الغارديان: هل تخرج قمة الـ20 ناشطات السعودية من المعتقل ؟
نقل المحرر الدبلوماسي في صحيفة "الغارديان"، باتريك وينتور، عن السفير السعودي في لندن خالد بن بندر بن سلطان بن عبد العزيز، قوله إن بلاده تفكر بالعفو عن الناشطات السجينات قبل قمة العشرين المقررة نهاية هذا الشهر في الرياض.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها ترجمته "عربي21"، إلى أن تصريحات السفير السعودي نادرة من ناحية تقديمها رؤية حول النقاش الداخلي المتعلق بالمعتقلات والذي عادة ما يدار من خلال محاكم سرية.
وقالت إن المملكة تواجه ضغوطا بسبب سجلها الفقير في حقوق الإنسان وقبل القمة التي ستعقد في الفترة ما بين 21- 22 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتضم عملية العفو المعتقلات اللاتي اعتقلن بسبب مطالبتهن بحق المرأة بقيادة السيارات، خاصة أن واحدة من الموضوعات التي تطرحها القمة هي تعزيز دور المرأة.
وأشار السفير السعودي إلى أن المحاكم السعودية أدانت الناشطات في قضايا غير المطالبة بحقوق المرأة، مشيرا إلى أن النقاش الدائر في وزارة الخارجية حول استمرار اعتقالهن وأثره على السعودية وما تسببه من ضرر سياسي غير ضروري".
وتساءل السفير قائلا: "قمة العشرين، هل تعطي فرصة للعفو؟ من المحتمل، ولكن هذا قرار شخص آخر وليس أنا".
وأضاف "يسأل الناس: هل يستحق هذا الضرر الذي يتسبب به مهما كان؟ وهذا نقاش منصف وهو نقاش يدور في البلد داخل النظام السياسي ووزارتنا"، مضيفا أن "هناك عدة أراء، حيث يقول البعض لا يهم ما يقوله الآخرون، والمهم ما هو صواب للبلد. وعندما يخرق أشخاص القانون وبمعرفة منهم فيجب معاقبتهم بناء على هذه القوانين. وهناك من يقول لا يستحق الأمر أخرجهم واجعلهم يعيشون حياتهم وتجاهلهم.
وواحدة من المعتقلات هي لجين الهذلول التي أعلنت عن اضراب عن الطعام ف سجن الحائر الأمني منذ 26 تشرين الأول/أكتوبر احتجاجا على وضعها.
وأعربت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن قلقها من تدهور صحتها. واعتقلت الهذلول مع ثماني ناشطات في أيار/مايو 2019 قبل شهر من السماح للمرأة بقيادة السيارة.
وزعمت عائلتها بمن فيها شقيقتها أنها تعرضت للتعذيب. ولا تزال خمسة من المعتقلات على الأقل في السجن.
اقرأ أيضا : دعوات حقوقية للضغط على الرياض للإفراج عن معتقلي الرأي
وقال السفير إن هناك ميزة لنقاش كل طرف مؤيد للعفو أو معارض له، وقال "بالتأكيد نحن نتحرك باتجاه مختلف ولكننا لسنا دولة غربية وعلى الناس فهم أن بعض معتقداتنا مختلفة".
وعبر السفير عن أمله من تبني قمة العشرين برنامجا طويل الأمد لمرحلة ما بعد كوفيد-19 ومساعدة الدول الفقيرة التخلص من ديونها.
وكانت السعودية من الدول التي تضررت من فيروس كورونا الذي أثر على النشاط الإقتصادي وتراجع أسعار النفط والإستثمار في القطاع الخاص.
وأدى مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول في تشرين الاول/أكتوبر 2018 إلى غضب عالمي، حيث توصلت المخابرات الأمريكية والغربية إلى أن أمر القتل صدر من ولي العهد محمد بن سلمان. ولكن الرياض تقول إن عملاء قتلوه بعد عملية فاشلة.
وكانت قمة العشرين مناسبة للسعودية لكي تظهر أنها حديثة ومفتوحة حيث كان من المنوقع أن يشارك فيها قادة العالم، ولكنها الآن ستعقد عن بعد بسبب الوباء وربما لن تستمر يومين حسبما ما هو مقرر.
وستكون القمة آخر مشاركة لحليف السعودية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي خسر الإنتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي.
وهنأت السعودية في يوم الأحد الرئيس المنتخب جوزيف بايدن الذي وعد بإعادة النظر في العلاقات الأمريكية- السعودية بما في ذلك دعم واشنطن للتدخل العسكري في اليمن.
ولم تعد أمريكا بحاجة كبيرة للنفط الخليجي، خاصة أن سوق النفط المستخرج من الصخر الزيتي قد ازدهر، إلا أن استقرار المملكة السياسي يظل مصدر اهتمام للولايات المتحدة.
وقال السفير "ناتجنا المحلي العام مرتبط بأسعار النفط" و "إن كانت أسعار النفط عالية فلن نكون ميالين لتبني إصلاحات لاقتصادنا، ولكن النفط في طريقه للنهاية إما لأن مدته انتهت أو بسبب التغيرات المناخية".
وأضاف "نحاول تطوير المجالات الإقتصادية التي لا تعتمد على النفط. وعلينا المحاولة لأن انهيار السعودية الإقتصادي يعني انهيارها سياسيا وهذه كارثة كبيرة أكثر مما يعي الكثير من الناس".
وكانت السعودية تأمل بحزمة مساعدة لأصحاب الدخل المتدني إلا أن آمالهما تبددت بسبب الخلاف بين الصين والدول الأوروبية حول الإلتزام الطويل المدى بها.
وقال السفير " سنخسر الفرصة التي يقوم بها القادة الكبار الحديث مع بعضهم البعض، وربما جعل هذا البيان الختامي أقل أهمية مما يجب أن يكون، وربما يجب التوافق عليه مسبقا أكثر مما هو معتاد" في بقية القمم.
مشاركة الخبر: الغارديان: هل تخرج قمة الـ20 ناشطات السعودية من المعتقل ؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي