الطفلة ريماس عفانة تبحث بين ركام غزة عن الذكريات.. دمية ودماء

فوق أكوام من ركام بقايا منزل عائلتها، تسير الطفلة ريماس عفانة (13 عامًا)، بحثًا عن بقايا من ذكرياتها التي دمرتها الحرب الإسرائيلية على غزة والتي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023

بخطوات حذرة ترفع إحدى قدميها الصغيرتين وتضع الأخرى، بين أنقاض منزلها في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ترفع الحجارة بحذر عن دمية صغيرة أهداها إليها والدها العام الماضي بمناسبة عيد ميلادها الـ12.

ورغم تطلع الطفلة، إلى هدية جديدة من والدها في عامها الـ13، لكن الحرب الإسرائيلية على القطاع وقصف منزلها تحوّل إلى كابوس لهذه الفتاة الصغيرة.

وعلى أطلال منزلها، تسترجع الطفلة ذكريات جميلة عاشتها برفقة عائلتها، مشيرة إلى عمها أثناء تجولها بين الركام إلى مكان غرفتها، حيث وجدت ثوباً صغيراً ودمية، تبتسم ريماس منادية لمن حولها: "وجدت هذا، سوف أحتفظ به".

أنقاض غزة .. ذكريات من رماد

في هذا المنزل الذي سحقته إسرائيل تمامًا، لم يتبقَّ سوى دُمى وملابس ممزقة، تتكدس عليها التراب، فيما الباقي تبخر.

لم تكن الطفلة تبحث عن الذكريات فحسب، بل كان هدفها أيضًا توثيق ما فعلته إسرائيل بمنزلها خلال الحرب باستخدام هاتفها الذكي.

أمسكت الطفلة بالهاتف، ووثقت الدمار الذي خلفته إسرائيل في هذا المنزل والمنازل المجاورة، لتحتفظ بهذه السجلات للأجيال القادمة.

قائلة بصوت حزين: "أجد نفسي فوق ركام منزلي بعد أن دمره الاحتلال الإسرائيلي"، مضيفة: "لم أكن أتوقع أبدًا أن يحدث هذا لمنزلي، لقد قضيت 13 عامًا في هذا المنزل، مرَّت بينه أيام سعيدة وحزينة".

وتابعت: "لم أشعر بالفرحة بدخولي سن الـ13 كما يفعل الأطفال الآخرون حول العالم، بسبب الحرب وقصف إسرائيل لمنزلنا"، مشيرة إلى أنها كانت تنتظر عيد ميلادها لتحتفل به في المنزل بين أفراد عائلتها، لكن إسرائيل دمرته ولم يتبقّ فيه سوى الذكريات.

ولم تتخيل عفانة أبدًا أن تجد منزلها مدمرًا، وأن تصبح نازحة ومشردة، حيث ينقصها الدواء والماء والطعام.

وتأمل عفانة من الدول العربية والإسلامية وقف الحرب ونزيف الدماء في قطاع غزة، لما يعانيه من مشاعر نفسية مأساوية وسيئة.

وعلى مقربة من الطفلة عفانة، يقف عمها بين الركام، مشيرًا إلى البيوت التي دمرتها إسرائيل في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة وحجم الدماء وأعداد الشهداء.

ويقدر الرجل الأربعيني عدد المنازل التي دمرتها إسرائيل خلال الحرب على قطاع غزة بالعشرات في مربع واحد، ويذكر أسماء الشهداء الذين سقطوا في هذه الهجمات، قائلًا: "في بداية الحرب، خرجنا من المنزل مع عدد كبير من الجيران إلى مدرسة للنازحين في منطقة مستشفى الإندونيسي شمالي القطاع"، مضيفًا: "عندما كنا في المدرسة، وصلت إلينا أنباء عن قصف منزل أخي وبيوت مجاورة بصواريخ إسرائيلية".

وتابع: "مكثنا في المدرسة لفترة طويلة، وعندما تحسنت الأوضاع قليلًا، عدنا إلى المنزل ووجدنا مربعًا سكنيًّا كاملًا قد دَمّرته الطائرات الحربية، وعلمنا سقوط شهداء وجرحى من جيراننا"، مشيرًا إلى أن "الدمار يحيط بنا في كل مكان، ولا نعرف إلى أين نذهب في ظل الظروف المعيشية الصعبة، حيث لا مياه ولا كهرباء ولا غذاء".

وتساءل عن مصير الأطفال في ظل الحرب على غزة، وعن عدم توفر مسكن آمن لهم.

و أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن عدد النازحين داخل القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بلغ مليوني شخص، موضحًا أن "الاحتلال دمر 70 ألف وحدة سكنية كليًّا، و290 ألف وحدة سكنية دمّرها جزئيًّا، وأصبحت غير صالحة للسكن".

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

(الأناضول، العربي الجديد)

مشاركة الخبر: الطفلة ريماس عفانة تبحث بين ركام غزة عن الذكريات.. دمية ودماء على وسائل التواصل من نيوز فور مي