأفلام الغربية المنتجة منذ عام 2000 حتى اليوم هذا ما أكدته...

آينشتاين والقنبلة كلاهما ينفجر وأحدهما يشعر بالذنب
آينشتاين والقنبلة كلاهما ينفجر وأحدهما يشعر بالذنب
منذُ 23 دقائق

عرض الفيلم الوثائقي آينشتاين والقنبلة Einstein and the Bomb على منصة نتفليكس الفريق الذي أنتج العمل يقوده المخرج والمنتج...

المدرسة اليمنية والكارثة الزاحفة
المدرسة اليمنية والكارثة الزاحفة
منذُ 29 دقائق

حذرت كل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف ومنظمة إنقاذ الطفولة من سوء أوضاع التعليم في اليمن وقالت إنه على حافة...

widgets إقراء أيضاً من صحيفة الشرق الأوسط

الصادق النيهوم مؤلف الكتاب الأخضر للقذافي
ألمانيا التطورات في إيران غير إيجابية بالنسبة للمحادثات النووية
شرطة نيوزيلندا تحقق في رسالة تركت قرب مسجد في كرايستشيرش
انتقادات للجيش الأوكراني لتدريبه المجندات على السير بكعب عال