كييف: الوضع على الجبهة "معقّد"
أقرّ القائد الجديد للجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي امس أنّ الوضع في ساحة المعركة "معقّد للغاية" في أول زيارة له للجبهة، مؤكداً أن كييف تحتاج إلى مزيد من المقاتلين والأسلحة لمواجهة الغزو الروسي.
وقد تزداد الصعوبات التي تواجهها أوكرانيا في الحرب لعدم تلقيها مساعدات عسكرية أميركية إضافية ذات أهمية بالغة لتجديد ترسانتها، بسبب الخلاف بين الإدارة الديموقراطية والجمهوريين في الكونغرس منذ أشهر حول هذه المسألة.
وحذّر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان الأربعاء من أن ذخيرة الجيش الأوكراني بدأت تنفد في ظل عرقلة الجمهوريين حزمة مساعدات ضخمة طلبتها إدارة الرئيس جو بايدن.
وقال "نتلقى بشكل متزايد تقارير عن قيام القوات الأوكرانية بالتقنين في الذخيرة أو حتى نفادها على الخطوط الأمامية فيما تواصل القوات الروسية هجماتها سواء برّا، أو عبر محاولة استنزاف الدفاعات الجوية الأوكرانية".
وشدد على أن حلفاء الولايات المتحدة وأعداءها "يراقبون ذلك عن كثب".
ومع ذلك، يمكن لأوكرانيا أن تعتد بمواصلة إلحاقها خسائر بالأسطول الروسي في البحر الأسود. وأعلن الجيش الأوكراني الأربعاء "تدمير" سفينة حربية روسية قبالة شواطئ شبه جزيرة القرم في البحر الأسود، والتي ضمّتها روسيا عام 2014.
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بما وصفه هجومًا "عزّز الأمن في البحر الأسود ودوافع شعبنا".
بدوره، نوّه حلف شمال الأطلسي بـ"الخسائر الفادحة" التي لحقت بالأسطول الروسي في البحر الأسود، معتبراً ذلك "نجاحاً كبيراً" للقوات الأوكرانية.
لكن ميدانياً، ما زالت استعادة نحو 20 في المئة من الأراضي التي احتلتها موسكو تشكل مهمة شاقة لقوات كييف.
وقال سيرسكي عبر "تلغرام" إنّ "المحتلّين الروس يواصلون زيادة جهودهم كما يفوق عددهم" عدد القوات الأوكرانية، وذلك بينما تكافح أوكرانيا لتجديد صفوف جيشها بعد عامين على بدء الغزو الروسي.
وأضاف "نبذل قصارى جهدنا لمنع العدو من التقدّم في أراضينا وللحفاظ على مواقعنا"، مقراً بأن قواته تواجه صعوبة في صد الهجمات الروسية المتعدّدة في الشرق.
وعُيّن سيرسكي في منصبه الأسبوع الماضي، مع دعوة زيلينسكي إلى "تغييرات" بعد فشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في صيف 2023.
وتوجه سيرسكي برفقة وزير الدفاع رستم أوميروف الى منطقتي أفدييفكا وكوبيانسك حيث يحتدم القتال على الجبهة الشرقية، في زيارته الأولى لهما بعد تعيينه في منصبه.
تزامناً، يواصل الجيش الروسي ضرباته على بلدات أوكرانية قريبة من الجبهة ، حيث أطلق ليل الأربعاء الخميس 26 صاروخًا على أوكرانيا، حسبما أفاد سلاح الجو الأوكراني، فيما قُتلت امرأة تبلغ 66 عامًا في مدينة تشوغويف بمنطقة خاركيف بشمال شرق البلد.
وأكّد الجيش الأوكراني أنه أسقط 13 من أصل الصواريخ الـ26 ، فيما أفاد مكتب المدعي العام بمقتل "امرأة تبلغ 66 عامًا وتدمير مبنى سكني بالكامل" في تشوغويف.
كما قُتل ثلاثة أشخاص هم امرأة تبلغ 36 عاماً وابنها البالغ تسع سنوات وامرأة حامل تبلغ 38 عاماً بقصف روسي طال ليل الثلاثاء الأربعاء مستشفى في مدينة سيليدوفه الواقعة قرب دونيتسك في شرق أوكرانيا، حسبما أفادت السلطات المحلية.
وتواصل أوكرانيا الضغط على حلفائها لتسريع عمليات تسليمها أسلحة وذخائر.
وأعلن زيلينسكي الثلاثاء أنه "ممتن" لأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بعد تبني المجلس الذي تهيمن عليه أغلبية ديموقراطية الثلاثاء مشروع قانون يجيز تخصيص مبلغ 60 مليار دولار لأوكرانيا.
لكن حلفاء الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترمب في مجلس النواب حيث يشكل الجمهوريون الأغلبية، أعلنوا مساء الاثنين رفضهم درس هذا النص بصيغته الحالية. وبدون دعم الجمهوريين، لا يمكن تبني النص.
ودعا بايدن مجلس النواب الثلاثاء الى الموافقة على المشروع، محذّرا من أنه "إذا لم نقف في وجه الطغاة الذين يسعون الى غزو او تقسيم أراضي جيرانهم، فإن العواقب على الأمن القومي الأميركي ستكون وخيمة".
كذلك، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون الكونغرس الأميركي إلى "الوقوف في جانب الحرية".
من جهة اخرى قُتل خمسة أشخاص على الأقلّ وأُصيب 18 بجروح في قصف على مدينة بيلغورود الروسية قرب الحدود مع أوكرانيا، على ما قال حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف الخميس.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي واجهة متجر محطمة محاطة بحطام في المدينة القريبة من الحدود الأوكرانية. وأظهر أحد المقاطع جثة مغطاة ببطانية في مكان قريب.
وقال غلادكوف عبر تلغرام الخميس "بحسب المعلومات الأولية، قُتل خمسة أشخاص في بيلغورود بينهم طفل وأُصيب 18 آخرون بينهم خمسة أطفال".
وأضاف في منشور على حسابه على تلغرام "فرق الإسعاف تنقل الجرحى إلى المراكز الطبية. يتم تقديم كل المساعدة اللازمة لهم".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم اعتراض 14 صاروخًا أطلقها الجيش الأوكراني من نظام إطلاق صواريخ متعدد من طراز "آر إم-70" فوق منطقة بيلغورود.
وتواجه أوكرانيا كل ليلة تقريبًا هجمات جوية تتضمن أحيانا عشرات الصواريخ والمسيرات تستهدف بصورة خاصة المدن.
وترد القوات الأوكرانية منذ عدة أشهر على الضربات الروسية بشن هجمات بالمسيّرات والصواريخ على روسيا موقعة قتلى بين المدنيين. وتستهدف هذه الهجمات بصورة خاصة منطقة بيلغورود الروسية الحدودية.
في 30 كانون الأول/ديسمبر، تعرضت بيلغورود لهجوم أوكراني أسفر عن مقتل 25 شخصاً وإصابة أكثر من مئة. وجاء هذا الهجوم الذي يعدّ الأعنف على الأراضي الروسية منذ بدء الحرب عام 2022، رداً على قصف روسي مكثف طال مدناً أوكرانية.
رجال الإنقاذ يخمدون حريقا في مبنى سكني بعد هجوم صاروخي بمنطقة دونيتسك (أ ف ب)مشاركة الخبر: كييف: الوضع على الجبهة "معقّد" على وسائل التواصل من نيوز فور مي