عاشق عدن و شيخ الشباب ..د. مبارك الخليفة

كتب / عادل صادق الشبحي:

لقبان عرف بهما الأديب العربي د. مبارك حسن خليفة أستاذ النقد واللغة العربية في جامعات عدن والسودان،
عرفته أولا من خلال صحيفة الأيام ونشاطه الأدبي وتعرفت عليه عن قرب في كلية العلوم والتربية عدن أثناء دراستي بها.
كنت مهتما شغوفا باللغة ومحاربا من أجلها ، تأثرت بأساتذتي د.عبده يحيى الدباني الذي قال ذات يوم أمام طلاب القاعة بعد أن أكملت إعراب جملة نحوية طرحها وبعد أن أعجب بماسمعه هل هذا مستواك أيضا في الرياضيات؟ ، وكذلك الأستاذ والصحفي جميل طربوش حيث درست عليهما الأخطاء الإملائية الشائعة ،البناء والإعراب، المنصوبات ، المجرورات والمرفوعات.
كنا ندرس الرياضيات ونحمل غيرة كبيرة على اللغة العربية ونحبها ونستنكر أي عبارة مكتوبة ولو بخطأ وحيد،
كنا ومعي مجموعة من الزملاء والزميلات كلما رأينا الدكتور مبارك الخليفة اعترضنا طريقه للسلام عليه والنقاش معه بمسألة نحوية أو أكثر ، وشخصيا كنت كثير التردد عليه وفي أحد الأيام أمسك بيدي وقال لطلاب اللغة العربية : أتمنى أن تغاروا على اللغة العربية وتحبوها كما يغير عليها طالب الرياضيات هذا ويحبها ، عبارة تتردد كلما تذكرت الدكتور مبارك وموقف لم أنسه أبدا .
أحد أيام رمضان بعد قدومي من السفر لقضاء إجازتي وتحديدا في الساعة الثانية بعد الظهر والحر شديد والشمس حارقة و بعد انقطاع لأكثر من عشر سنوات عن رؤيته، كنت أقود سيارتي بين مستشفى الجمهورية وجامع الخير في خور مكسر شاهدته يسير على قدميه بعكس اتجاهي، كان معي صهري فأوقفت السيارة وتراجعت إليه، نزلت وسلمت عليه وقبلت رأسه بحب وكأنه والدي ، وجدته كما هو محبا مبتسما سألني عن أحوالي وعملي ، و أخبرني بأن ما يزعجه هو اقتراب موعد مفارقته لعدن التي قضى فيها نصف عمره وأعطى لها جل علمه ، عرضت عليه أن يركب السيارة لأقوم بإيصاله للمكان الذي يريده فأبى قائلا : هذا بيتي هنا فقط كنت أتمشى .

اليوم قرأت عنه في حساب الدكتور قاسم المحبشي Qasem Abed Almahbashi وعن تكريمه من قبل حكومة الشارقة التي عودتنا على تكريم الأدباء والمميزين في شتى المجالات.

د. مبارك حسن خليفة أحب عدن بكل جوارحه وعبر عن حبه بعمله وإخلاصه ونشاطه وإبداعاته وكتاباته.

إلى جانب عمله الأكاديمي التعليمي وإشرافه على الرسائل العلمية عرف بالكتابة في الصحف المحلية المعروفة وبمحاولاته لتصويب الأخطاء الشائعة وكذلك مشاركاته المتعددة في معظم القعاليات والأمسيات والمنتديات.

كتب مقالا مؤثرا في عيد ميلاده ال ٧٠ ضمن عنوانه ٤٠ + ٣٠ وكان يقصد السنوات التي عاشها في السودان و عدن.

في أحد تعليقاته على أحد المحلات في صنعاء حسبما أتذكر والذي كان اسمه (محل السلام لبيع الأسلحة) قال أي سلام ينشده صاحب هذا المحل وهو يبيع السلاح؟
أتمنى من الجهات المعنية في عدن وجامعتها أن يوفدوا من يزور الدكتور لتكريمه وهذا أقل شيء يقدم له وهو يعيش الثمانينات من عمره ، نتمنى أن يكون دائما في أطيب حال وأسعد لحظات .
كطلاب ومثقفين في عدن نكن له كل الحب والتقدير ونتذكره دائما بالوفاء والاحترام والإقرار بما قدمه لعدن وجامعتها وأهلها وللحركة الثقافية بشكل عام .
#عادل_الشبحي

مشاركة الخبر: عاشق عدن و شيخ الشباب ..د. مبارك الخليفة على وسائل التواصل من نيوز فور مي