“قناة السعيدة” وتأصيل الابتذال والقبح!
تعمل قناة السعيدة على الترويج للسُّخف وتأصيل الابتذال والقبح، بداية من مسلسل “همي همك”، حين قدم الثلاثي فلاح الجبوري وفهد القرني ونبيل الآنسي أكثر المسلسلات سذاجة في الدراما اليمنية، وكأن القناة تشترط على منتجي مسلسلاتها أن تكون البهذلة أبرز عناوينها.
قلنا مرارًا إن اعوجاج الفم وتكسير الأسنان و”شقلبة” العيون ليست من متطلبات الأداء الكوميدي ولا التراجيدي، إن ما يجعل العمل الفني كوميديًا هو ما يقدم من مفارقات ومواقف وليس التشوّه الخَلقي للممثلين أو إظهارهم بأسنان مكسرة وأفواه معوجة وملابس غريبة أو أن يقوم الرجال بالأدوار النسائية، لقد استطاع المخرجون الجدد أن يحرروا الدراما اليمنية من ذلك العبث ويعيدوها إلى مكانتها اللائقة. لكن قناة السعيدة تهرب من حفرة فلاح الجبوري لتقع في دحديرة محمد فاروق الذي قدمت له العام الماضي مسلسل “خارج التغطية”، وهو ثاني أسخف مسلسل في الدراما اليمنية بعد همي همك.
هذا العام تعلن القناة عن مسلسل جديد “لقمة حلال”، وتقدمه من خلال هذا الملصق الذي يعكس تصورًا متخلّفًا للفن المفتقر إلى الجمال والإبداع فلا تجده يتحقق إلا من خلال الصورة المشوّهة للممثلين.
إن الممثل الفاشل هو الذي لا يتسطيع التعبير إلا بالمبالغة في تغيير الملامح وتعبيرات الوجه فيغدوا أشبه بمهرج، وهذه هي السمة الأبرز في الأعمال التي تقدمها قناة السعيدة حيث لا تميز بين التهريج والفن.
أعرف أن هناك من سيقول إن الحكم الموضوعي على العمل لا يكون إلا بعد مشاهدته أو على الأقل مشاهدة بعض حلقاته، لكن هذا الملصق الخاص بالمسلسل يعكس تصورًا معينًا للفن ويثير شجونًا، وهو إن كان لا يمثل المسلسل ويعد الحكم عليه في الوقت الحالي حكمًا على ال لا على المسلسل، لكن إظهاره بهذا الشكل له دلالة ويعطي انطباعًا للمشاهد عن طبيعة الخلفية المعرفية التي أنتجته وتقف وراءه، وهي عندنا رؤية معرفية متخلّفة أصّلتها قناة السعيدة ودحباش وفهد القرني ونبيل الآنسي وفلاح الجبوري لا ترى في الفن إلا تهريجًا ولا ترى في الكوميديا والدراما كلها إلا العبث بالشخصيات وتغيير الخلقة والمبالغة في الحركة وتعبيرات الوجه.
The post “قناة السعيدة” وتأصيل الابتذال والقبح! appeared first on بيس هورايزونس.
مشاركة الخبر: “قناة السعيدة” وتأصيل الابتذال والقبح! على وسائل التواصل من نيوز فور مي