مناوشات الحدود بين طاجيكستان وقيرغيزيا.. أزمة ورّثها السوفييت
طشقند / بختيار عبد الكريموف/ الأناضول
- بعد الاشتباكات الأخيرة بين طاجيكستان وقيرغيزيا، عادت الخلافات الحدودية في دول آسيا الوسطى إلى الواجهة
- الحدود التي رسمها السوفييت دون النظر للحقائق الاقتصادية والجغرافية والعرقية، تسببت بمشاكل خطيرة بين دول آسيا الوسطى
- "وادي فرغانة" الذي تتقاسمه كل من أوزبكستان وقيرغيزيا وطاجيكستان، هو العامل الرئيسي في النزاعات الحدودية
حوّلت الاشتباكات الحدودية الأخيرة بين طاجيكستان وقيرغيزيا، الأنظار إلى الخلافات الحدودية بين دول آسيا الوسطى التي لم يتم حلها منذ ثلاثة عقود.
يعود تاريخ النزاعات الحدودية بين البلدين إلى فترة استقلالهما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بداية تسعينات القرن الماضي.
وفي الوقت الذي تنتظر فيه تلك المشاكل حلا بين دول آسيا الوسطى التي نالت استقلالها عام 1991، تشهد دول المنطقة من وقت لآخر توترات ومناوشات.
واتبع الاتحاد السوفييتي (1922 - 1991) سياسة فصل شعوب المنطقة التي عاشت سابقا في بقعة جغرافية مشتركة إلى بلدان جديدة، ما أدى إلى تشكل حدود متشابكة بين دول في آسيا الوسطى.
الحدود التي رسمها السوفييت في فترة 1924-1936 دون النظر إلى الحقائق الاقتصادية والجغرافية والعرقية، تسببت في مشاكل خطيرة بين الدول التي ورثت عن السوفييت حدودا معقدة.
وتعد الجيوب التابعة لدولة والواقعة ضمن أراضي دولة ثانية من أهم أسباب النزاعات الحدودية في المنطقة، والتي أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص خلال فترة الثلاثين عاما.
وقد نشبت مواجهات من مايو/أيار إلى يونيو/حزيران 1990، بين الأوزبكيين المقيمين في مدينة "أوش" القرغيزية والقرغيزيين.
وأسفرت هذه المواجهات عن مقتل 300 شخصا وفقًا لمصادر رسمية، وألف شخص بحسب مصادر مستقلة، فضلًا عن إحراق 573 منزلاً ومتجر و89 سيارة.
كما أدّت الأحداث التي وقعت بين الجانبين في يونيو/حزيران 2010، إلى مقتل أكثر من 400 شخصا.
ويعد "وادي فرغانة" الذي تتقاسمه كل من أوزبكستان وقيرغيزيا وطاجيكستان، العامل الرئيسي في النزاعات الحدودية، حيث يوجد في الوادي المكتظ بالسكان ثمانية جيوب يحيط بها أراضي دولة ثانية.
ويوجد 4 جيوب أوزبكية وجيبان طاجيكيان داخل أراضي قرغيزيا، كما يوجد جيب قرغيزي وآخر طاجيكي داخل أوزباكستان.
وتمتد الحدود بين طاجيكستان وقرغيزيا إلى حوالي 971 كيلومترا، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي بقيت عشرات المناطق الحدودية محل نزاع بين البلدين.
وتوصل الجانبان إلى اتفاق بخصوص حوالي 600 كيلومترا، لكنهما لم يتفقا بشأن 70 نقطة حدودية في الجزء المتبقي من الحدود.
وخلال السنوات العشر الماضية وقع أكثر من 150 حالة من التوتر والصراع بين طاجيكستان وقرغيزيا، تسببا بوقوع ضحايا.
وبالإضافة إلى الحدود المتنازع عليها، فإن مشكلة الجيوب الواقعة في "وادي فرغانة" تدفع سكان البلدان الثلاثة إلى المواجهة.
والخميس اندلعت مناوشات بين الجانبين، وأعلنت مصادر قرغيزية أن طاجيكيين فتحوا النار على نقاط حدودية، وردا على ذلك استولت قوات قرغيزية على نقطة حدودية مع طاجيكستان.
وعقب ذلك، قال مجلس الأمن القومي القرغيزي في بيان، إن قوات بلاده سيطرت على نقطة حدودية ردا على قصف نفذته القوات الطاجيكية، وتسبب باندلاع حريق في نقطة حدودية قرغيزية.
وأعلنت وزارة الصحة القرغيزية، أن 13 مواطنا قتلوا وأُصيب أكثر من 130 آخرين خلال النزاع الحدودي مع طاجيكستان، بحسب موقع "روسيا اليوم".
مشاركة الخبر: مناوشات الحدود بين طاجيكستان وقيرغيزيا.. أزمة ورّثها السوفييت على وسائل التواصل من نيوز فور مي