معن بشور يدعو إلى إعادة النظر في "التطبيع" مع الاحتلال
أكد الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور أن ما يجري اليوم في القدس يؤكد أن "التطبيع لم يكن في الماضي والحاضر ولا في المستقبل طريقاً للسلام والازدهار في المنطقة بل مدخلاً للحروب والفتن والإرهاب التي عمّت المنطقة في مناخات السلام المزعوم والتطبيع المشؤوم" .
ورأى بشور في حديث مع "عربي21"، أن صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال "يمثل فرصة لاعادة النظر باتفاقات التطبيع، القديم منها والحديث، وقطع كل علاقة بهذا الكيان العنصري والارهابي، وإغلاق كل سفاراته ومكاتب اتصالاته في العواصم العربية تماماً كما جرى بعد انتفاضة الأقصى المبارك عام 2006، وكما جرى في موريتانيا حين جرف أبناؤها سفارة الكيان في نواكشوط".
ودعا بشور الأنظمة العربية المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي إلى الانسجام مع طموحات شعوبها، وقال: "إذا كان المطّبعون يعتقدون أن هذه الاتفاقات تحميهم في مواقعهم، فهم مخطئون جداً، فما يحميهم هو الانسجام مع إرادة شعوبهم، خصوصاً مع التحولات الضخمة التي تشهدها المنطقة والعالم، فلا الكيان الصهيوني اليوم بقوته التي كان عليها في العقود الماضية، ولا الإدارة الأمريكية هي في قدراتها التي كانت تملكها مع بداية هذه العقود يوم غزت العراق بعد حصار طويل وعملت على تدميره".
وأضاف: "لذلك فإن الفرصة متاحة امامنا كأمة لنغير المعادلات القائمة ونصنع فجراً جديداً لأمتنا والعالم".
كما دعا بشور تيارات الأمة الرئيسية بأجنحتها القومية والإسلامية واليسارية إلى مصالحة تاريخية، وقال: "حين نقول إن القدس تجمعنا وفلسطين توحدنا فهذا ليس شعارا إنه فكرة يجب تحقيقها.. وقد نجح الفلسطينيون في تحقيق وحدة ميدانية شارك فيها كل أبناء الفصائل.. هذه الوحدة يجب أن ننتقل بها إلى أبناء الأمة كلها".
وأضاف: "ما حصل في السنوات العشر الأخيرة من انقسامات يجب أن ينتهي، وكما كان لقاء تيارات الأمة حول العراق وفلسطين ولبنان في مراحل سابقة، فإن ما تتعرض له فلسطين يستوجب مصالحة تاريخية بين تيارات الأمة، حول القدس وفلسطين ومشروع النهضة العربية.. هذه فكرة عملنا من أجلها لسنوات طويلة ونحن اليوم أحوج ما نكون إليها".
وتابع: "المصالحة التاريخية بين تيارات الأمة الرئيسية أولوية عربية ملحة.. أعرف التحفظات التي يراها البعض، لكنني مقتنع تماما أنه لا مفر لأمتنا من التوحد بكل تياراتها وبأن يتجاوز الجميع الحسابات السياسية والأيديولوجية الضيقة من أجل مواجهة القضايا المصيرية التي تجمعنا"، على حد تعبيره.
وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان، اعتداءات تقوم بها قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون، خاصة في منطقة "باب العامود" وحي "الشيخ جراح"، اتسعت في اليومين الأخيرين لتشمل المسجد الأقصى وقطاع غزة، أسفرت عن مئات الإصابات وحالات الاعتقال بين الفلسطينيين.
وكانت إسرائيل قد وقعت بداية من منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي اتفاقات تطبيع مع كل من السودان والمغرب والإمارات والبحرين، لتنضم هذه الدول العربية الأربع إلى الأردن ومصر، اللتين تقيمان علاقات رسمية مع إسرائيل، حيث ترتبطان معها باتفاقيتي سلام منذ 1994 و1979 على الترتيب.
إقرأ أيضا: فلسطين تنتفض في القدس والضفة والـ48 وغزة تطلق الصواريخ
مشاركة الخبر: معن بشور يدعو إلى إعادة النظر في "التطبيع" مع الاحتلال على وسائل التواصل من نيوز فور مي