جمبري الصحراء على موائد العشاء

‏لم تكن التحذيرات التي أطلقتها وزارة البيئة والمياه والزراعة من تناول الجراد أو بيعه، بسبب رشه بالمبيدات الحشرية، كافية لإقناع البعض بالتوقف عن أكله، إذ رصدت «الوطن» اكتظاظ العديد من الأسواق الشعبية في عدد من المناطق بالباعة الذين يعرضون «البضاعة» جهارًا، فضلًا عن رواج إعلانات الجراد عبر المواقع الإلكترونية بمبالغ تتراوح بين 100 – 200 ريال.

مزاعم علاجية

يُعْتَبَر الجراد «روبيان الصحراء» من الأكلات الشعبية المفضلة لدى البعض بسبب مزاعم معالجته للأمراض لأنه يحتوي على 62% بروتين يعمل على تنشيط الجسم طبقًا لرؤيتهم، وأرجع محبي تناول الجراد ذلك إلى أنه يتغذى على الأشجار والنباتات البرية والنباتات العطرية والطبية، والتي تحتوي على فوائد صحية، وأنه يعد من أكثر المقويات والمنشطات فعالية، ويساعد في علاج مرض الروماتيزم وألم الظهر، ويتجاهل هؤلاء الأضرار الناجمة عن تناوله بعد رشه مما يعرضهم للتسمم المُباشر.

تكثيف المكافحة

أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن تكثيف مكافحة أسراب الجراد، ودعت المزارعين إلى عدم إخراج المواشي والطيور من الحظائر أو الرعي في المناطق التي جرى تعرضها لعمليات المكافحة والرش بالمبيد، وخصصت الأفرع غرفة طوارئ لاستقبال البلاغات بوجود أسرب الجراد للمساعدة على مكافحته بالمناطق المتضررة.

تبادل معلومات

ذكر مدير عام مكافحة الجراد والآفات المهاجرة في وزارة البيئة والمياه والزراعة محمد الشمراني، أن الوزارة تتابع معلومات فورة الجراد الصحراوي عن كثب وتعلم بالغزو من الدول المجاورة، ولا يمكن القيام بالمكافحة وسط البحر للأسباب الأمنية والسلامة البحرية من التلوث بالكيماويات والتي قد لا تعطي نتائج جيدة بسبب طيران الأسراب فضلًا عن الخطورة العالية، ودائمًا ما تواجه المملكة غزو الأسراب من شرق أفريقيا واليمن خلال مواسم الشتاء ما بين (أكتوبر - فبراير) وخلال فترة الربيع من ( مارس - يوليو ) كما تتبادل المملكه مع الدول المجاورة ومنظمة الأغذية والزراعة التحديثات والتقارير الدورية والنشرات الشهرية عن معلومات الجراد الصحراوي وهي معلومات مؤكدة من ضباط معلومات وطنيين مدربين وأصحاب خبرات عالية.

الأمطار الموسمية

نوه الشمراني إلى أن الجراد الصحراوي يحل أينما وجد الظروف البيئية الملائمة عقب هطول الأمطار خصوصًا الموسمية التي من خلالها يكون الغطاء النباتي الجيد، وذلك في فترة الشتاء والأمطار الربيعية، وتجري متابعة مناطق ومواقع هطول الأمطار بالتعاون مع هيئة الأرصاد، وكذلك في المواقع المهتمة بالطقس والمناخ ويتم الإبلاغ بشكل دوري عن مواقع تواجد الجراد عبر منصات الوزارة الرسمية.

قدرات ضعيفة

قال مدير عام مكافحة الجراد والآفات: إن الجراد الصحراوي آفة ذات تكاثر موسمي خلال الفصول الأربعة من كل عام ولكن تختلف مواطن التكاثر حسب الفصول حيث تتكاثر الآفة بالشتاء على جانبي البحر الأحمر، وفي الربيع في المناطق الوسطى والشمالية بالمملكة وفي محاذاة جبال اليمن، وفي الصيف في أواسط اليمن والسودان والهند وباكستان، والآفة تنتقل عند انتهاء المواسم للمواسم التالية، ويكون حجم الاجتياح بحجم الإصابة ومدى مواجهة الدول خلال الموسم. وأخيرًا يعتبر موسم الصيف هو الموسم الأساس الذي يغذي المواسم التالية، وللأسف أنه يقع في بلدان ذات اغمكانيات ضعيفة كاليمن والسودان وإثيوبيا وأريتريا والضرر يقع على جميع المناطق بنفس المستوى تقريبًا، وذلك لتنقل الأسراب بشكل سريع مع تيارات الهواء السائدة بارتفاع قد يصل إلى 1500 متر ليصعب متابعتها ومكافحتها.

جهود مستمرة

أضاف الشمراني، أن الفرق الميدانية استكشفت خلال شهري نوفمبر وديسمبر الحالي ما يتعدى 200 ألف هكتار وعالجت 47.240 هكتار بالرش الأرضي والجوي، وما زالت الجهود مستمرة في 10 مناطق وهي الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والقصيم والمنطقة الشرقية وحائل وتبوك وعسير والباحة ونجران. وتمت السيطرة على الأسراب بشكل كبير جدًا، ولم يتبق سوى مجاميع بسيطة في نطاقات ضيقة والعمل مستمر والسيطرة تامة، ولكن يتطلب الاستمرار لأن التهديد بالغزو ما زال مستمرًا وبكثافات عالية جراء الفورة الراهنة بالدول المجاورة، حيث خصصت وزارة البيئه 150 فرقة مكافحة و50 فرقة استكشاف ورصد وتتبع للبلاغات، وتم رصد 94 سربًا جميعها قادمة من خارج الحدود وتمت مكافحتها بالرش الجوي والأرضي.

مبيدات خاصة

أشار مدير عام مكافحة الجراد والآفات إلى أن عمليات الرش تستخدم فيها الوزارة مبيدات كيماوية تخصصية لآفة الجراد وفق الاتفاقية الخليجية المعدة بذات الخصوص والتي حددت المبيدات ذات الجودة والكفاءة وقليلة الأثر البيئي حيث تقضي على الآفة وتحافظ على الجوانب الأخرى من المحاصيل والحيوانات والكائنات البرية عمومًا، كما يتم إبلاغ جميع المتواجدين بنطاق المكافحة بضرورة ابتعادهم عن مواقع المكافحة احتياطًا لسلامتهم.

المكافحة

- 200 ألف هكتار مساحة مستكشفة

- 47.240 هكتار مساحة معالجة

- 4100 هكتار مكافحة جوية

- 94 سربًا

- 150 فرقة مكافحة

المساحة المعالجة

- حائل 1750 هكتار

- القصيم 4950 هكتار

- الرياض 1200 هكتار

- تبوك 1200 هكتار

- المدينة المنورة 2260 هكتار

- مكة المكرمة 7820 هكتار

- الباحة 500 هكتار

- عسير 2190 هكتار

مشاركة الخبر: جمبري الصحراء على موائد العشاء على وسائل التواصل من نيوز فور مي