محاكاة صيد الفراعنة لـ«الزَبّابة المقدسة»
محاكاة صيد الفراعنة لـ«الزَبّابة المقدسة»
الاثنين - 22 شهر ربيع الثاني 1442 هـ - 07 ديسمبر 2020 مـ رقم العدد [ 15350]
تصور لشكل المصيدة المستخدمة في اصطياد الزبَّابة المقدسة
القاهرة: حازم بدر
كما نجح التصوير المقطعي في الكشف عن بعض أسرار مومياوات البشر، فقد كشف كذلك، عن اللحظات الأخيرة في حياة حيوان القِرْضَامَة، الذي حنّطه الفراعنة مثل كثير من الحيوانات. والقرضامة أو ما يعرف بـ«الزبَّابة المقدسة»، نسبة لانتمائها إلى فصيلة من الثدييات تعرف بـ«الزبابيات»، هي حيوان ليلي يشبه الفأر، يختبئ خلال النهار في الجحور والشقوق، ونظامه الغذائي يعتمد في الغالب على الحشرات.
وخلال الدراسة التي نشرت في عدد ديسمبر (كانون الأول) من دورية «العلوم الأثرية» الشهرية، استخدم فريق بحثي من معهد الميكانيكا الحيوية في جامعة باراسيلسوس الطبية الألمانية، التصوير المقطعي لتحديد سبب الوفاة، وهو الأمر الذي قادهم لاقتراح شكل المصيدة التي استخدمت في الصيد وتسببت في الكسور التي وُثّقت.
ويقول الباحثون في توصيفهم لحالة مومياء «الزبابة المقدسة»، إنّها كانت تحتوي على الهيكل العظمي والأنسجة الرخوة، وكشفت الأشعة أنّ قاعدة الجمجمة كُسرت كما كُسر العظم الصخري الأيسر، وقُطع محاذاة العمود الفقري بين الفقرة الصدرية الأولى والثانية مما أدى إلى انسداد كامل للقناة الشوكية وانفصال الحبل الشوكي المحفوظ. ويضيف الباحثون: «كانت الأنسجة الرخوة في منطقة الظهر سميكة بشكل ملحوظ وتحتوي على منطقة ذات حدود غير منتظمة مليئة بالهواء، وذلك نتيجة لعملية التجفيف أثناء التحنيط».
ورجّح الباحثون أنّ هذه الأعراض التي وُثّقت في «الزبابة المقدسة» كانت نتيجة الصدمة الشوكية القاتلة التي حدثت بسبب استخدام «مصيدة فئران»، ووُصف شكل المصيدة وطريقة عملها في الدراسة، وقالوا إنّه بعد الموت، يجب أن يكون الحيوان قد جفف بشكل فعال قبل لفه بطبقات نسيج متعددة.
وعن الغرض من هذه الدراسة، ذهب الباحثون إلى أنّ معرفة آلية القبض على «الزبابة» وقتلها قبل إنتاج مومياء نذرية كما هو موصوف في هذه الدراسة، يمثل قطعة صغيرة في معرفة ممارسات طقوس الحيوانات المصرية القديمة.
والمعروف عن ممارسات الطقوس المتعلقة بـ«الزبابة»، أنّها كانت ترمز إلى الجانب الضرير من المعبود الشمسي، كما يقول بسام الشماع، الكاتب في علم المصريات. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»، أنّ هذا الحيوان الذي سماه المصري القديم بـ«الشره»، لما عرف عنه من شراهته في الأكل رغم صغرة حجمه، اختير ليرمز إلى هذا الجانب.
والغريب، كما يؤكد الشماع، أنّ تبجيل هذا الحيوان استمر إلى العصر البطلمي، وصُوّر في تماثيل، منها تمثال من البرونز يوجد في متحف (الميتروبوليتان) في نيويورك.
مصر علم الاّثار المصرية
أخبار ذات صلة
Previous Next
اختيارات المحرر
الوسائط المتعددة
Your browser does not support the video tag.
كوارث العام... من زاوية عين الطائر
Your browser does not support the video tag.
Your browser does not support the video tag.
مذكرات عمرو موسى على صفحات "الشرق الأوسط"
Your browser does not support the video tag.
مشاركة الخبر: محاكاة صيد الفراعنة لـ«الزَبّابة المقدسة» على وسائل التواصل من نيوز فور مي