استغلال أزمة كورونا .. جشع التجار يضاعف معاناة المواطنين في عدن

تقرير/ عبداللطيف سالمين

يصارع العالم أمام إنتشار  جائحة فيروس كورونا المستجد بكل إستماتة، وتهرول الدول لحماية أبنائها،
ولكن الوضع في عدن مختلف تماما، حيث شهدت فترة انتشار الفيروس استغلالا للجائحة وبرز الكثير من تجار الأزمات حينها وما زال بعضهم يرمي حبالهم على أعناق الفقراء حتى اليوم.
استغل التجار  الأزمة العالمية لحصد الأموال وتحقيق الثروات دون الاكثرات بمعاناة المواطنين البسطاء، لتنتعش خزائنهم في الأوقات الصعبة التي يعيشها المواطنون.
وبالرغم من  المعاناة التي يعيشها الاهالي في عدن طيلة السنوات الماضية، فإن بعض الجهات استغلت ذلك لتكوين ثروات كبيرة من خلال التجارة في السلع الأساسية للنظافة والتعقيم والأدوية وغيرها.

تضخم جنوني في الأسعار
ام علي إحدى ربات البيوت في مدينة عدن، تحكي عن معاناتها  واستيائها مما أسمته "بتجارة الأزمات"  وعدم  تمكنهم على الحصول على كمامات طبية ومعقمات للبيع بالصيدليات تحسباً لأي طارئ، بل وان الأمر امتد الى راحتها الجسدية كونها تعاني من صداع مزمن وتحتاج لاستخدام الحبات المهدئة بشكل دوري والتي تم مضاعفة اسعارها بشكل جنوني بلغ400% من سعرها الحقيقي هذا أن وجدت بعد جهد كبير.
وتحكي ام علي عن تعودها وبشكل دائم على شراء المعقمات والمهدئات بصورة طبيعية قبل الجائحة وكانت متوفرة بشكل كبير، لكنها وبشكل مفاجئ لم تعد موجودة في الصيدليات في معظم المديريات حيث بحثت عنها ولم تجدها نهائياً، مما جعلها تفهم وتدرك أنها أزمة مفتعلة، حيث شح المعروض من المعقمات أو الكمامات الطبية في الأسواق بشكل مفاجئ.
بدوره يحكي الحاج  سعيد عن رحلته في  البحث عن معقم وكمامات في عدد كبير من الصيدليات بمختلف مديريات عدن،  تحسباً لأي طارئ في ظل انتشار فايروس كورونا المستجد في غالبية دول العالم حينها في بداية الجائحة.
وبين سعيد أن عدداً من الصيدليات استغلت أزمة ‫كورونا وأخفت المعقمات والكمامات في مستودعاتهم حتى ترتفع أسعارها اكثر مما هي عليه ويضاعفون ارباحهم.

طريق مختصر للكسب الطريق 
ما أن انتشرت حالة الخوف والهلع من فيروس كورونا المستجد، حتى وجدت بعض الجهات في ذلك فرصة ذهبية لإستغلال المواطنين وتبرز في عدن حالة من اختفاء الكمامات الطبية والمعقمات وأدوات النظافة والأدوية كالمهدئات وفيتامين  سي من الصيدليات والسوق ومحلات بيع الأدوية والمستلزمات.
ازمة مفتعلة رافقها فيما بعد مع تسجيل اول حالة إصابة رسمية بالجائحة ارتفاعا جنونيا في أسعار الكمامات الطبية والمعقمات التي شهدت ندرة واضحة في المعروض وفق عدد من العاملين في الصيدليات ومحلات بيع أدوات النظافة والمعقمات، الذين برروا ارتفاع الأسعار بزيادة قيمتها من قبل الموردين الأساسيين الذين وجدوا في الأمر طريق مختصر للكسب السريع بحسب قول إحدى الصيدليات في عدن والتي مازالت حتى هذه اللحظة تشعر بالسوء من ما وصفته بطمع و جشع بعض التجار الراغبين باستغلال أزمة انتشار فيروس كورونا الجديد من خلال التكسب منها عبر رفع أسعار الكمامات والمعمقات وادوات النظافة.

  غياب الرقابة الحكومية واحتكار الموردين

سوق الكمامات نال النصيب الأكبر من عملية الاحتكار من قبل الموردين وتجار الجملة، الذين يسعون لاستغلال وباء كورونا.
واكد العاملون في الصيدليات أن بالرغم من تزايد الطلب على شراء الكمامات والمعقمات من قبل المواطنين إلا أنها  اختفت من السوق وشكل  الأمر معضلة كبيرة مرجعين إلى ان الازمة مفتعلة وسببها قيام تجار يمنيين بسحب  الكمامات من السوق، وتصديرها إلى دول أخرى تشهد تفشيا في فيروس كورونا.
وأوضحوا ان  عددا من الموظفين في المنظمات الإنسانية العاملة باليمن قاموا بشراء الكمامات الطبية من سوق الأدوية بشكل كامل باسعار باهضة وهو ما اغرى تجار وأصحاب محلات بيع المستلزمات الطبية ببيعها باسعار تفوق سعرها الحقيقي .

وتسائل الناشط فارس كريم  عن دور الحكومة والسلطة المحلية  في حماية المستهلك مطالبا  بفرض غرامة مالية على كل من يرفع سعر الكمامات والمعقمات واداوت النظافة دون السعر المتعارف عليه بحسب سعر الصرف بين العملة المحلية والدولار.  ‏ وأكد كريم قيام بعض المحلات ببيع كراتين الكمامات بأضعاف اسعارها  إلى ما يصل لاكثر من 600%  مستغلين بذلك أزمة انتشار فيروس كورونا الجديد وخوف الناس وجهل بعضهم بأبجديات الوقاية من المرض.
وطالب كريم الجهات المعنية بتدارك اخطاء الماضي والقيام  بتشكيل فرق لرصد سبب افتعال الأزمات والتلاعب بالاسعار ومعرفة أن كانت هناك جهات تقف خلف ذلك  وسوق سوداء لبيعها فيما بعد بأسعار مرتفعة.
 وشدد كريم على ضرورة قيام الجهات المسؤولة بتكثيف جولاتهم الرقابية واتخاذ العقوبات اللازمة على كل من تسول له نفسه استغلال المواطنين وافتعال الازمات في ظل اوضاع انسانية حرجة وصعبة وغاية في الحساسية.

افتعال الأزمات جريمة إنسانية..متى تنتهي؟   يعد الارتفاع الفاحش في الأسعار جريمة إنسانية بحق المواطن، والذي بات يعيش حالة إنسانية يرثى لها ولم يعد يقوي على التحمل، وباتت غالبية الأسر محدودة الدخل تضطر للجوء إلى الديون التي تكسر ظهر رب الأسرة، أمام صمت الجهات المسؤولة التي لم تمارس أي دور لكبح جماح موجة الأزمات المفتعلة  في كافة الاحتياجات الحياتية اليومية.
ورغم مرارة الواقع مازال لسان حال المواطن المنهك يلقي بسيل من الأسئلة ويبقى السؤال الأبرز، متى أشعر بإنسانيتي في مدينة لم تعد تلقي للإنسان اي بال، ومتى تفيق الجهات المعنية بالأمر من سباتها العميق؟ وتسمع صوت المواطن الذي بح دون أن يستجيب لمعاناته احد.


"تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR - صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا".

مشاركة الخبر: استغلال أزمة كورونا .. جشع التجار يضاعف معاناة المواطنين في عدن على وسائل التواصل من نيوز فور مي