NYT: تلميحات لـ"دور سعودي" بقضية الأمير حمزة
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن هناك تلميحات عن دور سعودي في أزمة الأمير حمزة بن الحسين في الأردن.
وأوضحت في تقرير لها ترجمته "عربي21" أن المواجهة بين الملك عبد الله، وأخيه غير الشقيق الأمير حمزة "لم تكن مجرد دسيسة في القصر"، وأن هناك تلميحات عن تدخل سعودي.
"نيويورك تايمز"، قالت إن ثلاثة مصادر اطلعت على التحقيقات التي أجرتها المخابرات الأردنية في قضية الأمير حمزة، وأجمعوا على أن الأمير حمزة، ورئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله (مستشار محمد بن سلمان حاليا)، "تآمرا مع وجهاء في العشائر الأردنية لإثارة اضطرابات في المملكة".
وألمحت الصحيفة نقلا عن المصادر الثلاثة قولهم إن باسم عوض الله أشار إلى الأمير حمزة في عدة أمور، بينها توجيهه في بعض تغريداته عبر "تويتر".
وأضافت أن عوض الله تواصل مع شخصيات أردنية معارضة في الخارج، وشخصيات سعودية.
وأكد الأشخاص الثلاثة أن الحكومة السعودية طلبت بالفعل من الأردن الإفراج عن عوض الله، وذلك عن طريق الوفد الذي زار الأردن برئاسة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان.
وكشفت الصحيفة عن أحد هذه المصادر الثلاثة، وهو الموظف السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بروس ريدل، والذي عمل لسنوات كضابط اتصال مع وكالات استخبارات في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضا: كاتب أردني: امتثال الأمير حمزة لا يعفيه من تبعات "التورط الكامل"
تعقيد بالمشهد
نقلت الصحيفة عن النائب السابق خالد رمضان، قوله إن أزمة الأمير حمزة تسبب في اهتزاز شعار "الأمن والأمان"، وأظهر هشاشة واضحة.
وتابع أن الأمير حمزة لم يختلق أحاديث غير صحيحة مع شيوخ العشائر عن أوضاع الأردن، وما فعله هو "استغلال لهذه الظروف".
الخبير السياسي عامر السبايلة، ذهب إلى التحليل القائل إن الأزمة أبرزت الأمير حمزة بشكل كبير ولم تقصيه.
وأضاف: "لا يمكننا القول إن حمزة خرج من المشهد السياسي، الآن هو حقيقة يجب التعامل معها.
وبعد سرد لتسلسل أحداث ما جرى منذ بداية الأزمة، أكدت "نيويورك تايمز" أن الموقف الغربي من الأردن لا يزال متمسكا بضرورة بقاء البلد الواقع بين سوريا والعراق وفلسطين المحتلة مستقرا، لا سيما أنه شريك رئيسي للولايات المتحدة التي أكدت على هذا الموقف من خلال اتصالين للرئيس جو بايدن، ووزير خارجيته أنطوني بلينكن بالملك عبد الله الثاني
إضعاف العشائر
تقول الصحيفة إن ما حدث مع الأمير حمزة لا يعكس فقط أزمة داخلية في الأسرة الهاشمية الحاكمة، بل يصوّر إضعافا حقيقيا لدور العشائر التي كان لها دور رئيسي في تأسيس المملكة التي تحتفل هذا العام بمئويتها الأولى.
فبعد اعتقال مقربين من الأمير من كبرى عشائر الأردن، عددا منهم من عشيرة المجالي في الكرك (جنوب)، وآخر من أبو حماد (سحاب قرب عمّان)، وآخر من عشيرة الفايز (بني صخر)، أوضحت "نيويورك تايمز" أن قوة العشائر في الأردن لم تعد كما السابق.
وأعادت الصحيفة بعض أسباب تلاشي نفوذ العشائر إلى تسعينات القرن الماضي، مع بدء توجه الأردن نحو الخصخصة، وبيع أصول الدولة، وغيرها من القرارات الاقتصادية التي أثرت على السياسات الداخلية كثيرا.
وكانت المملكة الأردنية الهاشمية عند تأسيسها منحت العشائر أراض، ونفوذ داخل أجهزة الدولة.
نقلت "نيويورك تايمز" عن هشام المجالي، أحد شيوخ العشيرة التي تعرض عدد من أفرادها للاعتقال خلال الأيام الماضية: "متخذو القرارات يبدو أنهم لا يفهمون تقاليدنا".
اقرأ أيضا: تعرّف إلى أسرة الحكم بالأردن.. مواقف مثيرة سبقت قضية حمزة
"حامل لواء المهمشين"
قالت "نيويورك تايمز" إن الأمير حمزة لعب دور الدفاع عن المهمشين والمتضررين من الفساد في الأردن خلال السنوات الماضية.
وتابعت أن هذا الدور الذي لعبه الأمير حمزة تسبب في التوتر بالعلاقة بينه وبين الملك عبد الله الثانية، مشيرة إلى أن الأمير حمزة طلب أيضا في السابق من أخيه أن ينصبه قائدا للقوات المسلحة (الجيش)، إلا أن طلبه قوبل بالرفض.
وتابعت أنه بعد سنوات من عزله من منصب ولي العهد في 2004، بدأ الأمير حمزة تدريجيا بالتخلي عن حذره في نقد سياسات الدولة الأردنية، ودعا علنا إلى محاسبة الفاسدين. وعلقت الصحيفة: "بغض النظر عمّا إذا كان الأمير حمزة صادقا، فإن الإحباط بالجو العام الذي تحدث عنه كان حقيقيا.
وقالت نقلا عن مسؤولين أردنيين إن قرار عزل الأمير حمزة "حطّمه"، إذ أن فصاحة لسانه ودراسته الأكاديمية كانت تسير فيه نحو اعتلاء العرش، قبل أن تتبدد هذه الآمال بتعيين ابن أخيه الأمير حسين بن عبد الله وليا للعهد.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
مشاركة الخبر: NYT: تلميحات لـ"دور سعودي" بقضية الأمير حمزة على وسائل التواصل من نيوز فور مي