كيف تنقل أموالك للآخرة
في الوقت الذي نودع فيه حاليا صيام شهر رمضان المبارك، نبادر بإخراج زكاة الفطر قبل موعد أداء صلاة عيد الفطر، ولإخراجها في هذا الوقت فضل كبير للصائم والفقير والمجتمع.
وترتبط زكاة الفطر بالأبدان أي أنها واجبة على كل شخص شهد شهر رمضان حتى وإن لم يكن مكلف بالصيام، فهي واجبة على كل مسلم ممن لديهم سعة من المال، فيخرج زكاة فطره عن نفسه وعمن تكفل بنفقتهم إلى الفقراء والمساكين.
وتعد زكاة الفطر مطهرة للصائم عن كل ذنب أو لغو أو نقص في العبادة بناء على ما ورد من ابنِ عَباسٍ رضي الله عنهما حينما قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ". رواه أبو داود وابن ماجه.
وتمحو زكاة الفطر ما قد يرتكبه المسلم في رمضان من منهيات شرعية في صيامه، وتَطهِر هذا الصائم مما يحصل فِي صيامه، كما ان فيها إظهار الشكر للهِ على نعمة إتمام صيام شهر رمضان بخيره الكثير، وتذكر الإنسان في نفس الوقت بمسؤوليته في الإنفاق والشعور بالرحمة والحب والإخاء، وتدربه على العطاء والبذل في سبيل الله.
وتغني زكاة الفطر الفقراء يوم العيد وتوسع عليهم في الرزق، ليسدد كل صاحب دين دينه، ويستطيع كل محتاج قضاء حاجته وإدخال السرور على نفسه وأهل بيته، ليكون العيد يوم فرح وسرور، وتعم البهجة بقدوم العيد على جميع المسلمين .
وبهذا تمثل زكاة الفطر نوعًا من أنواع التكافل الاجتماعي، لنشر المودة والحب بين جميع أفراد وفئات المجتمع، وإزالة الفروق فيستوي الغني والفقير، وتؤدي إلى ترابط المجتمع.
وهكذا نختم شهرنا الكريم بعبادة عظيمة، وركن من أركان الإسلام، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال: ''ما نقصت صدقة من مال".
وكان بعض السلف إذا رأى السائل، أو الفقير المحتاج، قال: "مرحباً بمن ينقل أموالنا من دار الدنيا إلى دار الآخرة".
مشاركة الخبر: كيف تنقل أموالك للآخرة على وسائل التواصل من نيوز فور مي