باحث إسرائيلي: سياستنا تجاه حماس جعلتنا رهائن خيارات عدمية
قال كاتب إسرائيلي إن "نتائج معركة غزة منحت حماس مزيدا من نقاط القوة في الساحة الفلسطينية، وراكمت على ما حققته الحركة بعد الانسحاب أحادي الجانب من غزة، حين تلقفت بيديها مفاتيح القطاع، وفي وقت لاحق فازت الحركة في الانتخابات التشريعية، وكان منطق ناخبيها بسيطًا أن الانسحاب الإسرائيلي أثبت أن استراتيجية حماس هي الأجدر، مقابل فشل السلطة الفلسطينية الداعية لتسوية سياسية وتنسيق أمني مع إسرائيل".
وأضاف ماتي شتاينبرغ بمقاله على منتدى التفكير الإقليمي،
ترجمته "عربي21" أن "الانسحاب من غزة هو الخطيئة الأصلية، وشكل بداية
"عقيدة التمايز" السياسية بين غزة حيث تسيطر حماس، والضفة حيث توجد السلطة
الفلسطينية، مما شكل عقبة كأداء أمام إمكانية التوصل لتسوية سياسية تشملهما ككيان سياسي
واحد، ورأت فيها حماس وسيلة لتثبيت حكمها في غزة، واستخدامه رافعة لتوسيع موطئ قدمها
في الضفة الغربية".
وأشار إلى أن "حماس وضعت نصب عينيها إلغاء الانقسام بين
غزة والضفة، وتوسيع سيطرتها هناك، نظرا لحقيقة أن الجمهور الفلسطيني ينظر إلى فتح والسلطة
الفلسطينية على أنها فارغة، وتخدم أمن إسرائيل، وتفترض أن الجيل الأصغر من الفلسطينيين
حتى سن 30 عاما، ويشكلون 60٪ من السكان، عاشوا طفولتهم في الانتفاضة، وولدوا بعدها،
يدركون أن هذه الانتفاضة شكلت تجربة لاذعة مع الاحتلال، وفشل التسوية معه".
وأكد أن "انتقال حماس الى المواجهة العسكرية الأخيرة
دفع للتأكيد على النتائج العملياتية قصيرة المدى في ساحة المعركة، وبهذه الطريقة تم
التعبير عن تفوقها العسكري والتكنولوجي والمادي بشكل حاد، وحاولت الحركة إقناع نفسها
وخصومها، أن النتائج التكتيكية المرئية تضاف لاتجاه استراتيجي ثابت على مدار أيام المعركة
لصالح حماس".
وزعم أن "حماس لا تعتبر حكمها في غزة نهاية تطلعاتها،
وتنوي أن تكون غزة نقطة انطلاق نحو القدس والضفة الغربية كلها، بما في ذلك عرب
1948، وهذا يخدم نهج حماس، مع أنه إذا قامت إسرائيل بعزل غزة عن أي مساعدة ودعم يمكن
استخدامه لأغراض عسكرية، فإن وتيرة الاشتباكات العسكرية مع حماس ستزداد، وفي هذه الحالة
ستكون إسرائيل أمام خيارين متبقيين، كلاهما سيئ في الغالب".
وأضاف أن "أحد الاحتمالات هو الإطاحة بحكم حماس من خلال
احتلال غزة بأكملها، ومثل هذه الخطوة الواسعة ستكون دموية، وستشمل أيضًا رهائن إسرائيليين،
ولاجئين فلسطينيين يسيرون نحو بوابات إسرائيل ومصر، وستثير موجات من المقاومة الإقليمية
والدولية، وتذهب بجميع اتفاقيات التطبيع إلى "البالوعة"، أما إذا نجحت العملية
العسكرية، فإن هذه الخطوة المدمرة ستضيف مسؤولية لإسرائيل عن مليوني فلسطيني".
وأوضح أن "الخيار الثاني هو مواصلة المواجهات، التي
قد تشمل دخولًا أرضيًا، حيث يتنافس الجانبان على من سيدفع خصمه أثمانًا أكبر، رغم أن
استمرار هذا الواقع سيحكم على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بالانقراض الكامل،
وفي الوقت نفسه يوسع سيطرة حماس السياسية والعسكرية لاحقًا عليها، حيث يتم استثمار
الكثير من التفكير في حماس حول كيفية نقل تركيز جهودها العسكرية من غزة إلى الضفة الغربية".
وأوضح أن "حرب غزة الأخيرة أظهرت حقيقتين رئيسيتين حول
انخفاض قيمة الردع الإسرائيلي، أولها أن قذائفها الصاروخية كانت كافية لفضح "بطن
إسرائيل الناعم"، فكيف ستصمد أمام عشرات الآلاف من القذائف الأكثر دقة، ولها رؤوس
حربية أكبر، وثانيها إحجام القيادة الإسرائيلية عن القيام بأي عمل بري".
وأكد أنه "فيما يتعلق بموضوع حماس والقضية الفلسطينية،
فإن إسرائيل عالقة في حلقة مفرغة، وبات محكوم عليها أن تكون رهينة في خيارين سيئين
تمامًا: بين استمرار المواجهات المتسلسلة مع حماس، أو ضرورة احتلال غزة بأكملها، والنتيجة
أننا أنشأنا قواعد "لعبة اللانهاية" هذه بأيدينا".
مشاركة الخبر: باحث إسرائيلي: سياستنا تجاه حماس جعلتنا رهائن خيارات عدمية على وسائل التواصل من نيوز فور مي