دييغو مارادونا الخارق مسيرة نجم شغل العالم بمواهبه ومشاكله

دييغو مارادونا "الخارق"... مسيرة نجم شغل العالم بمواهبه ومشاكله

تم نشره منذُ 3 سنة،بتاريخ: 25-11-2020 م الساعة 10:43:29 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-360843.html في : اخبار رياضية    بواسطة المصدر : فرانس24 - رياضة

لم يكن الأرجنتيني دييغو مارادونا الذي توفي الأربعاء عن 60 عامًا بسكتة قلبية نجمًا رياضيًا "خارقًا" وحسب، فهو ليس مثل بيليه أو بكنباور أو دي ستيفانو، فهؤلاء شرّفوا ملاعب كرة القدم العالمية بفنهم الرفيع وهو جاراهم تماما في ذلك، لكنه تفوق عليهم حتما في احتلال العناوين العريضة في صفحات الصحف إنما لأسباب أخرى لا يمكن وضعها دائما في خانة الإيجابيات.

لقد شغل مارادونا العالم بمواهبه ومشكلاته وحتما سيتذكره الجميع بأنه ذلك اللاعب الذي ربح العالم بعبقريته وخسر نفسه بسبب المخدرات وابتعد عن ملاعب كرة القدم مرغمًا، بعدما خدّر هذا المنشط أسلوبه وفنه ونقله من أمام مرمى كرة القدم إلى رهبة القضاة والمحاكم واروقة المختبرات الطبية.

حلم المراهق "كأس العالم"

وُلد دييغو مارادونا في 30 تشرين الأول/أكتوبر 1960 في لانوس إحدى ضواحي بوينس آيرس الفقيرة. بدأ مسيرته مع نادي أرخنتينوس جونيورز قبل عيد ميلاده السادس عشر، ثم استهل بعدها مشواره مع منتخب بلاده عام 1977.

وقال بعمر السابعة عشرة "لدي حلمان، الأول أن أشارك في كأس العالم والثاني أن أحرزها".

مرّ مارادونا الذي اختير رياضي القرن في الأرجنتين، في علاقاته مع بطولات كأس العالم بشتى المراحل بحلوها ومرّها على مدى 16 عاما.

خيبة أمله الأولى

بدأت علاقة "الفتى الذهبي" بالكرة الأرجنتينية بالمونديال بخيبة أمل عندما تجاهله المدرب سيزار لويس مينوتي لدى اختيار تشكيلته الرسمية لمونديال عام 1978 لصغر سنه وافتقاده إلى الخبرة.

وأشار مارادونا بعد استبعاده إلى أن "اليوم الأكثر تعاسة في حياتي، عندما أعلمني مينوتي بأنه اختار لاعبًا آخر مكاني عدت إلى غرفتي وأجهشت بالبكاء".

وتابع مارادونا مباريات منتخب بلاده على شاشة التلفزيون وشاهد دانيال باساريللا قائد المنتخب وماريو كمبيس هداف البطولة يقودان الأرجنتين إلى إحراز لقبها الأول وسط فرحة هستيرية في الشوارع الأرجنتينية.

"الفتى الذهبي"

لكن "إل بيبي دي أورو"(الفتى الذهبي)، كان في عداد تشكيلة مينوتي العام التالي ليقود بلاده، إنما للفوز بكأس العالم تحت 20 عاما في اليابان حيث أحرز جائزة أفضل لاعب.

شارك في مونديال إسبانيا 82 للمرة الأولى وكانت فرصة له للتعويض عما فاته في كأس العالم السابقة. ولأن الأرجنتين كانت حاملة اللقب، سلطت الأنظار عليها ونال مارادونا قسطا من الأضواء خصوصا أنه كان وقع عقدًا للانتقال إلى برشلونة الإسباني.

وعلى الرغم من تسجيله هدفين، فإن حادثة طرده في المباراة ضد البرازيل في الدور الثاني بقيت عالقة في الأذهان.

بطل مونديال عام 1986

بلغ الذروة عام 86 في مونديال مكسيكو عندما قاد منتخب بلاده إلى اللقب الثاني بعد 1978.

ويمكن إطلاق اسم مونديال مارادونا على كأس العالم 86 لأن النجم الأرجنتيني طبع البطولة بطابعه الخاص وكان عزفه المنفرد مفتاح الفوز.

"إنها يد الله"

وكانت المباراة ضد إنكلترا مشهودة لأنها اتخذت طابعا سياسيا من جراء حرب المالوين بين الدولتين وقد سبقتها حرب كلامية بين المعسكرين.       

انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، وفي مطلع الشوط الثاني سجل مارادونا هدفا بيده في مرمى الحارس بيتر شيلتون فاحتج الإنكليز طويلا، لكن الحكم التونسي علي بن ناصر لم يكترث وأصر على احتساب الهدف. واعترف مارادونا بعد المباراة بأنه استعمل يده للتسجيل معتبرا أنها "يد الله" بحسب قوله.

وبعد أربع دقائق سجل مارادونا أجمل هدف في تاريخ كؤوس العالم، إذ قام بمراوغة ستة لاعبين إنكليز، بمن فيهم الحارس قبل أن يودعها في شباكهم.

ذرف الدموع في مونديال 1990

وفي مونديال إيطاليا 90، ذرف مارادونا دمعة شهيرة بعد خسارة النهائي أمام ألمانيا الغربية. آنذاك قاد منتخب بلاده تقريبا بمفرده، قبل أن يسقط فريقه بركلة جزاء متأخرة لأندرياس بريمه.

ودّع مارادونا المونديال من الباب الضيق بسبب حادثة المخدرات التي كان بطلها في مونديال الولايات المتحدة 94.

تعملق في المباراة الأولى ضد اليونان وقاد الأرجنتين إلى فوز كبير (4-صفر) وسجل هدفا رائعا وخاض الدقائق التسعين بأكملها.

حافظ على مستواه في المباراة الثانية ضد نيجيريا، لكنها كانت الأخيرة له بعد ثبوت تناوله منشطات من خمس مواد ممنوعة، فسحبه الاتحاد الأرجنتيني من صفوف المنتخب قبل أن يوقفه الاتحاد الدولي 15 شهرا.

"أنا أسود أو أبيض، لن أكون رماديا"

وتميز مارادونا دوما بشخصية نافرة خلافا للأسطورة البرازيلية بيليه الدبلوماسي "أنا أسود أو أبيض، لن أكون رماديا في حياتي". كان قصيرا (1,65 م)، قويا وسريعا. كان أيضا شرسا ومقاتلا عنيدًا رفض الخضوع، حتى عندما حاول أعتى المدافعين منعه من الوصول إلى المرمى. لكن الأهم من كل ذلك أنه كان موهوبًا ومبتكرًا.. بل عبقريًا.

على صعيد الأندية، انتقل إلى نادي القلب بوكا جونيورز في 1981 محرزا معه لقبه المحلي الوحيد. ترك بصفقة قياسية إلى برشلونة في 1982، ومعه اكتفى بلقب الكأس المحلية في 1983.

غاب لفترة طويلة بعد اعتداء لاعب أتلتيك بلباو أندوني غويكوتشيا عليه وكسر كاحله، ما مهد لانتقاله إلى الدوري الايطالي.

كان العلامة الفارقة في تاريخ نادي نابولي الجنوبي (1984-1991). عرف معه مجدًا محليًا وقاده إلى إحراز لقب الدوري في 1987 و1990، والتتويج بلقب كأس الاتحاد الأوروبي 1989.

حياة صاخبة خارج الملاعب

لكن مارادونا عاش حياة صاخبة خارج الملاعب. أكد مرارًا أن أصعب منافسة خاضها منذ احترافه هي التوقف عن المخدرات علما بأنه أنفق الكثير من المال للتخلص من هذه الآفة. سافر إلى جنيف وتورونتو وإسبانيا وكوريا الجنوبية ليجد الدواء الشافي في مصحاتها، قبل أن يتعرض لنكسات طبية متلاحقة في السنوات الأخيرة.

وبكى مارادونا لحالته عندما عرف أنه لم يعد قادرًا على فعل أي شيء وأسف نجم كرة القدم البرازيلي السابق بيليه للحال التي وصل إليها هذا "المسكين" وقال "من المؤسف ألا يكون نجوم كرة القدم خاصة والرياضة عامة، مثالا للشباب والإنسانية".

وكانت لمارادونا مواجهة دائما مع الصحافيين والإعلاميين إلى حد أنه شبه حاله عندما كان يواجه ضغطا من هؤلاء بالحال التي كانت عليها الليدي ديانا أميرة ويلز التي قضت في حادث، ورأى أن "الصحافيين تخطوا حدودهم معهم".

مدرب متواضع

بعد نابولي، انتقل إلى إشبيلية الإسباني لموسم وبعده نيولز اولد بويز المحلي ثم ختم مسيرته في بوكا جونيورز.

في العقدين الأخيرين، تحول إلى التدريب. لكن مشواره لم يكن ناجحا، مع منتخب الأرجنتين (2008-2010) أو في الإمارات العربية المتحدة والمكسيك.

بعد مشكلاته مع المخدرات خضع لإعادة تأهيل. وبعد تركه الكوكايين، وقع في فخ الكحول، السيغار والبدانة لينتهي الأمر به في المستشفى عام 2007.

كان مدافعا شرسًا عن الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، وظهر وشم الأخير بشكل واضح على كتفه، كما كان من أنصار الزعيم الفنزويلي هوغو تشافيز.

تزوج صديقته كلاوديا فيلافان عام 1984 ولهما ابنتان: دالما وجانينيا، قبل طلاقهما عام 2004. لديه ولد اسمه دييغو جونيور ولد في نابولي عام 1986، وقد اعترف بأبوته فقط في 2004.

  

فرانس24/ أ ف ب          

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

اشترك

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

مشاركة الخبر: دييغو مارادونا "الخارق"... مسيرة نجم شغل العالم بمواهبه ومشاكله على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

وزيرة البيئة تعقد لقاءا ثنائيا مع وزيرة الدولة الألمانية للمناخ

وزيرة البيئة تعقد لقاءا ثنائيا مع وزيرة الدولة الألمانية للمناخ

منذُ 42 دقائق

عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة لقاءا ثنائيا مع السيدة جينيفر مورغان وزيرة الدولة والمبعوثة الخاصة للعمل...

وزير الري يتفقد مشروعات الموارد المائية والري بمحافظة الغربية

وزير الري يتفقد مشروعات الموارد المائية والري بمحافظة الغربية

منذُ 42 دقائق

فى إطار الإطمئنان على جاهزية المنظومة المائية لاستقبال فترة أقصى الإحتياجات ومتابعة التجارب البحثية لاستخدام نواتج...

حصاد نشاط وزارة السياحة والآثار خلال الأسبوع

حصاد نشاط وزارة السياحة والآثار خلال الأسبوع

منذُ 42 دقائق

عقد وزير السياحة والآثار اجتماعا موسعا مع عدد من قيادات الوزارة والمجلس الأعلى للآثار للوقوف على آخر مستجدات الأعمال...

حماس ترد على بيان الدول الـ18

حماس ترد على بيان الدول الـ18

منذُ 43 دقائق

عبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس اليوم الجمعة عن أسفها للبيان الصادر عن البيت الأبيض والموقع من ثماني عشرة دولة والذي...

الغارديان طوفان الأقصى وحرب غزة قفزت بشعبية حماس في مخيمات لبنان
الغارديان طوفان الأقصى وحرب غزة قفزت بشعبية حماس في مخيمات لبنان
منذُ 43 دقائق

قالت صحيفة الغارديان إن شعبية حماس تصاعدت في مخيمات لبنان بين اللاجئين الفلسطينيين بسبب عملية طوفان الأقصى والمعركة...

مظاهرات حاشدة بدول عربية وأوروبية دعما لغزة ورفضا للعدوان شاهد
مظاهرات حاشدة بدول عربية وأوروبية دعما لغزة ورفضا للعدوان شاهد
منذُ 43 دقائق

توافدت حشود جماهيرية كبيرة إلى ميدان السبعين بعد عصر الجمعة لمساندة ودعم المقاومة الفلسطينية والتأكيد على مواصلة...

widgets إقراء أيضاً من فرانس24 - رياضة

مباشر المغرب - الكونغو الديمقراطية مجريات المواجهة في كأس الأمم الأفريقية 2024
دوري أبطال أفريقيا الترجي يهزم ضيفه صنداونز والأهلي يعود من لوبومباشي بتعادل ثمين
بطولة إنكلترا سلوت واثق من أن مفاوضات فريقه فينورد مع ليفربول ستقوده لخلافة كلوب
وضع اتحاد كرة القدم الإسباني تحت وصاية الحكومة