حراك في الأردن حول الإصلاح السياسي وقانون الانتخاب

حراك في الأردن حول الإصلاح السياسي وقانون الانتخاب

تم نشره منذُ 2 سنة،بتاريخ: 05-05-2021 م الساعة 09:49:45 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-609531.html في : اخبار سياسية    بواسطة المصدر : عربي21

يشهد الأردن هذه الأيام حراكا حول الإصلاح السياسي في البلاد، وإعادة النظر في التشريعات الناظمة للحياة السياسية، وخصوصا قانوني الأحزاب والانتخاب، اللذين تعرضا لانتقادات عديدة من قبل شخصيات وطنية ومؤسسات المجتمع المدني.

والثلاثاء؛ أطلق رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز حوارا حول قوانين الإصلاح السياسي مع فعاليات حزبية ونقابية وشبابية ونسوية واجتماعية وجمعيات، سيتضمن سلسلة لقاءات موزعة على محافظات المملكة، تبدأ بالعاصمة عمان.

ويربط مراقبون بين تنامي هذا الحراك الذي يحظى برعاية رسمية، وبين الفعاليات الاحتجاجية التي أقيمت في ذكرى اعتصام 24 آذار، والتي تبعتها أزمة الأمير حمزة التي وصفها الإعلام الرسمي بـ"الفتنة"، وما تداوله مواطنون على هامشها من مقاطع مصورة وتسريبات وتغريدات للأمير ينتقد فيها الأوضاع بالبلاد، ما أثار تساؤلات حول مدى قناعة الدولة الأردنية ذاتيا بضرورة إحداث إصلاح سياسي، وعدم ارتباط هذا الحراك بأحداث مؤقتة، سرعان ما يخبو مع انقضائها.

وكان رئيس مجلس الأعيان قد استهل لقاءه مع الشخصيات الوطنية بالتأكيد على أهمية "تقوية الجبهة الداخلية في وجه المخاطر التي تستهدف أمن ووحدة الأردنيين، من خلال التصدي للفئة الضالة، والتعامل مع تداعيات الفتنة الأخيرة التي وئدت من قبل الملك".

اقرأ أيضا: معلمو الأردن يدعون الملك لفتح "صفحة جديدة" مع نقابتهم



لا بديل عن الإصلاح
الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، مراد العضايلة، الذي حضر اللقاء إلى جانب 75 شخصية وطنية كما قال، رأى أن "ما جرى اليوم لا يمكن أن يسمى حوارا، فقد كانت جلسة استماع عامة لعشرات الأشخاص، مُنح كل واحد منهم وقتا قصيرا للحديث لم يتجاوز الدقيقتين".

وأضاف لـ"عربي21" أن رئيس مجلس الأعيان تحدث عن وجود رغبة لدى الملك بإحداث إصلاح سياسي، لافتا إلى أن من المبكر الحديث عن وجود إرادة إصلاح جادة لدى الحكومة "ما لم نرَ تغييرا حقيقيا على أرض الواقع".

وأكد العضايلة أن "حاجة النظام السياسي للإصلاح أكثر من حاجة المعارضة، فالبلد لا تحتمل اليوم غير الإصلاح"، لافتا إلى أن "السياسات الحكومية خلقت المعارضة الراشدة في البلاد، وحوّلت الشعب الأردني كله إلى معارضة".

وبين أن التفاف الشعب الأردني حول مطالب نقابة المعلمين التي قررت الدولة حل مجلسها، وعدم مشاركة 71 بالمئة من المواطنين في الانتخابات النيابية الأخيرة، يدلان على وجود غضب شعبي تجاه مؤسسات الحكم"، متابعا: "لولا أن الشعب لا زال لديه أمل بأن يحدث إصلاح حقيقي؛ لانزلقت البلاد إلى مرحلة الانفجار الاجتماعي".

وقال العضايلة إن الحديث عن إصلاح اقتصادي دون إصلاح سياسي "كلام فارغ"، مضيفا أن "المطلوب من صانع القرار أن يطوي صفحة الأزمات التي أحدثتها القرارات الحكومية، كأزمتي المعلمين وجماعة الإخوان المسلمين وغيرهما، وأن يرفع القيد عن الحريات العامة، ويتقدم بخطوات إصلاحية حقيقية وعميقة وليست شكلية".

 

اقرأ أيضا: قناة عبرية: مسؤول إسرائيلي زار الأردن سرا والتقى مسؤولين كبارا


من يعيق الإصلاح؟
وكان رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، قد ترأس الاجتماع الأول للجنة الوزارية لتطوير القوانين الناظمة للحياة السياسية، الأربعاء الماضي، حيث أكد أهمية المضي قدما بتطوير القوانين الناظمة للحياة السياسية (...) لا سيما قانون الانتخاب، للوصول إلى ديمقراطية فاعلة وحياة حزبية متطورة.

ولكن مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية، أحمد عوض، شكك في جدية الحكومة بتحقيق إصلاح سياسي في البلاد.

وقال لـ"عربي21" إن الملك وجّه الحكومة لإعادة النظر بالقوانين الناظمة للحياة السياسية، وأصدر العديد من الأوراق النقاشية التي شكلت أساسا للإصلاح؛ إلا أن هناك أصحاب مصالح ومتنفذين يقفون حائلا دون تحقيق هذا الإصلاح؛ لأنهم يرون أنه سيؤدي إلى خسارتهم مصالحهم.

وحول علاقة الحراك السياسي الداخلي بالاحتجاجات الشعبية الذي شهدها شهر مارس/آذار، وما تبعها من اعتقالات على خلفية ما عُرف بـ"قضية الأمير حمزة"؛ اكتفى عوض بالإشارة إلى أن "أي فكرة إصلاحية أو مسار إصلاحي لا يمكن أن يكون معزولا عما يدور حوله من تفاعلات".

ورأى أن "أي إصلاحات تُجرى خارج إطار إجراء تعديلات جوهرية على الدستور والقوانين الناظمة للحياة السياسية التي تمس الحريات الأساسية في المجتمع، وكيفية اختيار المسؤولين الذين يحكموننا؛ ستكون فقط عبارة عن مشاورات ومداولات في صالونات سياسية، ونتائجها لن تجدي نفعا".

وأوضح عوض أن لدى الأردن العديد من المخرجات المهمة لحوارات سابقة، "كمخرجات الأجندة الوطنية، ولجنة الحوار الوطني، والأردن أولا، وكلنا الأردن، وقبلها الميثاق الوطني"، مؤكدا أن "عدم تقبل بنى الدولة العميقة لفكرة الإصلاح الحقيقي؛ سيهدر الوقت في الحوارات دون أن يتم تحقيق إنجاز على الأرض، لتضيع فرصة أخرى من فرص تحقيق الإصلاح السياسي".

 

اقرأ أيضا: وفد أمريكي رفيع يلتقي ملك الأردن ويبحث ملف المفاوضات


قانون الصوت الواحد
وقال نائب رئيس مجلس الأعيان سمير الرفاعي خلال اللقاء مع الشخصيات الوطنية، إنه "حتى الآن؛ لا يوجد قانون انتخاب مثالي يمثل الجميع، حيث ترى الأحزاب أن قانون الصوت الواحد غير ملائم، مع أن بريطانيا تعمل به".

تعقيبا على تصريحات الرفاعي؛ قال عوض إن المشكلة لا تكمن في شكل قانون الانتخاب، وإنما في عدم ترك المجال للأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني كي تعبر عن نفسها بحرية، مستهجنا المقارنة بين قانون الانتخاب في الأردن، وقانون الصوت الواحد في بريطانيا الذي يقسم الدوائر الانتخابية على عدد النواب.

وأوضح محلل سياسي مقيم في لندن، طلب من عربي21 عدم ذكر اسمه، أن بريطانيا تطبق قانون الصوت الواحد الذي يقوم على نظرية "one man one vote"، أي أن لكل شخص صوتا واحدا، "في حين أن الدولة الأردنية أخذت اسم القانون دون مضمونه".

وقال إن عدد مقاعد مجلس العموم البريطاني يبلغ 650 مقعدا، تفرزها 650 دائرة انتخابية، بحيث يتنافس مرشحو كل دائرة على مقعد واحد، وكل ناخب له صوت واحد، لافتا إلى أن كل دائرة انتخابية تحتوي على كثافة سكانية متساوية تقريبا مع الدائرة الأخرى.

وتابع المحلل السياسي: "أما في الأردن فالوضع مختلف تماما، حيث إن الدولة خصصت أربعة مقاعد لدائرة انتخابية واحدة في العاصمة عمّان، وبالتالي حين أريد أن أطبق نظام الصوت الواحد فيجب أن يكون للناخب أربعة أصوات لأربعة مقاعد، وإلا فسيكون نصيب الناخب ربع صوت في حال اختار مرشحا واحدا".

وأضاف أن ثمة مشكلة أخرى متعلقة بالكثافة السكانية، حيث إن الدائرة التي تحوي مليون ناخب في عمّان لها أربعة مقاعد، في حين أن دائرة أخرى في محافظات الجنوب مثلا تحوي سبعة آلاف، لها أربعة مقاعد أيضا، "وهذا يعني انعداما شاملا لعدالة التمثيل داخل البرلمان".

وتجدر الإشارة إلى أن ملك الأردن عبدالله الثاني، قد دعا خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية في كانون الثاني/يناير الماضي، إلى ضرورة إعادة النظر بالقوانين الناظمة للحياة السياسية، كالانتخاب والأحزاب والإدارة المحلية.

مشاركة الخبر: حراك في الأردن حول الإصلاح السياسي وقانون الانتخاب على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

عاصفة ترابية شديدة مفاجئة تضرب أسوان

عاصفة ترابية شديدة مفاجئة تضرب أسوان

منذُ 44 دقائق

ضربت محافظة أسوان مساء اليوم الجمعة عاصفة ترابية مصحوبة بأمطار خفيفة تسببت في انعدام الرؤية نتيجة لارتفاع الأتربة إلى...

دعوات أمريكية لوقف تدخل الشرطة في احتجاجات الطلاب الجامعيين

دعوات أمريكية لوقف تدخل الشرطة في احتجاجات الطلاب الجامعيين

منذُ 45 دقائق

تصاعدت الدعوات لمنح طلبة الجامعات بأمريكا حرية أكبر وإبعاد تدخلات الشرطة وقمعها العنيف...

اجتماع قمة الترويكا المغاربية الرهانات والآفاق

اجتماع قمة الترويكا المغاربية الرهانات والآفاق

منذُ 45 دقائق

عادل بن عبد الله يكتب أمام الواقع الذي يثبت إفلاس اتحاد المغرب العربي قد يبدو التفكير في تكتل إقليمي بديل أمرا مشروعا بل...

دعوات إسرائيلية متزايدة لإقالة هاليفي ونتنياهو عقب استقالة حاليفا

دعوات إسرائيلية متزايدة لإقالة هاليفي ونتنياهو عقب استقالة حاليفا

منذُ 45 دقائق

تشير هذه القراءات الإسرائيلية المتعلقة باستقالة حاليفا والدعوة لإقالة هاليفي أن نتنياهو شخصيا مطالب بأن يتحمل مسؤولية...

سان جيرمان يكشف عن أول المغادرين لصفوفه في فترة الانتقالات المقبلة
سان جيرمان يكشف عن أول المغادرين لصفوفه في فترة الانتقالات المقبلة
منذُ 45 دقائق

أعلن نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم اليوم الجمعة عن اسم أول اللاعبين الراحلين عن صفوف الفريق خلال فترة سوق...

عملية فرار منحوسة لسجناء فنزويليين فتحة الهرب بمكان لا يصدق شاهد
عملية فرار منحوسة لسجناء فنزويليين فتحة الهرب بمكان لا يصدق شاهد
منذُ 45 دقائق

انتهت محاولة هروب لسجناء فنزويليين بالفشل بعد انتهاء فتحة نفق حفروه إلى مركز تدريب...

widgets إقراء أيضاً من عربي21

200 يوم على العدوان | استمرار القتل واتهام أممي للاحتلال بتجويع غزة
تصريح مفاجئ من مدرب فينورد الهولندي حول تدريب ليفربول
من قتل غزة فعلا
الأسير المقدسي مجد بربر