طقوس ماراثونية
مرّ على العالم رسائل إعلامية كثيرة تحث الناس على الرياضة، لكن الكثير من الرسائل فشلت لأنها عمومية، فتشجع الناس على ممارسة الرياضة وتكتفي بذلك، ولذلك كان من أنجح الحملات ما يسمى couch to 5k أي من الأريكة إلى 5 كيلو مترات، فيها يتدرج الشخص في الرياضة على مدى 9 أسابيع بحيث ينتقل من كونه جالساً بخمول على أريكته إلى شخص يستطيع أن يجري 5 كيلو مترات، وبعض هؤلاء ذابوا في عشق الرياضة وصاروا يجرون مسافات أطول، وبدأ بعضهم يشارك في ماراثونات، وهو شيء جيد، لكن قطعاً لا نريدهم أن يقتربوا من طقوس كايهوغيو، وهي من عجائب الشعوب.
هذه الكلمة تقصد مجموعة من الطقوس يقوم بها رهبان بوذيون في جبل هييه في اليابان، من أشقّ التمارين الرياضية التي اخترعتها عقول البشر، ومن شدتها فإنه لم يستطع إكمالها إلا 46 شخصاً منذ عام 1585م، والوديان حول الجبل ملأى بقبور الرهبان الذين فشلوا في اجتياز الطقوس، فيكون على الراهب إكمال عدد من التحديات الرياضية كل سنة لمدة 7 سنين، وذلك كما يلي: في أول سنة على الراهب أن يجري 40 كيلو متراً في اليوم الواحد لمدة 100 يوم. في السنة الثانية والثالثة نفس الشيء، ثم في السنة الرابعة والخامسة يجري نفس المسافة لكن لفترة 200 يوم، كل يوم يقطع فيها هذه المسافة، ولاحظ أن هذا يعني أن تجري ماراثوناً كل يوم، لأن الطول الرسمي للماراثون هو 42 كيلو متراً. في السنة السادسة تزيد المسافة، فيجري 60 كيلو متراً في اليوم الواحد لمدة 100 يوم، وأخيراً في السنة السابعة يجري 84 كيلو متراً في اليوم الواحد لمدة 100 يوم ومن ثم مئة يوم أخرى يجري فيها 40 كيلو متراً. ليس هذا فقط بل إن السنة الخامسة تتطلب منه أن يقضي تسعة أيام ممتنعاً عن الطعام والماء، فيجلس في المعبد ويتعبد صنمً بوذياً ليلاً ونهاراً، لا يرتاح ولا يفتر، ويرافقه راهبان يمنعانه من النوم، ثم في الساعة الثانية ليلاً يمشي 200 متر ليغترف ماءً يضعه قرباناً أمام صنمه.
ما زاد عن حده انقلب إلى ضده، وهنا ينطبق ذلك على هذه الرياضة المفرطة.
مشاركة الخبر: طقوس ماراثونية على وسائل التواصل من نيوز فور مي