طالبان تُلزم مذيعات التلفزيون الأفغانيات بتغطية وجوههن
أمرت حركة طالبان مذيعات التليفزيون الأفغاني والنساء الأخريات اللاتي يظهرن على الشاشات بتغطية وجوههن أثناء البث.
وقال متحدث باسم الشرطة الدينية لبي بي سي إن وسائل الإعلام قد أُبلغت بالمرسوم يوم الأربعاء.
ويأتي هذا القرار بعد أسبوعين من صدور أمر يُلزم جميع النساء بارتداء النقاب في الأماكن العامة وإلا سيواجهن عقوبات.
وتُشدد القيود على النساء حاليا؛ إذ يُمنعن من السفر دون أن يكون معهن محارم، كما أُغلقت المدارس الثانوية للفتيات.
وقالت صحفية أفغانية تعمل في محطة تلفزيونية محلية بالعاصمة كابل، ولم ترغب في الإفصاح عن اسمها، إنها صُدمت لدى سماع آخر الأنباء.
وأضافت لبي بي سي: "إنهم يضعون علينا ضغوطا غير مباشرة حتى يوقفونا عن الظهور عبر الشاشات".
وتابعت متسائلة: "كيف يمكنني قراءة نشرة الأخبار وفمي مغطى؟ لا أعلم ماذا أفعل الآن؟ - يجب عليّ أن أعمل، أنا مَن أعول أسرتي".
وسيسري القرار ابتداءً من يوم 21 مايو/أيار الجاري، بحسب ما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن متحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
منذ أغسطس/آب 2021، رُصدت عودة مذيعات على شاشة محطة تليفزيون طلوع نيوز الأفغانية، مع إحدى المذيعات تجري حوارات مع أعضاء الحركة
ويواجه القرار انتقادات واسعة عبر تويتر، حيث اعتبره كثيرون خطوة أخرى من جانب طالبان على صعيد الترويج للتطرف.
وغردت ناشطة قائلة: "العالم ينشر الأقنعة لحماية الناس من فيروس كورونا، في حين تنشر حركة طالبان الأقنعة لحماية الناس من رؤية وجوه الصحفيات. بالنسبة لحركة طالبان، المرأة عبارة عن مرض".
وعبر تويتر أيضا، نشرت شبكة راديو وتلفزيون شمشاد الخاصة في أفغانستان صورة لإحدى مذيعات الشبكة وهي ترتدي كمامة. كما انتشرت صور أخرى مشابهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي الفترة الأولى من حكم طالبان أفغانستان، في حقبة التسعينيات، أجبرت الحركة النساء في جميع أنحاء البلاد بارتداء البرقع الأفغاني الذي يغطي الجسم كله في الأماكن العامة.
وأزيحت الحركة المتشددة عن السلطة بأيدي تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة بعد غزو أفغانستان عام 2001، وبعد ذلك تخففت قيود كثيرة، حتى أصبح ظهور النساء على الشاشات بوجوههن مكشوفة أمرا اعتياديا.
وبعد استعادتها السلطة في أغسطس/آب الماضي، أرجأت حركة طالبان إصدار قوانين جديدة بشأن ما يجب أن ترتديه المرأة حتى هذا الشهر.
وفي ظل هذا الإرجاء، انتعشت آمال بأن تنتهج طالبان طريقا أكثر تسامحًا مع الشعب الأفغاني.
البُرقع الأفغاني فرضته حركة طالبان في حقبة التسعينيات ولا تزال نساء عديدات ترتدينه حتى اليوم
ولا تزال نساء عديدات يرتدين البرقع الأفغاني، لكن في المدن الكبرى كان قد بات شائعا رؤية نساء مشكوفة وجوههن رغم تغطية رؤوسهن.
لكن في أوائل شهر مايو/أيار، أعلنت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه يجب على جميع النساء تغطية وجوههن في الأماكن العامة، مشيرة إلى أن البرقع سيكون الوسيلة المثالية لتحقيق ذلك.
ويواجه أي شخص يرفض الامتثال لهذه القرارات الآن سلسلة متصاعدة من العقوبات.
ويوضح المرسوم الأخير للحركة أن هذه الأوامر الصادرة عن هؤلاء الحكام بشأن تغطية الوجه تنطبق أيضا على النساء اللائي يظهرن على الشاشة.
وقالت قناة طلوع نيوز الإخبارية إنه "بناء على المعلومات التي تلقتها القناة، فقد صدر الأمر نفسه لجميع وسائل الإعلام في أفغانستان".
جدير بالذكر، أنه وفي معظم دول العالم الإسلامي، لا تعدّ تغطية الوجه للنساء إلزامية، كما أن عدم تغطية المرأة لوجهها في هذه الدول لا يعيقها عن العمل.
وفي أفغانستان، لا تزال نساء تعمل في بعض الوظائف، لا سيما في قطاعَي الصحة والتعليم. لكن نساء كثيرات في أفغانستان أُخبرن بعدم العودة إلى أعمالهن بعد عودة حركة طالبان إلى حكم البلاد.
واشترط دبلوماسيون غربيون استئناف تمويل المشاريع التنموية في أفغانستان وعدم تجميد الأموال الأفغانية في الخارج بتحسين معاملة المرأة.
لكن آمالا كانت قد انتعشت بأن تُظهر طالبان العائدة للسلطة قدرا من التسامح قد تهاوت في ظل مؤشرات على أن العناصر الأكثر تشددا داخل الحركة هي صاحبة اليد العليا.
المصدر: بي بي سي
مشاركة الخبر: طالبان تُلزم مذيعات التلفزيون الأفغانيات بتغطية وجوههن على وسائل التواصل من نيوز فور مي