مشاركون بـ"رمضان فى مصر وباكستان": مهتمون بالتركيز على المشترك الثقافى
أقيمت الأمسية الرمضانية "رمضان فى مصر وباكستان"، ضمن مبادرة العلاقات الثقافية الخارجية، التي يقيمها المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، بحضور السفير الباكستاني ساجد إقبال، والسفير فتحي يوسف، ورئيس جمعية الصداقة المصرية الباكستانية، والدكتورة هناء عبد الفتاح أستاذ اللغة الأوردية بجامعة الأزهر، والشيخ إسلام فكري عبد الستار، والشيخ محمود سمير خطاب، وأدار اللقاء الدكتور هشام عزمي.
جانب من الأمسية
وقد بدأت الأمسية بعرض فيلم تسجيلي قصير عن العادات الرمضانية في باكستان، قدم الدكتور هشام عزمي للأمسية مشيرًا إلى أن تلك هي الأمسية الثانية من نوعها في رمضان والرابعة عشرة في مبادرة العلاقات الثقافية الخارجية التي بدأت في سبتمبر الماضي، وأضافت زخمًا إلى الحياة الثقافية، ومعربًا عن سعادته باستضافة دولة صديقة آسيوية إسلامية هي باكستان، وفي الأمسية الماضية كان الضيف هو دولة أندونيسيا، وهي كذلك دولة آسيوية إسلامية، ونحن مهتمون بالتركيز على المشترك الثقافي الإسلامي، وإن كان هذا لا يمنع من فتح المداخلات والملاحظات باب التطرق إلى الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي المشترك بين البلدين.
وقد تحدث السفير الباكستاني عن التاريخ الطويل من التعاون الثقافي بين مصر وباكستان في إطار مؤسسي، منذ وقعت مصر وباكستان اتفاقية ثقافية في نوفمبر 1953، وجددتها عام 2006، ويتم بموجبها برامج تبادل ثقافي، وتتبنى الحكومتان اقتراحًا لتجديد برنامج التبادل الثقافي في المشاركة المقبلة بين وزيري الخارجية في إسلام آباد بعد رمضان.
وقد ألقى إقبال الضوء على نشأة باكستان الحديثة في عام 1947، وإن كانت الأرض والشعب هناك منذ آلاف السنين، فباكستان هي وريث حضارة السند القديمة سنة 3000 قبل الميلاد، التي كانت معاصرة للحضارة المصرية على نهر النيل، وإن لم نكن متأكدين من وجود روابط بين هاتين الحضارتين في ذلك الوقت، ومع ذلك فقد ربط الإسكندر الأكبر بعد ذلك المنطقتين، على الاقل من خلال غزواته.
وقد دخل الإسكندر باكستان عبر ممر خيبر وصعد حتى نهر جيلوم في البنجاب عام 326 قبل الميلاد، قبل عودته إلى مقدونيا في رحلة لم تكتمل.
كما ذكر السفير الباكستاني أن الإسلام وصل إلى البلدين في نفس الوقت تقريبًا، أثناء خلافة عمر رضي الله عنه، وفي التاريخ الحديث قام الشاعر الوطني الباكستاني الدكتور محمد إقبال بزيارة مصر في عام 1931، والتقى المثقفين المصريين والقادة الدينيين والسياسيين والقيادات الطلابية، وتعد أغنية "حديث الروح" التى غنتها كوكب الشرق أم كلثوم من تأليف محمد إقبال وترجمة الصاوى شعلان، ذات دور أساسي في تعريف الجمهور العربي بباكستان وشاعرها العلامة إقبال، وقد منحت الحكومة الباكستانية أم كلثوم نجمة الاستحقاق.
وقد أشاد السفير إقبال بقراء القرآن الكريم المصريين ومدى حفاوة باكستان بهم حكومة وشعبًا، وفي مجال التعليم ألمح إلى برامج تبادل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بين البلدين.
وتحدث الدكتور فتحي يوسف، رئيس جمعية الثقافة المصرية الباكستانية، حول الصداقة التي تجمع البلدين، ومشيرًا إلى الدور الذي يلعبه الأزهر الشريف وجامعته بإرسال أساتذة إلى باكستان، وكذلك من خلال منح للطلبة الباكستانيين في مصر، وقد أنشأت مصر الجامعة الإسلامية في باكستان، ويدرس بها أساتذة مصريون.
وقال الدكتور فتحى يوسف إن معنى باكستان الأرض الطاهرة، وعدد سكانها يتجاوز 205 ملايين نسمة، وهي قوة نووية معلنة، ويعد جيشها السابع على العالم، وقد استقلت باكستان عام 1947، وبدأ الاهتمام فيها بالأدب والثقافة، ويحظى الشعر باحترام كبير في باكستان باللغة الفارسية والأردية، بعد الاستقلال واعتماد الأردية كلغة رسمية للبلاد، وتعد طقوس شهر رمضان من المشتركات بين البلدين، ويحرص الشعبان على إحياء مراسم الشهر الكريم من إفطار جماعي وصلاة القيام، وإطعام الطعام والاهتمام بالفقراء.
وتحدثت الدكتورة هناء عبدالفتاح الأستاذة بجامعة الأزهر عن تجربتها في دولة باكستان حين كانت تعد رسالتها للدكتوراه عام 1999، وهي تعد أول رسالة دكتوراه بإشراف مشترك بين جامعة الأزهر وجامعة إقبال.
وتحدث الشيخ المقرئ إسلام فكري عن زياراته إلى باكستان ومدى الحفاوة التي يلقاها من الجمهور الباكستاني العاشق الاستماع للقرآن الكريم بصوت القراء المصريين، إذ إنهم يعاملون قرَّاء القرآن المصريين معاملتهم للقرآن.
وأكد ذلك الشيخ محمود سمير خطاب، مشيرًا إلى أنه قد سافر إلى باكستان مرات متعدِّدة، فما تلقَّى من أهلها إلا الترحاب الشديد، والحفاوة البالغة، معلنًا عن مدى سعادته بالذهاب إلى باكستان وقضاء وقت ممتع بينهم في حب القرآن الكريم.
مشاركة الخبر: مشاركون بـ"رمضان فى مصر وباكستان": مهتمون بالتركيز على المشترك الثقافى على وسائل التواصل من نيوز فور مي