أمريكا تتراجع عن بيع أسلحة للتحالف العربي
تراجعت الإدارة الأمريكية عن بيع أسلحة للتحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، اللذان يخوضان حربًا في اليمن.
ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، قوله: “إن الإدارة الأمريكية تعتزم المضي قدماً في بيع أسلحة بقيمة 23 مليار دولار أمريكي للإمارات”.
وأشار إلى أن الصفقة تتضمن مقاتلات من طراز “إف 16″، التي وافقت عليها إدارة الرئيس السابق ترامب، مقابل تطبيع الإمارات علاقاتها مع إسرائيل.
في ذات السياق نقلت صحيفة “نيوريوك تايمز” عن مسؤولين أمريكيين، قولهم: إن إدارة الرئيس بايدن تخطط لتعليق بيع العديد من الأسلحة الهجومية للسعودية.
غير أن الصحيفة الأمريكية استدركت بأن الموافقة ستقتصر على بيع الرياض أسلحة ذات غرض دفاعي فقط، بما في ذلك أسلحة جو – أرض.
يشار إلى أن تعليق بيع صفقات أسلحة للسعودية والإمارات تم من قبل إدارة الرئيس جو بايدن المنتمي للحزب الديمقراطي، والتي أقرت في عهد سلفه الجمهوري ترامب.
ويأتي هذا التراجع بعد دعوة للرئيس بايدن في أحد خطاباته مطلع فبراير الماضي بضرورة وقف الحرب في اليمن، وأن واشنطن ستعمل على وقف دعم العمليات الحربية في البلاد التي مزقتها الحرب، حد تعبيره.
وأعلن بايدن وقتها تعيين السيد تيموثي ليندر كينغ مبعوثاً للادارة الامريكية لإحلال السلام في اليمن.
ويرى محللون عسكريون أن إقدام السعودية على إتمام صفقات أسلحة جديدة؛ يأتي بعد تزايد الهجمات على منشآتها الحيوية من قبل جماعة الحوثي بطائرات مسيرة وصواريخ بالستية.
من جهتها، اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش، يوم الجمعة، تراجع إدارة الرئيس الأمريكي عن تعهدها بإنهاء كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في اليمن بأنه يزيد من المخاطر المستقبلية على المدنيين في هذا البلد.
وقالت المنظمة، في تقرير للباحثة في شؤون اليمن أفراح ناصر، ورئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقي في المنظمة، إن استئناف مبيعات الأسلحة الأمريكية للإمارات “كارثة وتواطؤ أمريكي مع الانتهاكات المستقبلية لهذا البلد”.
وأكّدت في تقريرها، أن الإمارات موجودة ونفوذها داخل اليمن واضح رغم ها سحب معظم قواتها البرية في منتصف 2019، وهناك انتهاكات فظيعة ترتكبها المليشيات المدعومة من الإمارات.
وأضافت: “كان ينبغي لأي إعادة تدقيق في مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الإمارات أن تحدد أن خطر استخدامها لارتكاب انتهاكات لقوانين الحرب مرتفع، لا سيما مع الأدلة على أن التحالف بقيادة السعودية والإمارات استخدم بالفعل أسلحة أمريكية في قصف ألحق الأذى غير القانوني بالمدنيين والمواقع المدنية في اليمن منذ بداية الحرب عام 2015. قد ترقى عديد من هذه الهجمات إلى جرائم حرب”.
وأوضحت أن استئناف مبيعات الأسلحة دون التأكد أولا من أن الإمارات تتخذ خطوات حقيقية نحو المساءلة عن الهجمات غير القانونية السابقة سيخلق وضعاً قد تتكرر فيه هذه الانتهاكات، دون محاسبة أي شخص”.
واختتم أفراح ناصر حديثها، أن “استئناف مبيعات الأسلحة هذه، تخاطر الحكومة الأمريكية مجددا بالتواطؤ في الانتهاكات المستقبلية للإمارات”.
وفي فبراير، أفادت “هيومن رايتس ووتش” عن احتجاز مؤلم لصحفي يمني تعرض للتهديد أولا من مسؤول إماراتي واحتجزته القوات المدعومة إماراتيا وتعرض لسوء المعاملة.
وقبل أيام، أخطر البيت الأبيض الكونغرس بأن الرئيس، جو بايدن، وافق على المضي قدما في صفقة أسلحة مع الإمارات، قيمتها 32 مليار دولار، اتفق عليها سلفه، دونالد ترامب، قبيل انتهاء فترته الرئاسية.
وتشمل صفقة الإمارات عقودا مع شركات جنرال أتوميكس، ولوكهيد مارتن، وريثيون تكنولوجيز، لبيع 50 طائرة من طراز أف-35 و18 طائرة حربية مسيرة، وصواريخ جو – جو، وجو – أرض.
مشاركة الخبر: أمريكا تتراجع عن بيع أسلحة للتحالف العربي على وسائل التواصل من نيوز فور مي