عقد كامل على الربيع العربي هل يثور العرب مجددا

عقد كامل على الربيع العربي.. هل يثور العرب مجددا؟

تم نشره منذُ 3 سنة،بتاريخ: 18-12-2020 م الساعة 08:19:11 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-400744.html في : اخبار سياسية    بواسطة المصدر : عربي21

في مثل هذا اليوم وقبل 10 سنوات، الجمعة 17 ديسمبر 2010، تفجرت ثورة الياسمين التونسية لتتبعها ثورة 25 يناير 2011 المصرية، وثورة اليمنيين في 11 فبراير 2011، وثورة 15 فبراير 2011 الليبية، وثورة السوريين منتصف مارس 2011.

وكان إشعال الشاب التونسي طارق الطيب محمد البوعزيزي 4 يناير 2011، النار بجسده أمام مقر ولاية سيدي بوزيد رفضا لظلم تعرض له من شرطية؛ بداية ثورات الشعوب العربية، وخرجت 5 شعوب عربية تباعا تطالب برحيل حكامها.

مشهد الربيع العربي أصيب بضربات متلاحقة، رغم أنه حقق نجاحا سريعا بالتخلص من الرؤساء زين العابدين بن علي بعد (23 سنة) حكمها لتونس، وحسني مبارك إثر (3 عقود) في رئاسة مصر، ومعمر القذافي بعد أكثر من 42 سنة حكم فيها ليبيا.

انتكاسات الربيع العربي

مصر؛ أكبر دولة عربية من حيث السكان، وصاحبة الثورة التي أشاد بها العالم، وبعد عدة استحقاقات دستورية ورئاسية تمكن المصريون بعد ثورتهم من إزاحة الحكم العسكري للبلاد تولي الرئيس المدني محمد مرسي حكم البلاد منتصف العام 2012.

وبعد عام واحد قاد وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، منتصف 2013، انقلابا عسكريا أعاد الحكم العسكري للبلاد مجددا، فيما لم تنجح كل المحاولات الثورية للمصريين على مدار 7 سنوات بتغيير المشهد.

ولم يختلف المشهد الليبي كثيرا عن الجارة الشرقية مصر، فقد تحققت نجاحات سريعة باختيار حكومة مدنية، إلا أن ظهور الجنرال المتقاعد خليفة حفتر عام 2014، بشرق البلاد عطل أحلام الليبيين واندلعت مواجهات عسكرية بين الحكومة الشرعية في طرابلس، وقوات حفتر المدعومة من مصر والخليج العربي، وما زال المشهد مُغبر الأجواء.

وفي اليمن، التي قاد شعبها ثورة ضد الرئيس علي عبدالله صالح، يوم تنحي مبارك في مصر؛ ضاعت جهود اليمنيين وتم الالتفاف على ثورتهم، فيما تشهد البلاد منذ العام 2015، حربا لم تجلب لليمن سوى مزيدا من التدهور.

وفي سوريا، خامس دول الربيع العربي، تحولت ثورة الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد إلى أزمة، وحروب بالوكالة وتدخلات أجنبية من روسيا وإيران والولايات المتحدة، أدت لتشريد نحو 11 مليون سوري بالداخل والخارج.

وفي تونس، نجحت الثورة التونسية جزئيا، وتوالى على حكم البلاد 3 رؤساء منتخبين وبرلمانات شرعية جاءت عبر صناديق الاقتراع، لكن البلاد تعيش ظروفا سياسية غير مستقرة، واقتصادا متعبا.

وأكد استطلاع نشرته صحيفة "الغارديان ومؤسسة يوجوف"، الخميس، أن غالبية السكان بالدول التي شهدت الربيع العربي، يعيشون بمجتمعات غير متساوية وتدهورت ظروفهم المعيشية أكثر مما كان الوضع عليه قبل اندلاع الثورات، ما يدعو للتساؤل: هل تحاول شعوب العرب استرداد ربيعها العربي وحلمها بالديمقراطية أم أنها يأست من هذا الطريق؟.

"استراحة محارب"

وأشار الكاتب الصحفي أحمد حسن الشرقاوي، في حديثه لـ"عربي21"، إلى أنه "بعد الموجة الثورية الأولى في ٢٠١١، جاءت موجة ثانية بالجزائر، أطاحت بعبدالعزيز بوتفليقة، ثم بالعراق، ولبنان، وأخيرا بالسودان".

النائب السابق لرئيس تحرير وكالة أنباء "الشرق الأوسط" المصرية الحكومية، أكد أنه "ولذلك فإن الربيع العربي لم يمت، والشعوب لا تزال حية وتنبض فيها الثورة كما ينبض القلب بالجسد".

وحول مدى نجاح المال الخليجي والأطماع الإسرائيلية بوأد أحلام العرب بثورة تحقق لهم الديمقراطية والعيش الكريم، يعتقد الشرقاوي، أن "حلف الثورة المضادة الذي يستهدف وأد  ثورات الربيع العربي لم ينجح بتلك المهمة؛ رغم ضراوة وسياسة الحروب التي يشنها ضد الشعب السوري واليمني والليبي والسوداني والمصري".

وتابع: "لاحظ أن الاحتلال الإسرائيلي، الراعي الرئيسي لحلف وأد الثورات العربية يسعى ل التطبيع مع نظم عربية لا شعوب عربية؛ لأنه يستهدف إحباط الشعوب وإجبارها على اليأس من أية محاولة لتغيير واقعها البائس في ظل أنظمة نصبها الكيان ويدعم وجودها وبقائها".

وفي تقديره لمدى احتفاظ الشعوب العربية بقدر من الوحدة والتأثير المتبادل، كما حدث بمشهد انتشار الربيع العربي، قالت الصحفي المصري، إن "الشعوب العربية لم تيأس أبدا؛ إنها بحالة استراحة محارب، وسوف تنهض مجددا، زرافات ووحدانا، لتغيير واقعها وتنقض على نظم الفساد والاستبداد".

"الظروف تبقى حاكمة"

من جانبه قال المؤرخ المصري الدكتور عاصم الدسوقي: "لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس، كما قال الزعيم المصري مصطفى كامل"، لافتا إلى أن "الظروف تبقى حاكمة من حيث الأحداث ومن حيث القوى البشرية القائمة".

أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذا الربيع العربي أساسا صناعة أمريكية لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير أو العظيم، الذي وضعه شمعون بيريز في عام 1982".

وأوضح أن هدف ذلك المشروع "تفكيك البلاد العربية إلى وحدات أو دويلات صغيرة على أسس طائفية: عرقية أو دينية أو مذهبية بحيث يصبح العالم العربي المكون من 22 دولة (الشرق الأوسط) 73 دولة".

ويعتقد الأكاديمي المصري، أن "وسيلة تنفيذ ذلك المشروع يقوم بناء على مبدأ وزيرة خارجية أمريكا كوندوليزا رايس في 2005، حين وضعت شعار الفوضى الخلاقة، ومعناه العمل على قلب حكام المنطقة آنذاك".

وتابع: "وكذلك الإتيان بحكومات إسلامية لتحكم بمقتضى الشريعة الإسلامية، فتندلع نار الفتنة الطائفية، وتقوم الحرب الأهلية بكل بلد، وساعتها تتدخل أمريكا لتحل المشكلة ولا تجد إلا تقسيم كل بلد بين طوائفه طالما أن أهلها لا يستطيعون العيش المشترك".

وقال الدسوقي: "ومن هنا كانت الثورات؛ لكن الهدف الأمريكي لم يتحقق، وما تزال محاولات التفكيك قائمة بوسائل أخرى مما نراه في الأحداث الجارية حاليا في لبنان وسوريا واليمن والسودان والعراق".

وفي تعليقه قال الأكاديمي المصري الدكتور هاني سليمان: "عندما قامت الشعوب العربية بثوراتها ضد الظلم والطغيان والقهر والفساد والفشل، تعاون الاستعمار الداخلي الوطني مع الاستعمار الخارجي الأجنبي لوأد تلك الثورات، ونجحا في إفشال الكثير منها فعلا، ولكنهما لا يعلمان أو يعلمان ولكن يستهتران أن الشعوب ستواصل مقاومة الظلم، وستتواصل ثوراتها حتى تخلع الاستعمار الداخلي وتتحرر من الاستعمار الخارجي".

مشاركة الخبر: عقد كامل على الربيع العربي.. هل يثور العرب مجددا؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

وزير التنمية يعلن بدء تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة اليوم الجمعة

وزير التنمية يعلن بدء تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة ا...

منذُ 50 دقائق

في إطار حرص وزارة التنمية المحلية واللجنة العليا لتراخيص المحال العامة على تنظيم مواعيد تشغيل المحال العامة بما يكفل...

منتخب الجمباز الإيقاعي يحجز 6 مقاعد في أولمبياد باريس 2024

منتخب الجمباز الإيقاعي يحجز 6 مقاعد في أولمبياد باريس 2024

منذُ 50 دقائق

حجز منتخب الجمباز الإيقاعي 6 مقاعد في أولمبياد باريس من خلال مشاركته في منافسات البطولة الأفريقية المقامة حاليا في...

انطلاق فعاليات مؤتمر برلمانيون لأجل القدس بحضور أردوغان شاهد

انطلاق فعاليات مؤتمر برلمانيون لأجل القدس بحضور أردوغان شاهد

منذُ 51 دقائق

يهدف المؤتمر الذي تابعته عربي21 إلى تعزيز الجهود الدولية الداعمة لوقف الحرب الإسرائيلي الدموية على الشعب الفلسطيني...

الكشف عن خطط إسرائيلية لتخصيص أماكن نزوح جديدة قبل اجتياح رفح

الكشف عن خطط إسرائيلية لتخصيص أماكن نزوح جديدة قبل اجتياح رفح

منذُ 51 دقائق

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بصدد تخصيص أماكن نزوح جديدة في قطاع غزة قبل بدء اجتياحه...

إيران الاشتباك مع إسرائيل في سوريا أفضل
إيران الاشتباك مع إسرائيل في سوريا أفضل
منذُ 51 دقائق

غازي دحمان يكتب سيكون الخيار الأفضل لكليهما عودة اللعب في الساحة السورية هناك حيث المخاطر منخفضة بالنسبة لإسرائيل...

قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية هل ستنتهي الحرب
قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية هل ستنتهي الحرب
منذُ 51 دقائق

يعد اجتماع المسؤولين من مجموعة السبع وما يسمى بالجنوب العالمي جزءا من جولة محادثات تمهد الطريق لقمة رفيعة المستوى من...

widgets إقراء أيضاً من عربي21

تحذيرات من استخدام الذكاء الاصطناعي لابتزاز الأطفال جنسيا
سلطان عمان يزور الإمارات ويلتقي ابن زايد حظي باستقبال حافل شاهد
من تدمير حماس حتى الجسر البري شواهد على تواطؤ دول عربية مع العدوان
رايتس ووتش وحشية الاحتلال ناجمة عن إفلاته من العقاب