نص كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الذكرى السادسة لليوم الوطني للصمود بوجه العدوان 2021 – 1442هـ

نص كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الذكرى السادسة لليوم الوطني للصمود بوجه العدوان 2021 – 1442هـ

تم نشره منذُ 3 سنة،بتاريخ: 26-03-2021 م الساعة 01:37:23 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-542765.html في : اخبار محلية    بواسطة المصدر : الحقيقة . نت

 

أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.

اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.

أيُّها الإخوة والأخوات

السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

اليوم هو ختام العام السادس منذ بداية العدوان، وغداً هو اليوم الوطني للصمود، الصمود- كعنوانٍ عظيمٍ وجذَّاب، له قيمته الكبيرة، واعتباره المهم على المستوى الإنساني والأخلاقي- هو بفضل الله “سبحانه وتعالى” حالة قائمة ومتجسدة ويومية في واقع شعبنا اليمني، منذ بداية العدوان وإلى اليوم، إلَّا أنَّ اعتماد يومٍ سنويٍ توالى منذ العام الأول، منذ مرور عام على العدوان، ثم منذ مرور عامين، ثم ثلاثة أعوام، ثم أربعة أعوام، ثم خمسة أعوام، والآن اكتمال ستة أعوام؛ إنما يهدف هذا اليوم وهذه المناسبة إلى تحقيق جملةٍ من الأهداف المهمة، والتذكير بقضايا أساسية ومهمة، فهو مناسبة جديرة بالاهتمام، جديرة بالاستفادة منها كمحطةٍ سنويةٍ معطاءةٍ ومفيدة.

أول ما نركز عليه في هذه المناسبة: هو التوجه إلى الله “سبحانه وتعالى” بالشكر، الذي لولا نعمته، وتأييده، وتوفيقه، وتسديده، لما تمكَّن شعبنا من الصمود كل هذه الأعوام الستة، في مقابل العدوان، بإمكاناته الهائلة، وجبروته، وبطشه، وجرائمه المروعة.

ثم في إطار هذه الكلمة سنؤكد- إن شاء الله- على مشروعية وصوابية خيار شعبنا في صموده في التصدي للعدوان.

كما نركز أيضاً على التذكير بجرائم تحالف العدوان، وإبراز مظلومية شعبنا، ونلحظ أيضاً التذكير والاستحضار مع الشهادة والتقدير بصمود شعبنا، كحقيقةٍ فعليةٍ جسدها بعطائه، وتضحياته، ومواقفه البطولية، وصبره العظيم، وإنجازاته الكبيرة.

كما نذكِّر أيضاً بهوية هذا العدوان، وممارساته، وأهدافه، وتفنيد كل محاولات التبرير له، والتلبيس بشأنه.

كما نستفيد من هذه المناسبة كمحطة سنوية لشحذ الهمم، وأيضاً لتقييم الأداء على المستوى العملي.

ما نبدأ به في هذه المحاور: هو الحديث عن هوية هذا العدوان، وتقديم البطاقة التعريفية الصحيحة له: العدوان هذا منذ بدايته كيف بدأ؟ ومن هو المهندس، والمخطط، والمقرر، والمستفيد؟ ومن هو المنفذ؟ كلنا يعلم أنَّ هذا العدوان بدأ في منتصف الليل، قبل ستة أعوام، وبدأ بطريقةٍ غادرة، فالعنوان لبدايته هو الغدر، وبصمته منذ الغارة الأولى هي الجريمة.

الغدر هو السمة التي اتسم بها هذا العدوان من أول بدايته، ومن أول غاراته، كانت تلك الغارات، وكان بداية هذا العدوان بهذه الطريقة الغادرة، من أطراف لم يفعل بها الشعب اليمني شيئاً، لم يعتدي عليها، لم يلحق بها الأذى، لم يستهدفها، ليس لها ما يبرر عدوانها عليه.

الحالة القائمة ما بين اليمن وجاره (جار السوء) النظام السعودي، هي كانت وفق اتفاقات سابقة حالة سلام، منذ اتفاقية الطائف، إلى اتفاقيات فيما بعد، اتفاقيات أخرى، ولم يصدر أيضاً من هذا البلد تجاه الإمارات، والسلطة في الإمارات، ما يبرر أن تأتي من هناك، لتعتدي وتشارك في هذا العدوان، ليس هناك ما يبرر لمن وقفوا خلف هذا العدوان ما فعلوه بحق هذا الشعب، لا الأمريكي، ولا غيره، فالحالة كانت حالة اعتداء غادر بكل ما تعنيه الكلمة، من دون أن يكون هناك أي ملابسات، أو مشاكل، أو سوابق، ينتج عنها اصطدام، أو اشتباك، أو معركة، أو حرب، غدراً، تفاجأ به أكثر أبناء هذا الشعب، ومثَّل صدمة للكثير من أبناء هذا البلد عندما استيقظوا في اليوم الثاني، والبعض في نفس تلك الليلة، نتيجةً لهذا العدوان.

على مستوى شعوب وبلدان أمتنا العربية والإسلامية، لربما الكثير، أو الأغلب، أو الكل، كان متفاجئاً بما حدث؛ لأنه- كما قلنا- لم يكن هناك أبداً ما يبرر هذا العدوان، الغدر والمفاجأة تمثِّل شهادة واضحة على أنه عدوان بكل ما تعنيه الكلمة، وعلى أنه لا يمتلك أبداً أي مبررٍ مشروع.

ثم الإجرام، الإجرام الذي هو طابع لهذا العدوان منذ بدايته وإلى اليوم، أول غارة من غارات هذا العدوان كان ضحاياها من المدنيين، واستهدفت الأحياء السكنية في صنعاء، بدأ بجريمة كبيرة، جريمة مروعة، واستهدفت الأهالي، المدنيين في مساكنهم، وهم نائمون، ولربما لولا ال في تلك الليلة عن هذا العدوان ومن يتبناه، لبقي السؤال في تلك الليلة قائماً دون جواب: من هو الطرف الذي ينفِّذ هذا العدوان؟ هذا يشهد- بحد ذاته- على أنَّ شعبنا بريء، وعلى أنه هو المظلوم، وليس الظالم، وعلى أنه المعتدى عليه، وليس هو بالمعتدي.

تلك الليلة، بعد تلك الغارات وبداية العدوان، لولا أنَّ طرفاً معيناً تبنى هذا العدوان وأعلن عنه؛ لبقي الناس يتساءلون، في اليمن، وفي بقية بلدان وشعوب أمتنا: من هو الذي نفَّذ هذه الغارات؟ لأنه ليس هناك مشكلة كانت قائمة ينتج عنها حرب، أو يتوقع عنها هجوم على بلدنا، ولذلك حتى في حسابات السياسيين والإعلاميين، الكثير منهم لم يكن يتوقع شيئاً كهذا، والكثير تفاجأوا بذلك، هذا من الشواهد الواضحة التي- كما قلنا- تبين من هو المعتدي والمعتدى عليه، والظالم والمظلوم.

عندما أتى ال، أتى ال من واشنطن، وكان المعلن سعودياً: (عادل الجبير)، عادل الجبير، معبِّراً عن النظام السعودي، أعلن من واشنطن، قبل أن يكون ال من الرياض، أعلن من واشنطن التبني لهذا العدوان، وهذا ال بهذه الطريقة: معلن سعودي من واشنطن، يكشف ويبين هوية هذا العدوان ومن وراءه، وهذه حادثة غريبة، لربما كان هناك تدخل إلهي لفضح من ينفِّذ، ومن يقف خلفه، ومن خطط لهذا العدوان.

السعودي تبنى هذا العدوان، وأعلن أنه يقود التحالف في هذا العدوان، ولكنه أعلن من واشنطن؛ ليتجلى أنه منفِّذ لهذا العدوان تحت إشرافٍ أمريكي، وليتضح، عندما كان ال من واشنطن، قبل أي منطقة أخرى، بما فيها قبل أن يكون من الرياض، أو من أبو ظبي… أو من أي عاصمة أخرى، هذا يوضح بشكلٍ كافٍ أنَّ الأمريكي هو يتبنى في الواقع هذا العدوان، وأنه يشرف عليه بشكلٍ كامل، وأنه يقف وراءه بكل ما تعنيه الكلمة، وليس وحده، هناك إلى جانب الأمريكي الإسرائيلي والبريطاني، إلَّا أنَّ الأمريكي عادةً ما يكون هو كبيرهم، الذي علمهم المكر، وعلمهم الكفر، وعلمهم الشر، ويدير عملية الاستكبار والظلم والاستهداف لأمتنا بشكلٍ عام.

فنحن نعرف ما قبل هذا العدوان، كان هناك تحريض من قبل العدو الإسرائيلي على الاستهداف لليمن، وحديث عدائي جداً عن اليمن، وكان معلناً، وكان يتحدث بعضٌ من المسؤولين في كيان العدو الإسرائيلي، وعلى رأسهم (بنيامين نتنياهو) نفسه، كان يتحدث بعدائية، وبتحريض كبير ضد الشعب اليمني، وضد ثورته الشعبية المنتصرة المظفرة، التي أعادت له الاستقلال والحرية، فكان العدو الإسرائيلي يتحدث بانزعاج شديد من تلك التطورات التي كانت لصالح شعبنا، وكان يتحدث بانزعاج شديد، وعادةً الإسرائيلي عندما يكون منزعجاً جداً من شيء، هو يتجه للمؤامرة، وللمكر، وللاحتيال، وللتدابير العدائية، هو يعمل بشكل عدائي، وليس فقط يعبَّر عن انزعاجه، ويعبِّر عن قلقه، ثم يهدأ في مكانه، لا.

ولذلك لا شك أنَّ هناك دور إسرائيلي، ودور بريطاني، ودور أمريكي مُشتَرك، في هندسة هذا العدوان، وفي التخطيط لهذا العدوان، وفي إعداد هذه المؤامرة، لكن لكي يتفادى ثلاثتهم (الأمريكي، والإسرائيلي، والبريطاني) الكلفة المتوقعة لهذا العدوان، والتبعات السلبية له، اختاروا أن يكون المنفذ طرفاً آخر، طرفاً يتحمل كل الكلفة، ويقدم لهم هم الأرباح في ذلك؛ لكي يكونوا طرفاً يستفيد، ولا يخسر، يكسب، ولا يقدِّم شيئاً بالمجان، فهم اختاروا أن يكون هذا الطرف طرفاً يمتلك الإمكانات اللازمة على المستوى المادي، ويمتلك أيضاً بعض الإمكانات والظروف والعوامل التي تساعد على تنفيذ هذه الجريمة الكبيرة بحق شعبٍ عظيم، هو الشعب اليمني المسلم العزيز.

اختاروا السعودي، ليكون هو من يتبنى عملية التنفيذ، ومن يباشر التنفيذ، من يدفع الكلفة، من يتحمل التبعات، واختاروا معه إلى جانبه الإماراتي ليكون كذلك، وتقبَّل السلطة السعودية والنظام السعودية تقبَّل هذا الدور، وهم يعرفون كيف يجعلونه يتقبل، وسنأتي أيضاً إلى المزيد من الحديث عن هذه النقطة.

فهذه هي البطاقة التعريفية الحقيقية لهذا العدوان: أنَّ المصمم والمخطط والمهندس لهذا العدوان، هو الأمريكي، والإسرائيلي، والبريطاني، وأنَّ الذي يشرف عليه هو الأمريكي، وأنه بقي دور للإسرائيلي وللبريطاني، في المساهمة في هذا العدوان، والاشتراك فيه، بأشكال ووسائل يمكن أن نتحدث عن البعض منها أيضاً في سياق هذه الكلمة.

أضف إلى ذلك: أنَّ المنفذ هو السعودي بشكلٍ رئيسي، معه الإماراتي؛ أمَّا الباقون فهم مستأجرون، البقية مستأجرون، سواءً من كانوا بشكل أنظمة، جيوش، جماعات، وبمن فيهم أيضاً داعش والقاعدة، والمتورطين في الخيانة من أبناء بلدنا، هم من تم استئجارهم، دفعت لهم مبالغ مالية، طُلِب منهم أن يشتركوا في إطار هذا الدور.

مسار العدوان منذ بدايته وإلى اليوم، هو مستمر ومتحرك وفق هذه التشكيلة، ووفق هذه الأدوار: الأمريكي يواصل دوره كمشرف، ويقدم الغطاء اللازم لهذا العدوان، على المستوى الدولي، وفي مجلس الأمن، وفي الأمم المتحدة، وبمستويات متعددة، الإسرائيلي يستمر في إسهامه ومشاركاته بطريقة أو بأخرى، البريطاني كذلك يواصل دوراً سيئاً وإجرامياً ونشطاً في هذا العدوان، والاستهداف لشعبنا، السعودي يواصل دوره ويقود عملية التنفيذ، ويباشر هذه العملية، معه الإماراتي إلى جانبه، ويواصل الآخرون، من هم مرتزقة، ومن هم مستأجرون، عملهم في إطار هذا الدور نفسه، في إطار هذا الدور نفسه.

النظام السعودي كيف تورَّط وتقبَّل هذا الدور، وهو دور خطير جداً، نتج عنه تكاليف هائلة جداً، ونتج عنه أيضاً تبعات سيئة جداً عليه، باتت الآن واضحة بشكل كبير؟ هناك عدة عوامل دفعت بالسعودي، ودفعت بالإماراتي معه، إلى تقبل هذا الدور، بالرغم أنهم لم يكونوا بحاجة إلى أن يتورطوا في هذه الورطة الكبيرة، والجريمة الشنيعة بحق شعبٍ عربيٍ مسلم، لم يأت من جانبه وليس في واقعه ما يبرر عدوانهم عليه.

من أبرز العوامل التي دفعت بهم إلى تقبل هذا الدور، وارتكاب هذه الجريمة: ارتباطهم بالقرار الأمريكي، والسياسات الأمريكية، وتبعيتهم لأمريكا، الكل يعرف عن النظام السعودي، وعن النظام الإماراتي، التبعية للأمريكي، والارتباط به، على مستوى القرار، على مستوى السياسات، على مستوى التوجهات، لربما في كل الملفات المتعلقة بمنطقتنا وبشعوب أمتنا، يتجهون على هذا الأساس، هم رتبوا وضعهم ودورهم الإقليمي على هذا الأساس.

ثانياً: اعتمادهم بشكلٍ كبير، وبثقةٍ عمياء، على المعلومات، والتقديرات، والتحليلات، التي تأتيهم من جانب الأمريكي، وفي داخل الجانب الأمريكي مؤسسات ذات علاقة أساسية بالعدو الإسرائيلي، مثلاً: هم يعتمدون على ما يأتيهم من المخابرات الأجنبية- وفي مقدمتها المخابرات الأمريكية- من معلومات تقدِّم لهم تصورات خاطئة عمَّن هو العدو، عن منابع الخطورة، عن مصادر تشكل خطورة عليهم، أو عن أحداث وتطورات تشكل خطورة قد تكون وهمية عليهم؛ وبالتالي يرسخون لدى النظام السعودي، ولدى النظام الإماراتي، أنَّ الذي يشكل خطورة عليهم هو هذا الطرف وهذا الطرف، وأنه سيستهدفهم، وأنه يجب الخلاص منه، يجب الاستهداف له، فيعتمدون بشكل رئيسي، فهذا يبعدهم عن الحقائق، ويبعدهم عن الواقع، ويجعلهم متقبلين للأكاذيب والأوهام، وعملية التلبيس والخداع التي تدفعهم أكثر وأكثر، ليعتمدوا على تصورات خاطئة، ويبنوا عليها مواقف خاطئة، مواقف خاطئة لا داعي لها، لا مبرر لها، لا حاجة لها، ولا يستفيدون منها، لا تحقق لهم لا أمناً، ولا استقراراً، وليست في مصلحتهم بأي حالٍ من الأحوال، فهم يبنون مواقفهم، ويحددون سياساتهم، ويبنون تصوراتهم عن المخاطر والتحديات، وجهات الخطورة، بناءً على تلك المعطيات التي تقدَّم لهم من تلك الجهات، وينظرون إليها بإكبار وغرور، [هذه دراسة من مركز كذا للدراسات]! مركز أمريكي، العاملون فيه من الصهاينة اليهود، فيعتمدون عليه كجهة استشارية، يعتمدون عليه في معلومات، وفي استشارات، وفي تقارير، وفي استنتاجات، وفي تحليلات؛ فيصبحون ضالين وتائهين بناءً على ما يقدمه لهم العدو، الذي لا يريد لهم أي خير؛ وإنما يريد أن يستغلهم.

من الدوافع التي دفعت بكلٍ من النظام السعودي، والنظام الإماراتي، إلى التورط في هذه الورطة الكبيرة والشنيعة: هي الطموحات المراهقة، كلاهما راهن ولديه طموح كبير على دور وفي دور إقليمي واسع بالوكالة، كلٌّ منهما يسعى أن يكون وكيل أمريكا في المنطقة، كلٌّ منهما يريد أن يكون حتى الوكيل الحصري لأمريكا في بلدان وشعوب أمتنا العربية والإسلامية، وأن يكون شرطيها، الذي تعتمد عليه في بلداننا، لتنفيذ المؤامرات والمخططات، ليس لكلٍ منهما أي مشروع ذاتي حقيقي وصالح؛ إنما كلٌّ منهما صمم وضعه ودوره في إطار الدور الأمريكي والإسرائيلي والغربي، كلٌّ منهما لا يؤمن بحرية أمتنا واستقلالها، وأنَّ بإمكانها أن تكون أمةً حرةً، عزيزةً، مستقلةً، وهذا كان له أثر سلبي جداً، فأتت هذه الطموحات المراهقة لأدوار إقليمية لمصلحة أمريكا، مع استبساط لهذه المهمة، النظام السعودي، والنظام الإماراتي، كلٌّ منهما استبسط هذه المهمة، وتوقع نجاحها، بالنظر إلى الظروف التي كان يعاني منها شعبنا في بداية هذا العدوان، على مستوى وضعه السياسي والاقتصادي، ووضعه الداخلي، ومشاكله الكبيرة في وضعه الداخلي، ومن جانب ما يمتلكانه من إمكانات مادية ضخمة، ومن أيضاً ما يتوفر من مساندة غربية ومن إشراف أمريكي، فهذا جعل كلاً منهما يتصور أنه سيحقق انجازاً كبيراً يعزز نفوذه ودوره الإقليمي، وأنه سيحقق مكاسب كبيرة يخرج بها من هذه الحرب ومن هذا العدوان، وأنه سيخرج بإنجاز كبير وسريع، وستكون نتائجه الإيجابية الكبيرة لكلٍ منهما بما يعوِّض عن التكاليف، ويغطي على التبعات، اتضح- في نهاية المطاف- أن كل هذه التصورات كانت خاطئة، خاطئة، وإلى الآن لم يعتبر كلٌّ منهما، بعدما تجلى كل شيء.

طبعاً استمر العدوان على هذا الأساس، يعني: هذه هي البطاقة التعريفية الصحيحة المعروفة عنه: عدوان تشرف عليه أمريكا، لإسرائيل وبريطانيا فيه دور معين، تنفذه السلطة السعودية، ومعها السلطة الإماراتية، وتستأجر في عملية التنفيذ هذه أنظمة، وجيوش، وجماعات، منها داعش والقاعدة، ومنها المتورطون في الخيانة من أبناء بلدنا، هذا هو الواقع، ويتعامل العالم على هذا الأساس، يعني:  سياسياً، في الغرب، في أمريكا، السياسيون، الإعلاميون، مراكز الدراسات والأبحاث، النظرة في الغرب، النظرة في الشرق… الكل يعتبر هذه- بالدرجة الأولى- حرب سعودية، حرب سعودية على اليمن، وعلى مستوى المسار التنفيذي، الذي يقود هذه العمليات من موقع القيادة التنفيذية، هو السعودي بشكلٍ واضح، غرف العمليات في كثيرٍ من المحاور، حتى في المحافظات المحتلة، من يسمونه بقائد القوات المشتركة البرية، من- كذلك- يباشرون أدوار معينة على المستوى السياسي، الكثير من الترتيبات، حتى من يطلب منهم ويستقطبون للمشاركة وللخيانة لبلدهم من أبناء بلدنا يتم استدعاؤهم إلى السعودية للدخول إلى هناك، واللقاء بمسؤولين سعوديين، وضباط سعوديين، وتتم الاتفاقيات، والمقاولات، والإغراءات المادية، وتقديم الصفقات من الجانب السعودي.

أضف إلى ذلك: على المستوى الإعلامي، الناطق الإعلامي لتحالف العدوان هو سعودي، هو الآن المالكي، يتغير بين آونةٍ وأخرى، وهكذا في بقية المسارات والمجالات، واضح من يدفع الأموال، من يتجه بدور تنفيذي أساسي لهذا العدوان، الحركة في الميدان، التمويل، السلاح، الآلة العسكرية التي تباشر هذا العدوان، حتى الحركة الميدانية، وحتى الأعلام في العمليات البرية، عندما وصلوا إلى مأرب، ووصلوا إلى سد مأرب، رفعت ثلاثة أعلام: العلم السعودي، والعلم الإماراتي، والعلم البحريني، وغاب العلم اليمني! عندما تحركوا نحو الساحل الغربي كان العلم الإماراتي هو أكثر توفراً وتواجداً من أي أعلام أخرى، فهكذا المسألة واضحة.

مع كل هذا الوضوح، مع كل هذا الوضوح، في بعض الأوقات وفي بعض المحطات تأتي محاولات لتقديم بطاقة مزيفة عن هذا العدوان، لها صورة مختلفة وعناوين مختلفة، فيأتي الحديث عن أنَّ هذه الحرب هي حرب يمنية يمنية، الذي يجري في اليمن هو مشاكل داخلية، واحتراب داخلي بين أطراف يمنية، توجَّه إليها الدعوات أن تتوقف عن هذا الاقتتال، الذي تسبب بمآسي كبيرة، ومعاناة كبيرة للشعب اليمني، ويتوجه اللوم إليها: لماذا لا تراعي وضع شعبها، ويتوجه النصح إليها: بأن تكف عن ذلك، وأن تتعقل.

طبعاً هذه تأتي في حالات معينة، وأبرز شيء: عندما يكون هناك مأزق أخلاقي، مثلاً: عندما يصبح الرصيد الإجرامي المتراكم قد أصبح إلى درجة شنيعة جداً، ووصل صداه إلى كل الدنيا، وإلى مختلف البلدان، حينها تتحرك الأمم المتحدة وتوجِّه النداء لأهل اليمن: [أن يكفوا عن اقتتالهم الداخلي]، بعد أن تصل الجرائم إلى مستوى شنيع، وجرائم ارتكبها من؟ تحالف العدوان بآلاته، بإمكانياته، بعملياته المباشرة، يأتي اللوم لليمنيين، والحث لهم عن التوقف عن هذا الاقتتال.

عندما يشتد الحصار الخارجي على هذا البلد، وتعظم المعاناة، ويصل صدى هذه المعاناة وتصل مشاهدها المأساوية جداً إلى مختلف البلدان، وإلى الشعوب الأخرى، كذلك يأتي كلام من الأمم المتحدة، وأحياناً من الطرف الأمريكي، وأحياناً من الأطراف الأوروبية، وأحياناً حتى من السعودي نفسه، يقدم النصح واللوم لأهل اليمن: [لماذا تفعلون بأنفسكم هكذا؟ لماذا وصلتم إلى هذه المأساة الكبيرة بمشاكلكم؟ كفوا عن ذلك]! مغالطة عجيبة جداً يعني، وتجاهل للوقائع والأحداث الواضحة جداً.

عند المأزق الميداني والسياسي، عندما يكون هناك مأزق ميداني وتفشل عمليات أساسية لتحالف العدوان، ويصبح لديه مشكلة في أدائه العسكري، كذلك يتوجه من جديد بالنصح لأهل اليمن، ويعرض استعداده لأن يقوم برعاية المصالحة فيما بينهم، وأن يحل مشاكلهم هذه، التي لم تتوقف، وأصبحت مصدر إزعاج للجيران وبقية العالم.

عند السعي أيضاً لفرض أجندة الاستسلام، يعني: مع طول فترة الحرب أحياناً يحاول الأعداء أن يجرِّبوا ما إذا كان الأسلوب السياسي سيحقق لهم ما عجزوا عنه بالحرب، أو أن تكون ضغوط الحرب، وآثارها، وأضرارها، وأوجاعها، وآلامها، ومتاعبها، قد أرهقت أبناء هذا الشعب، وهيأتهم لقبول فرض أجندة لصالح المعتدي الخارجي، وسيطرته على هذا البلد بغطاء سياسي، والغطاء السياسي لا بدَّ أن يكون فيه طرف بعنوان يمني، في مثل هذا الظرف يأتون بالمرتزقة والخونة من أبناء البلد ويقدمونهم، ويأتون بعنوان ما يسمونه بالشرعية ويقدمونه، ثم ينادون بالحوار، والأخذ والرد، والنقاش، واللقاءات، والجلسات.

في هذه الحالات الثلاث: عند المأزق الأخلاقي والإنساني، عند المأزق الميداني والسياسي، عند السعي لاقتطاف ثمرة العدوان وفرض أجندة سياسية، يتم إخراج بطاقة أخرى غير البطاقة الأصلية تقدِّم تعريفاً مختلفاً غير واقعي نهائياً لهذه المشكلة، لهذا العدوان، ولهذه الأحداث.

طبعاً مع وضوح الحقيقة، لا بأس أن نشير يعني إلى بعض ما يفنِّد تلك البطاقة المزيفة:

أولاً: عندما نأتي إلى ال: من الذي أعلن هذا العدوان؟ هل هو عبدربه؟ هل هو علي محسن؟ هل سلطة معينة في اليمن أعلنت هذه الحرب؟ هل طرف معين أعلن هذا  الحرب، أم أنه السعودي الذي أعلن هذه الحرب؟ ومن أين؟ هل من صنعاء؟ هل من عدن؟ هل من مأرب؟ هل من محافظة يمنية، أم من واشنطن؟ ثم بعد أن أُعلن هذا العدوان، وبعد أن بدأ هذا العدوان، وبعد أن ارتكب الكثير من الجرائم، ألم يعلن عبدربه نفسه- من تجعلون منه قفازاً لهذا العدوان ولجرائمكم- من أعلن هو بنفسه في مقابلة مع قناة من قنواتكم: أنه تفاجأ بما حدث، ولم يكن على علمٍ به، يعني: ليس هو من طلب، ليس هو من أمر، ليس هو من أعلن، يعني: أنَّ طرفاً خارجياً أتى، وأعلن، وبدأ، وحارب، وفعل الجرائم، وارتكب الجرائم، ثم أتى ليقول: [لا، صاحب الحرب وصاحب المشكلة هو ذلك الطرف الآخر]! ويأتي إلى مرتزق وخائن لبلده ليجعله يعلن ويتبنى هذه الجريمة، لكن في وقتٍ متأخر، يعني: لم يحسنوا حتى الترتيبات لهذا العدوان، لم يجعلوا لها حتى الإطار الشكلي، الذي يمكن أن يمثل غطاءً أكثر، فبدأوا يفعلون كل شيء، ثم في نهاية المطاف يقولون: [لا، هذا الطرف]! ويغيبونه في أوقات كثيرة، ويبرزونه في أحيانٍ أخرى.

أيضاً الإدارة: من يدير هذا العدوان؟ كلنا يعرف، على مستوى التنفيذ، السعودي هو الذي يدير هذا العدوان، والكل من المتورطين في الخيانة من أبناء هذا البلد هم تحت إمرته، لا يمتلكون أي صلاحيات، ولا أي قرار، هم في موقع المستأجر، المرتزق، الخائن، العميل، المأمور، العبد، الذليل، الخانع، والذي ينفِّذ من هذا الموقع: من موقع الخيانة، والذلة، والاستعباد، ينفذ ما يُطلب منه، وما يُؤمر به، وأحياناً يهان، توجه إليهم الإهانات، والصفعات، والتوقيفات، والاحتجازات، وما إلى ذلك.

الغارات: منذ أول غارة وإلى اليوم، وهي بالآلاف، أكثر من ربع مليون غارة جوية، هل هي بطائرات يمنية، نفذها طيارون يمنيون، أم أنها بكلها غارات أجنبية، طيارون أجنبيون، طائرات أجنبية، وتقلع وتأتي من مناطق ومواقع ومطارات تحت السيطرة المباشرة لتحالف العدوان؟

العمليات: كل العمليات التي أطلقت بشكل رئيسي، كانت أيضاً بإدارة ومتابعة خارجية، وليست محلية.

الاعترافات: المرتزقة في كثيرٍ من الأحيان يعترفون، يعترفون أنَّ الذي يحصل هو احتلال، وأنهم في حالة لا قرار لهم فيها، وواقع لا سيطرة لهم عليه، وإنما ينفِّذون ما يُؤمرون، وحصلت هذه الاعترافات من شخصيات كثيرة منهم، ممن هم باسم وزراء، وممن هم باسم قادة عسكريين… وممن هم بأسماء وعناوين كثيرة.

وضع المناطق المحتلة، والمحافظات المحتلة: وضع شاهد على أنَّ الحالة هي حالة عدوان واحتلال خارجي، وأنَّ الذين تورطوا في الخيانة من أبناء هذا البلد، إنما هم في موقع الخيانة والاستسلام والتبعية للمعتدي الخارجي، الذي هو السعودي كمنفذ، والإماراتي كمنفذ، تحت إشرافٍ أمريكي، وبدورٍ إسرائيلي وبريطاني، هذه مسألة واضحة جداً يعترفون بها، وشواهدها قائمة في الساحة.

في المحافظات المحتلة الذي يسيطر على أولئك: على الخونة والمرتزقة بكل صفاتهم، لو كانت صفته رئيس، الاسم الذي يتسمى به، الصفة التي يقدمها ويزعمها، باسم رئيس، أو رئيس حكومة، أو وزير، أو محافظ، أو قائد عسكري، كلهم يخضع لأبسط ضابط سعودي يأتي ليديرهم في تلك المحافظة.

مثلاً: في مأرب الذي يدير الجميع: من هو باسم محافظ، من هم بأسماء قادة عسكريين، من هو باسم وزير دفاع، ضابط سعودي، هذا أمر معروف، مثلاً في عدن، مثلاً في مختلف المحافظات المحتلة، الحالة هي نفسها، الذي يدير الجميع، الذي يأمر الجميع، المنصوب فوق الجميع: هو إما ضابط سعودي، أو مسؤول سعودي، حتى في الجانب السياسي، السفير السعودي منصوب فوق عبدربه، عبدربه دون مستوى السفير السعودي، ودون مستوى أي ضابط سعودي، أحياناً يتم إبلاغه ببعض الأوامر والقرارات عبر ضابط استخبارات، يوجه إليه الأوامر، وهو ينفِّذ.

فيما يتعلق أيضاً بكل المنشآت الأساسية والحيوية والسيادية في المحافظات المحتلة يسيطر عليها الأجنبي (السعودي، أو الإماراتي) بشكل مباشر: المطارات، الموانئ، القواعد العسكرية، المراكز المهمة والحيوية، المنشآت النفطية- كثيرٌ منها- تحت سيطرتهم المباشرة، وتحت أعينهم ورقابتهم، أموالها، عائدتها كذلك، كثيرٌ منها يجبى إلى بنوك سعودية، أو بنوك إماراتية، ويتم حجزه، ولا يتم التصرف فيه إلا وفق أوامر سعودية، ما عدا القليل، الذي ينهبه أولئك الخونة.

فالمسألة واضحة جداً، فالعدوان- بكل ما تعنيه الكلمة- خارجي، بهندسة أمريكية، وإسرائيلية، وبريطانية، وتنفيذ سعودي إماراتي، وإشراف أمريكي، والبقية: داعش، القاعدة، عبدربه وجماعته، أصحاب من يسمون أنفسهم بحزب الإصلاح، أولئك المفسدون في الأرض، ومن لف لفهم وجرى معهم، هم مستأجرون، وهم متورطون في الخيانة.

أضف إلى ذلك ممارسات هذا العدوان منذ بدايته وإلى اليوم تقدم صورةً واضحة عن هويته، عن أهدافه، وعن أنه لا يمتلك أي هدف مشروع، ولا هدف لمصلحة هذا الشعب، وأنه يمثل جريمة كبيرة بحق هذا الشعب، وكل ممارساته منذ بدايته وإلى اليوم، إجرامية، وحشية، تدميرية، يندى لها جبين الإنسانية.

في مقدمتها: جرائم القتل، والإبادة الجماعية، والتدمير الشامل، والحصار الخانق، والاستهداف لكل أبناء هذا البلد: كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، الاستهداف حتى للأطفال الرضع والنساء الحوامل.

نأتي للحديث تفصيلياً عن بعض أشكال هذا الاستهداف، وما يدل عليه، وبدأت كل هذه الأشكال من الاستهداف منذ بداية العدوان، منذ منتصف تلك الليلة التي بدأت فيها الغارات والعمليات العسكرية ضد بلدنا:

الاستهداف للأحياء السكنية والمنازل والقرى، وهذا مكثف منذ بداية العدوان وإلى اليوم، ومن أول غارة استهدفت الأحياء السكنية، استهدفت الناس في منازلهم، اليمني يستهدف في كل مكان في بلده: في منزله، وفي خارج منزله، أينما كان يستهدف، وأتت الغارات الجوية وبشكل وحشي لتدمر الكثير من المنازل، وتستهدف الكثير من المنازل في المدن، في الأحياء السكنية فيها، وفي القرى أيضاً، ونشرت الكثير من المشاهد، والضحايا من المدنيين: أطفال، ونساء، ومشاهد مؤلمة ومأساوية جداً، أيُّ شيءٍ يمكن أن يبرر هذا، أو يشرعن هذا؟! غارات إلى وسط صنعاء، إلى وسط مختلف المدن، إلى القرى، في الأرياف، حتى في المناطق البدوية، حتى استهداف لخيام البدو، وقتل للبدو في خيامهم، وقتل لمواشيهم، أيُّ شيءٍ يمكن أن يبرر هذا، أو يشرعنه؟! وأيُّ غاية إيجابية ونبيلة يمكن أن تكون من وراء مثل هذه الجرائم، والتي نُشِرت عنها الكثير من المشاهد في التلفزيونات.

الاستهداف للمساجد مع قدسيتها، وللمصلين فيها، وللمصاحف فيها، وأكثر من ألف وأربع مئة مسجد استهدفه الأعداء ودمروه، وقتلوا فيه المصلين، ومزقت فيه المصاحف المقدسة (كتاب الله القرآن الكريم) بقنابل الأعداء وبقصفهم، استهانة حتى بالمقدسات، استهانة بحياة الناس كبشر، وبحرمة ذلك، واستهانة بالمقدسات، أيُّ شيء يمكن أن يبرر هذا، أو يشرعنه؟! وما هي الغاية التي يمكن أن تكون غاية نبيلة، وهدف مقدس، أو شريف، أو نبيل، من وراء هكذا جرائم؟!

بما فيها مساجد أثرية قديمة، البعض منها منذ بداية صدر الإسلام، والبعض منها من عصر التابعين، والبعض منها من مراحل متقدمة، وتم التركيز على استهدافها، في عمق المناطق اليمنية، ليست في مناطق الاشتباك وفي الجبهات، في عمق المناطق، وبشكلٍ متعمد، تعمد للمسجد وللمصلين، تعمد لذلك المسجد الأثري أيضاً.

الاستهداف للمدارس، والجامعات، والمنشآت، والمرافق التربوية والتعليمية، وللطلاب والمدرسين، هذا أيضاً استهداف للبشر، لهذه الفئة من أبناء المجتمع، وأيضاً سعي لتعطيل العملية التعليمية، وتدمير كل بنيتها التحتية؛ حتى تتوقف عملية التعليم في البلد، عندما يدمِّرون المدارس، عندما يستهدفونها والطلاب فيها، ويستشهد الكثير من الطلاب والمدرسين، وعندما أيضاً يستهدفون المرافق الأخرى: إدارات تربوية، مرافق تربوية، جامعات، عدد كبير من المنشآت الجامعية استهدفت، وجرى الحديث عنها ضمن الإحصائيات التي قدِّمت في هذه الأيام الماضية، في الفعاليات المختلفة، التي أقامتها الجهات المعنية في صنعاء.

فنلاحظ أنَّ هذا الاستهداف للطلاب- وهناك مشاهد مأساوية جداً- للطلاب، وللمدارس، وما نتج عن ذلك، ونشرت وبُثت في التلفزيونات والقنوات الفضائية، وقُدِمت عنها المعلومات الموثَّقة المكتوبة، وقُدِمت إلى مختلف الجهات في العالم: أمم متحدة، منظمات… غير ذلك.

هل يمكن أن يكون الاستهداف للطلاب، للمدارس، للجامعات، أن يكون الاستهداف للطلاب في حركتهم إلى المدارس، أن يكون الاستهداف لهم داخل المدارس، أن يكون الاستهداف للمرافق والمنشآت التربوية، وذات العلاقة بالعملية التعليمية، لهدفٍ مشروع، أو لغايةٍ مشروعة، أو أنه سعي لتعطيل العملية التعليمية في البلد، ولاستهداف الناس حتى لا يتعلموا؟! وكم نتج عن هذا من معاناة؟ كم تضررت العملية التعليمية بفعل ذلك؟ كم نتج عن ذلك من تشريد للكثير من الطلاب، أو عدم توفر فرصة التعليم لديهم؟ من الذي يحارب التعليم في البلد؟ أليس هم أولئك؟ أليس هم أولئك الذين يرتكبون هذه الجرائم؟

اليوم في كثير من المناطق- وبالذات في الأرياف- يتجه الطلاب للدراسة تحت الأشجار، لا مأوى لهم، لا مدارس لهم، أو بعضهم- إن تحسنت أحوالهم- تحت خيام، أو في أماكن متواضعة جداً، ويواصلون العملية التعليمية مع الخوف من الاستهداف، وهذا جارٍ بشكلٍ عام في المدن والأرياف، أو أيضاً مع مشكلة كبيرة في البنية التحتية، أو تضرر العملية التعليمية بفعل الظروف الاقتصادية، تداخلت كل الضغوط لاستهداف العملية التعليمية في البلد.

طيب، من يتحرك بهذا الشكل، من يستهدفنا حتى في عمليتنا التعليمية، في نشاطنا التعليمي، ما الذي يريده بشعبنا ولبلدنا؟ هل يمكن أن يريد خيراً بهذا البلد؟! هناك قصص كبيرة، ومآسٍ كبيرة، من أبرزها الحافلة التي كانت تقل الطلاب في ضحيان، من أبرز المآسي، وعرفت تلك المأساة، وجرى تغطية إعلامية لها، وهناك شواهد كثيرة في مختلف المحافظات بمثل هذه المآسي.

الاستهداف للمستشفيات والمراكز الصحية، وبالمئات، يعني: المئات من المستشفيات والمراكز الصحية استهدفت بشكلٍ متعمدٍ وممنهجٍ ومقصود، ودمرت، وفي كثيرٍ من الحالات استشهد فيها ضحايا، من العاملين فيها، ومن المرضى، ومن الجرحى، أليس هذا عملاً إجرامياً شنيعاً؟ أليس مخالفاً لكل شيء: للقانون الدولي، للأعراف، لحقوق الإنسان، لكل الاعتبارات والحيثيات، جريمة موصوفة بكل اعتبار.

إذا جئنا لنصنِّف مثل هذه الجرائم، وتستمر على مدى سنوات، تستمر على مدى سنوات، وفي مختلف المحافظات، هل ممكن أن يشرعن مثل هذه الجرائم شيء، أو يبررها تبرير صحيحاً شيء، أو يمكن أن نقول: أنها لهدف لمصلحة هذا البلد، وأن من يفعل ذلك بهذا الشعب، ويقتل أبناء هذا البلد في منازلهم، وفي مساجدهم، وفي مستشفياتهم، وفي المراكز الصحية، ويستهدف المرضى، ويستهدف الجرحى، ويستهدف الكادر الطبي والصحي، هل يمكن أنه يفعل ذلك من أجل هذا البلد، ولخدمة هذا البلد؟!

الاستهداف أيضاً للمطارات، طبعاً كم نتج من معاناة، يعني: عندما دُمِّرت مثلاً الكثير من المنشآت الصحية، والمراكز الصحية، والمستشفيات، بقي الكثير من أبناء هذا البلد- وبالذات في الأرياف- لا يحصلون على الخدمات الصحية، لا يعرف أين يذهب بمريضه؟ أين يعالج مريضه، أو جريحه؟ نتج عن هذه معاناة كبيرة جداً، معاناة للمرضى وذويهم، معاناة كبيرة للجرحى وذويهم، أليس هذا هو استهداف عدواني ظالم لأبناء هذا الشعب؟ أليست هذه المأساة صنعها من؟ ألم يصنعها أولئك المعتدون الذين بقنابلهم وصواريخهم وطائراتهم دمِّرت تلك المنشآت الصحية، والكل من أبناء شعبنا قد يعاني نتيجة ذلك على المستوى الصحي، إضافة إلى الضرر الكبير الذي لحق بالقطاع الصحي نتيجة الوضع الاقتصادي، لكن هذا على مستوى الاستهداف المباشر.

الاستهداف للمراكز والمرافق والمنشآت الحكومية بمختلف أشكالها وأنواعها: مجمعات، مؤسسات، مراكز شرطة، سجون، محاكم… كل ما يقدم خدمة لأبناء هذا الشعب، من المراكز الحكومية، والمباني الحكومية، ذات الصلة بمسؤولية تجاه الناس، تجاه أبناء هذا البلد، استهدفت ودمِّر الكثير منها، هل يمكن أن يفعل ذلك من أراد الخير لهذا الشعب، أو من يريد أن يكون في هذا البلد دولة، وحكومة، ومؤسسات دولة، وتقوم بخدمة الشعب، وبالعناية بأبناء البلد، أو أنه هدف مختلف وعكس ذلك تماماً؟ حتى المحاكم، واستشهد البعض من القضاة، وفقدت الكثير من الوثائق في المحاكم، التي فيها قضايا الناس، وبعضها فيها اثباتات لأطراف من المتنازعين والمتخاصمين والمتشاجرين في مختلف قضاياهم، وتضرروا من ذلك.

الاستهداف لمحطات ومولدات الكهرباء، وبالمئات، وطبعاً تضرر الشعب كثيراً نتيجةً لذلك، في المدن حصل ضرر كبير جداً، كثير من الخدمات التي تعتمد على الكهرباء تضررت، وتضرر الناس في أشياء كثيرة، نتيجةً لهذا الاستهداف، وكان بشكل متعمد وواضح، محطة كهربائية في صنعاء تستهدف، محطة كهربائية في صعدة تستهدف، في الحديدة، في محافظة كذا… في مختلف المحافظات، في تعز… في مختلف المحافظات، واستهدفت بشكلٍ واضح، من المتضرر من ذلك؟ هل هو حزب معين؟ هل هي فئة معينة؟ هل جماعة معينة، أم هو ضرر يعاني منه أبناء الشعب بمختلف فئاتهم ومكوناتهم؟ من الذي فعل ذلك؟ ولماذا فعل؟ لأنه أراد أن تحصل تلك المعاناة، لأنه يريد لهذا الشعب أن يعاني، لأنه يجعل من معاناة هذا الشعب وسيلة أمَّل فيها أن يكسر إرادته، وأن يجبره على الاستسلام والخنوع، لأنه عدواني، يتلذذ بمعاناة هذا الشعب، ويرتاح ويسر بمعاناة أبناء هذا البلد.

الاستهداف لخزانات وشبكات المياه، بأكثر من ألفين منشأة وشبكة مياه وخزان مياه تغذي المناطق الآهلة بالسكان، ويستفيد منها المواطنون، طبعاً من يسعى لأن يعاني الناس من العطش، من يسعى لأن يعاني الناس في المدن وفي مناطق مختلفة من الحصول على الماء، من الحصول على الماء، وتصبح مسألة الحصول على الماء مسألة معقدة، وفيها صعوبات كبيرة، وفعلاً حصلت صعوبات كثيرة، سكان العاصمة صنعاء يعرفون حجم المعاناة التي كانوا يعانون منها، الكهرباء من جهة توقف، وأثَّر حتى على مسألة شبكات ومحطات المياه، والاستهداف من جانب آخر، وانعدام الديزل من جانب ثالث، عوامل كلها حوَّلت مسألة الحصول على المياه والصرف الصحي مسألة معقدة جداً، وأصبح الأكثر يعتمدون على الوايات، التي تأتي بالماء مقابل مبالغ معينة، وفي كثير من الحالات يأتي الماء غير صحي ولا مناسب، ومعاناة كبيرة في مختلف المدن نتيجة هذا، من الذي فعل ذلك؟ ولماذا فعل؟

لأنه أراد أن يعاني الجميع، عندما يرى أبناء هذا الشعب وهم يعانون في توفير الماء الذي يشربون، في توفير المياه للمنازل، لحاجتهم للاستخدام المنزلي لها، يرتاح بذلك، عندما يرى الطوابير وهي تجتمع حول خزان ماء، أو وايت ماء، يرتاح بمعاناة هذا الشعب؛ لأنه عدو يكره هذا الشعب، يعادي هذا الشعب، يتلذذ بارتكابه الجرائم بحق هذا الشعب، يرتاح لمأساتنا ومعاناتنا في هذا البلد، لاحظوا كم هم عدوانيون! عدوانيون بشكل عجيب جداً.

من غريب أمرهم فيما يتعلق بقضية الماء: أنهم استهدفوا حتى الحمامات الطبيعية، حمام جارف في بلاد الروس، في محافظة صنعاء، حمام طبيعي، وفيه ماء للاستشفاء، ماء طبيعي ساخن للاستشفاء، استهدفوه.

الاستهداف لشبكات ومحطات الاتصالات: كلنا نعرف أهمية الاتصالات في هذا الزمن، وما تقدمه من خدمة كبيرة للناس في شؤون حياتهم، أصبحت الكثير من شؤون حياة الناس في أمورهم المعيشية والاقتصادية والحياتية معتمدة على الاتصالات، وعبر الاتصالات تختصر الكثير من الأمور، وتنجز الكثير من الأمور، شبكات الاتصالات العامة في هذا البلد، التي يستفيد منها المواطنون بشكلٍ عام، من دون أي تمييز، لا مذهبي، ولا مناطقي، ولا عنصري، أبناء هذا البلد بشكلٍ عام، تم استهدافها بشكل مكثف وبغارات كثيرة، والتدمير لها، وفي أحيان كثيرة بقيت كثيرٌ من المحافظات والمناطق بدون اتصالات، وعانى أهلها الكثير نتيجة ذلك، من الذي فعل ذلك؟ تحالف العدوان، لماذا؟ لأنه أراد أن يعاني الناس في بلدنا، أن يعاني هذا الشعب بكل أبنائه مختلف أنواع المعاناة، أن يعانوا في كل شيء.

الاستهداف للطرق والجسور: جزء كبير من حملة العدو ومن استهدافاته وغاراته ركزت على الطرق بين المحافظات، وعلى الجسور، الجسور الأساسية التي تربط ما بين محافظة وأخرى، أو لها دور أساسي في طريق عام، يصل منطقة بمنطقة، وحصل معاناة كبيرة لأبناء شعبنا نتيجة استهداف الطرق والجسور، على مستوى أمن الطرق، استهدفت الكثير من السيارات، من- كذلك- من وسائل النقل بمختلف أنواعها، استهدفت وهي في الطرقات ذهاباً وإياباً، واستهدفت الجسور والطرق؛ مما أثَّر على حركة السير، وحركة السفر للمواطنين وتنقلاتهم، وأصبح التنقل من محافظة إلى أخرى محفوفاً بالمخاطر؛ نتيجةً للاستهداف الذي يتكرر للسيارات، لوسائل النقل، للمسافرين، وبث الكثير في القنوات الفضائية، مآسٍ مروِّعة جداً.

وحركة النقل أيضاً للمواد الغذائية، والاحتياجات، والإسعاف للمرضى، ولغير ذلك من شؤون حياة الناس المختلفة والمتنوعة، كانت كلها تعاني من الاستهداف بأشكالها، وتعاني أيضاً من هذه المخاطر المستمرة: الشعور دائماً بالخطر واحتمالية الاستهداف، والمعاناة في الطرق التي تصعبت وتعسرت نتيجة ما لحق بها من أضرار كبيرة، مع صعوبة صيانتها في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعاني منها البلد، لماذا فعلوا ذلك؟ سعياً لأن يعاني هذا الشعب، لأن يعاني جميع أبناء هذا البلد.

الاستهداف للأسواق، والمنشآت التجارية، ومخازن الأغذية: طبعاً الاستهداف للأسواق كان يهدف إلى تحقيق غرضين لتحالف العدوان:

الأول: قتل أكبر عدد ممكن من الناس؛ لأن الناس عادةً يزدحمون في الأسواق، وهم يريدون أن يرتكبوا جرائم الإبادة الجماعية بحق أبناء هذا الشعب، يفرحون عندما يلقون قنابلهم في مكان فيه تجمع أكثر؛ لتكون الحصيلة مجزرة مروِّعة، فهم لتنفيذ جرائم الإبادة الجماعية والقتل الجماعي، وقتل أكبر عدد ممكن من الناس، استهدفوا الأسواق؛ لازدحامها بالناس.

وثانياً: لتعطيل حياة الناس، هم يدركون الأهمية الاقتصادية والمعيشية للأسواق بالنسبة للناس، تتوفر فيها احتياجاتهم الغذائية ومختلف اغراضهم لحياتهم، والناس يضطرون عادةً للذهاب إلى الأسواق؛ لتوفير احتياجاتهم، احتياجاتهم الغذائية… احتياجاتهم بمختلف أنواعها، احتياجاتهم الحياتية التي يحتاجون إليها في مختلف شؤون حياتهم، فاستهدافهم لها لإلحاق ضرر شامل بالناس في مختلف شؤون حياتهم، واستمرت وتيرة الاستهداف، وكان هناك مآسٍ كبيرة بمثل هذا النوع من الاستهداف، وارتكب تحالف العدوان فيه أبشع الجرائم، جرائم مروِّعة وبشعة للغاية، ومجازر رهيبة وشنيعة. المنشآت التجارية كذلك، مخازن الأغذية كذلك، وبثت الكثير عنها من المشاهد في القنوات الفضائية التي وثِّقت بالفيديو، وأيضاً المعلومات والإحصائيات والتي أعلنت من الجهات المعنية.

الاستهداف للمناسبات الاجتماعية، في الأعراس، وهذا من أسوأ أشكال الاستهداف، حصل هذا في ذمار، معروفة القصص هذه في ذمار، في حجة، في تعز، في صنعاء، في صعدة، في الجوف، في مأرب… في مختلف المحافظات، الاستهداف للأعراس، الاستهداف للناس وهم يقيمون عرساً، فيحولونه إلى مأتم، إلى عزاء، إلى مأساة، بدلاً من الفرحة يأتي الحزن، ويأتي الأسى، وجرائم بشعة، ولها أشكال وصور مأساوية جداً ومؤلمة جداً، لا يمتلك الإنسان عندما يشاهد إلَّا أن يشعر بعميق الحزن والأسى، وفي أكثر الأحيان لا يتمالك الإنسان نفسه إلا أن يبكي، مشاعره الإنسانية تفيض وتجبره على البكاء، مشهد العرس في بني قيس في حجة ألم يكن مأساوياً؟ مشاهد أعراس استهدفها العدوان بقنابله، أي إجرامية هذه؟! أي مستوى من التوحش يجعلهم يفعلون ذلك؟! هل يمكن أن يشرعن ذلك شيء، أن يبرر ذلك شيء، أن يكون ذلك لأهداف لمصلحة هذا لبلد، أن يكون لخدمة هذا الشعب؟! هل الخدمات التي تقدمونها لهذا الشعب هي بهذا الشكل وعلى هذا النحو؟! وكم هي القصص والحكايات، والتي وثِّق الكثير منها، وبقي البعض منها؛ لم يكن هناك من يوثِّق، وأتت عنها المعلومات والتفاصيل والمشاهد.

وكذلك مناسبات العزاء، من أبرزها: الصالة الكبرى وسط صنعاء، اجتماع بمناسبة عزاء، مناسبة اجتماعية لها حرمتها، وكم هناك يعني من مثل هذه الحالة استهدفت بهدف- كذلك مثلما حالة الأسواق- قتل أكبر عدد ممكن من الناس أثناء تجمعهم، وليزداد العزاء عزاءً، والمأساة مأساةً، جرائم مروعة، كبيرة، بشعة، وحشية، شنيعة جداً، لا يمكن أن تبرر، ولا يمكن أن تشرعن، وبشكل مستمر ومتكرر.

أيضاً الاستهداف لمخيمات النازحين: وتكرر في محافظات متعددة، منها في محافظة حجة، ومحافظات أخرى، وللنازحين أثناء حركتهم وانتقالهم، أو في أماكن يصلون إليها، لو لم يكن بشكل مخيمات، حتى في مساكن، أو مدارس، أو أماكن عادية، أو حتى تحت الأشجار، أو في خيام، يستهدفون، وهناك كثير منها قد- كذلك- نقلت المشاهد المأساوية عنه وبثت، ووثقت المعلومات عنه، وحشية وإجرام، النازح نزح نتيجةً للعدوان إلى منطقة أخرى، ثم يأتون فيكملون المجزرة.

الاستهداف للمعالم الأثرية، والمدن الأثرية: وتكرر هذا في صنعاء، وفي الجوف، وفي تعز، وفي الحديدة… وفي محافظات مختلفة، صنعاء القديمة كم فيها من جرائم استهداف وتدمير وغارات إلى داخلها، صعدة القديمة، معالم أثرية في الجوف قديمة جداً، معالم أثرية في تعز، معالم أثرية في الحديدة، دمِّرت، ومساجد أثرية دمِّرت واستهدفت، ومقابر أثرية، ومقابر من هذا العصر، حتى الأموات في قبورهم، أتت القنابل لاستهدافهم، أي وحشية؟! أي رعونة؟! أي إجرام هذا؟! ما الذي يمكن أن يبرر مثل هذا النوع من الاستهداف، أو يشرعنه؟ لا شيء، هذا يكشف حقيقة هذا العدوان، هوية هذا العدوان، وأهدافه الحقيقية، أهدافه الحقيقية: تدمير شامل وممنهج ومنظَّم يستهدف ويطال كل شيء في هذا البلد.

الاستهداف للصيادين: من الجرائم التي ركَّز عليها تحالف العدوان من بداية الأمر وإلى الي

مشاركة الخبر: نص كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الذكرى السادسة لليوم الوطني للصمود بوجه العدوان 2021 – 1442هـ على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

عمرو يوسف لـ سيدتي تعليقات الجمهور هي أكثر ما أسعدني بعد عرض فيلم شقو

عمرو يوسف لـ سيدتي تعليقات الجمهور هي أكثر ما أسعدني بعد عرض فيلم شقو

منذُ 47 دقائق

عمرو يوسف ل سيدتي تعليقات الجمهور هي أكثر ما أسعدني بعد عرض فيلم...

فيلم رحلة 404 يفوز بجائزة أفضل فيلم مصري في ختام مهرجان أسوان

فيلم رحلة 404 يفوز بجائزة أفضل فيلم مصري في ختام مهرجان أسوان

منذُ 47 دقائق

فيلم رحلة 404 يفوز بجائزة أفضل فيلم مصري في ختام مهرجان...

الجوائز الكاملة للدورة الثامنة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة 2024بالفيديو خاص سيدتي

الجوائز الكاملة للدورة الثامنة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة 20...

منذُ 47 دقائق

الجوائز الكاملة للدورة الثامنة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة 2024بالفيديو خاص...

ثلاث عمليات عسكرية يمنية ضد أهداف عدوانية

ثلاث عمليات عسكرية يمنية ضد أهداف عدوانية

منذُ 47 دقائق

أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ ثلاث عمليات...

أمطار غزيرة تحذير من الصواعق والانهيارات
أمطار غزيرة تحذير من الصواعق والانهيارات
منذُ 47 دقائق

أمطار غزيرة وسيول تحذير من الصواعق...

ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34305
ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34305
منذُ 47 دقائق

ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 202 يوم إلى 34 ألفا و305 شهداء و77 ألفا و293...

widgets إقراء أيضاً من الحقيقة . نت

مناورة عسكرية للمنطقة المركزية وحفل تخرج دفعة معركة الجهاد المقدس
معادلة جديدة خسائر الاقتصاد البريطاني تتواصل جراء العمليات اليمنية في البحر الأحمر هبوط المبيعات لشركات في لندن
بالستيات العاطفي المرعبة للعاصفةبقلمعبدالفتاح علي البنوس
معرض شهداء بذمار فريد من نوعه