المصالحة الخليجية اتفاق ضبابي ولا وجود للإمارات

المصالحة الخليجية.. "اتفاق ضبابي" ولا وجود للإمارات

تم نشره منذُ 3 سنة،بتاريخ: 06-12-2020 م الساعة 01:01:50 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-378181.html في : اخبار سياسية    بواسطة المصدر : عربي21

أعلنت الكويت رسميا التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة الخليجية التي امتدت أكثر من ثلاث سنوات، وتخللها حرب إعلامية شرسة بين السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر من جهة، وقطر من جهة أخرى، وذلك بعد محاصرة الدول الأربع للدوحة برّا وجوّا.

الأزمة التي بدأت في حزيران/ يونيو 2017 باختراق وكالة الأنباء القطرية، وبث اتهامات ضد دول الحصار، حددت خلالها هذه الدول 13 شرطا، قالت إن على الدوحة تنفيذها في غضون 10 أيام، مع تلويح غير رسمي باحتمالية التدخل العسكري.

قطر بدورها، رفضت تلك الشروط واعتبرتها تدخلا في شؤونها السيادية وعززت علاقتها مع تركيا وإيران، لتقوم دول الحصار باختزال الشروط إلى 6، وبرغم ذلك لم تقبلها الدوحة.


اتفاق ضبابي
ال الأخير قبل يومين الذي كشفت عنه وزارة الخارجية الكويتية، لم يكن واضحا، ولم يتضمن أي بنود للمصالحة، وهو ما اعتبره مراقبون أمرا مقلقا ربما يؤدي إلى فشل الاتفاق.

 

وبرغم قول أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، إن السعودية هي ممثلة للإمارات والبحرين في هذه المباحثات، إلا أن خبراء أوضحوا أن أبو ظبي لن تكون مشمولة بالمصالحة.

 

وذكر خبراء أن ال الكويتي تحدث عن "جهود مثمرة"، وشكر التجاوب السعودي القطري، ولكنه ما لم يتضمن خطة عمل، وبنود محددة، لا يمكن تسمية ما تم بـ"المصالحة".

الكاتب والأكاديمي السعودي خالد الدخيل، قال إن البيان الكويتي والتعليق السعودي والقطري عليه "لا يحمل أي مؤشر على المصالحة".

وتابع في تغريدة عبر "تويتر": "لن تتم هذه المصالحة والسياسة التي وضعها الأمير الوالد وحمد بن جاسم لا تزال معتمدة في قطر. تعتمد الدوحة على ثروتها من الغاز لتمويل حمايتها الأميركية والتركية. والدول الأخرى ليست في عجلة من أمرها. الأزمة باقية".

في حين نقل الكاتب محمد آل الشيخ عن مصادر لم يسمها قولها إن الاتفاق لم يتم بلورته بعد.


أستاذ العلوم السياسية القطري، علي الهيل، قال إن الرؤية لا تزال ضبابية بالفعل، ولكن ما يمكن فهمه أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "المحتضرة"، ومن خلال زيارة صهره ومستشاره جاريد كوشنر إلى السعودية وقطر، أدركت أن الدوحة وأنقرة نجحت بعزل أبو ظبي عن الرياض.

 

اقرأ أيضاأمير الكويت: السعودية تمثل جميع الدول المقاطعة لقطر

لم يحصل أي اجتماع بين طرفي الأزمة، فبين من حصلت المصالحة "الخليجية"؟ لن تتم هذه المصالحة والسياسة التي وضعها الأمير الوالد وحمد بن جاسم لا تزال معتمدة في قطر. تعتمد الدوحة على ثروتها من الغاز لتمويل حمايتها الأميركية والتركية. والدول الأخرى ليست في عجلة من أمرها. الأزمة باقية.

— خالد الدخيل (@kdriyadh) December 5, 2020

هل حصلت مصالحة "خليجية"؟ هكذا شاع ليلة البارحة. لكن البيانات الرسمية لا تحمل أي مؤشر على مصالحة. في البيان الكويتي يعرب أمير البلاد عن سعادته .. للجهود المستمرة والبناءة للتوصل إلى الاتفاق النهائي. جهود مستمرة وليس اتفاقا. في جريدة الرياض اليوم إنزوى الخبر في صفحاتها الداخلية.

— خالد الدخيل (@kdriyadh) December 5, 2020

المعلومات التي لدي عن ازمتنا مع قطر تقول : لم يتبلور اتفاق حتى الآن بشكل نهائي ..

— محمد آل الشيخ 🇸🇦 (@alshaikhmhmd) December 5, 2020


 اعتذار وتعويضات؟
قال الهيل في حديث لـ"عربي21"، إن شريحة كبيرة من القطريين يرون أنه يجب على السعودية تقديم اعتذارها لهم، وتعويضهم عن الخسائر التي تكبدتها الدوحة جراء فرض حصار بري وجوي عليها.


وتابع أنه وبحكم اطلاعه الواسع على مواقف القطريين، فإن الكثير منهم بما فيهم أفراد من أسرة آل ثاني الحاكمة، يرون أنه يجب على السعودية تقديم الاعتذار، بيد أنهم لن يعترضوا في حال سارت المصالحة دون ذلك.


وذكر الهيل أن السياسة تقوم على المقاربات والتوازن، إذ أن قطر تحتاج للمنفذ البري مع السعودية، كونه الوحيد لها، في إشارة إلى احتمالية موافقة الدوحة على المصالحة دون اعتذار.

ولفت إلى أن الحد الأدنى من المطالبات القطرية، سيكون توفير ضمانات بعدم تكرار ما جرى من حصار بري وجوي غير مبرر، مشيرا إلى أن دول الحصار كانت تنوي غزو بلده عسكريا قبيل توقيع الدوحة اتفاقية تعاون عسكري مع تركيا، تقضي بإنشاء قاعدة للأخيرة في البلاد.

وعن الإمارات قال الهيل إنه لا يتوقع حدوث مصالحة معها، إذ أن الخلاف مع الأخيرة وصل إلى حد "الطعن بالأعراض" من قبل إماراتيين محسوبين على الحكومة.

الأكاديمي الأردني حسن البراري، توقع أن يحدث الاتفاق الخليجي على قاعدة واحدة وهي "احترام السيادة الداخلية".

وأضاف: " سيتصالح الاشقاء الخليجيين على قاعدة احترام السيادة وحق كل دولة في أن يكون لها سياسة خارجية مستقلة".

وتابع أن "الأزمة الخليجية كشفت عن حقيقة أن الخلافات يمكن حلها فقط من خلال الحوار".

في النهاية سيتصالح الاشقاء الخليجيين على قاعدة احترام السيادة وحق كل دولة في أن يكون لها سياسة خارجية مستقلة. كشفت الأزمة الخليجية عن حقيقة أن الخلافات يمكن حلها فقط من خلال الحوار وأتمنى للدول الخليجية رأب الصدع وطي صفحة الخلاف #المصالحة_الخليجية

— Hassan Barari (@barari_hassan) December 3, 2020

 

مأزق مع واشنطن
رأى مراقبون أن خسارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقدوم الديمقراطي جو بايدن، أربك القيادة السعودية، ودفعها إلى قبول التصالح مع قطر بعد تعنّت لسنوات.

الدكتور علي الهيل قال إن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان تلقى إشارة من ترامب عن طريق كوشنر، يدعوه فيها إلى التحرك بسرعة نحو المصالحة، لتسجيل نقطة إيجابية في ملف الإدارة التي تنتهي ولايتها بعد نحو شهر.

وأضاف أن الرسالة مفادها هو أن إدارة ترامب وقفت مع ابن سلمان في ملف جريمة اغتيال جمال خاشقجي، وفي ملف سعد الجبري، وتغاضت عن انتهاكات الرياض في اليمن، لا سيما حادثة قصف حافلة أطفال المدرسة الشهيرة، إضافة إلى الملف الحقوقي والاعتقالات التعسفية، وهي ملفات كانت ستؤرق ولي عهد السعودية في حال وصول إدارة بايدن في ظل خصومة مع قطر وتركيا.

 

الأكاديمي والمعارض السعودي سعد الفقيه، لم يستبعد أن يكون محمد بن سلمان هو من طلب من واشنطن الضغط على الدوحة من أجل إتمام المصالحة قبل وصول بايدن.

وقال الفقيه في تصريحات تلفزيونية، إن الحصار جاء متوافقا مع هوى ترامب السياسي، وليس مع مصلحة الولايات المتحدة التاريخية التي من مصلحتها دوما بقاء الخليج متصالحا.

 

وأوضح الفقيه أن قطر ليست معنية بتقديم تنازلات، مستغلة المأزق الذي وقع به ابن سلمان مع قرب تسلّم إدارة بايدن الشهر المقبل.

 

ولفت الفقيه إلى أن قطر لم تتخلى عن استضافة الإخوان، ولم تغلق القاعدة التركية، ولم تغلق قناة "الجزيرة"، وهو ما يعتبر فشلا سعوديا في تحقيق الشروط التي قاطعت وحاصرت الدوحة من أجلها.

 


الإمارات بعيدة
تجاهلت الإمارات رسميا الحديث عن أي اتفاق، ولم ترد على بيان أمير الكويت ووزير خارجيته بخلاف السعودية وقطر، في تأكيد على ما انفردت به صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الأسبوع الماضي، بأن أبو ظبي غير مشمولة بالمصالحة.

ولفت مراقبون إلى أن ابتعاد الإمارات عن هذا الاتفاق قد يشير إلى تباين في المواقف مع السعودية، بدأ من اليمن بدعم أبو ظبي للمجلس الانتقالي الانفصالي، وهي سياسة مضادة للرياض بشكل واضح.

الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، المقرب من حكومة بلاده، أبدى موقفا معارضا بشدة للوساطة الكويتية الأخيرة.

وقال إن ماحدث خلال 48 ساعة لا يعدو كونه "تهدئة باردة وهشة، وليس مصالحة خليجية، وخطوة استباقية لتنفيس الاحتقان الخليجي لمرحلة ما بعد ترامب".

 

متابعا: "صدرت تعليمات مشددة لقناة الجزيرة لضبط خطها التحريري"، إضافة إلى اعتراف من الجميع أن لا أحد ينتصر في المقاطعة والكل منتصر في المصالحة مهما كابر وادعى البعض عكس ذلك".

في حين قال المعارض الإماراتي حمد الشامسي، إن أبو ظبي كما يبدو ليست طرفا في هذه المصالحة، لأسباب مختلفة منها التباين الأخير مع السعودية داخل منظمة أوبك.


ولفت الشامسي إلى أن الإعلام في الإمارات هو المتحدث غير الرسمي للدولة، وبالتالي عدم تطرقه للمصالحة يعني أن الموقف الرسمي غير معني بها.


وتابع الشامسي في حديث لـ"عربي21"، أن قطر قدّمت تنازلات للسعودية، ولكنها ليست معنية بتقديم مثلها للإمارات، وبالتالي لا تريد أبو ظبي أن تكون طرفا في مصالحة تظهر فيها أنها الخاسرة.


وتوقع الشامسي أن تلحق البحرين بالسعودية لاحقا في حال إتمام صلح مع قطر، مشددا على أن "استمرار الخلاف الخليجي ليس في مصلحة أحد، والمستفيد الحقيقي من ذلك هي الدول التي لها مشاريع في المنطقة كالمشروع الصهيوني والمشروع الإيراني".

 

اقرأ أيضاكيف تعاطت الصحف الخليجية مع نهاية الأزمة؟

ماحدث خلال 48 ساعة
1 تهدئة باردة وهشة وليس مصالحة خليجية
2 خطوة استباقية لتنفيس الاحتقان الخليجي لمرحلة مابعد ترامب
3 صدرت تعليمات مشددة لقناة الجزيرة لضبط خطها التحريري
4 اعتراف من الجميع ان لا احد ينتصر في المقاطعة والكل منتصر في المصالحة مهما كابر وادعى البعض عكس ذلك pic.twitter.com/ZyFS36grlg

— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) December 5, 2020

مشاركة الخبر: المصالحة الخليجية.. "اتفاق ضبابي" ولا وجود للإمارات على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

مع استمرار إغلاق المعابر تحذير أممي عاجل المجاعة في شمال غزة وشيكة

مع استمرار إغلاق المعابر تحذير أممي عاجل المجاعة في شمال غزة وشيكة

منذُ 54 دقائق

ذكر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أن سكان غزة يواجهون أزمة لا يمكن تحملها في ظل إغلاق...

الملك سلمان يجري فحوصات طبية إثر معاناته من ارتفاع الحرارة وآلام المفاصل

الملك سلمان يجري فحوصات طبية إثر معاناته من ارتفاع الحرارة وآلام المفا...

منذُ 54 دقائق

أعلن الديوان الملكي السعودي الأحد أن الملك سلمان بن عبد العزيز سيجري فحوصات طبية في العيادات الملكية في قصر السلام بجدة...

المستشار الألماني يحذر إسرائيل من توسيع الهجوم في رفح

المستشار الألماني يحذر إسرائيل من توسيع الهجوم في رفح

منذُ 54 دقائق

طالب شولتس بضرورة توصيل مساعدات إنسانية كافية إلى...

المقاومة تعمق جراح الاحتلال اشتباكات وتفجير دبابة وقصف مقر عمليات في جباليا

المقاومة تعمق جراح الاحتلال اشتباكات وتفجير دبابة وقصف مقر عمليات في ج...

منذُ 54 دقائق

أكدت سرايا القدس أنها قصفت بالاشتراك مع كتائب القسام مقر قيادة العمليات شرق جباليا شمال القطاع بعدد من قذائف...

خلافات حادة في حكومة الاحتلال هل تؤثر على تفاوضات الهدنة
خلافات حادة في حكومة الاحتلال هل تؤثر على تفاوضات الهدنة
منذُ 54 دقائق

تأتي زيارة سوليفان عقب أيام قليلة فقط من زيارة قام بها المبعوث الأميركي الخاص للمنطقة بريت ماكجورك نحو الدوحة إذ بحث مع...

اليمن يشارك في الدورة الـ 27 للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو
اليمن يشارك في الدورة الـ 27 للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ...
منذُ 56 دقائق

شاركت الجمهورية اليمنية السبت في أعمال الدورة ال 27 للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو...

widgets إقراء أيضاً من عربي21

دموع فلسطينية على طاولة الذئاب
الذمة المالية للسيسي عربي21 تفتح الملف المسكوت عنه في مصر
تغريدة إيلون ماسك ترفع عملة الكلب أكثر من 50 بالمئة
زاخاروفا تعلق على تحذير بايدن لـإسرائيل من مهاجمة حيفا