الشاعر عبدالله الفقيه لموقع بيس هورايزونس تستطيع القول أني متشائل أرى الواقع وأحلم بتغييره

الشاعر عبدالله الفقيه لموقع “بيس هورايزونس”: تستطيع القول أني متشائل.. أرى الواقع وأحلم بتغييره

تم نشره منذُ 2 شهر،بتاريخ: 07-03-2024 م الساعة 06:09:02 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-2036697.html في : اخبار محلية    بواسطة المصدر : هورايزونس


من مدينة الملك اليمني ذمار بن علي مدينة التاريخ والإبداع اللامتناهي، ومدينة الشاعر الكبير عبدالله البردوني؟ يطل علينا الشاعر عبدالله حمود الفقيه حاملًا أكاليل الورد والشعر ويطلعنا على تجربته الشعرية في هذا الحوار الذي أتمنى أن ينال استحسان القراء والمهتمين بالجانب الابداعي والأدبي..


حوار عزالدين العامري



من هو عبدالله حمود الفقيه الإنسان؟.

أنا وجعُ الناي..
حزنُ الرَّبـابة..
آهِ الكمــــان..
سنيني- منذ الولادة- معزوفة بالصَّبا..
إذا ابتسمت برهة؛ فقليلاً تميل إلى النهاوند..
أردد: “ما تفوتنيش انا وحدي”..
فيجيب الصدى: أأشعلت كل الشموع.. ملأت الكؤوس معتقةً للفراغ؟!
يرد الفراغ: لقد تركوك وحيداً؛
ليظل الصَّبا في الكؤوس تعتقه غانيات أضعن امرأ القيس قبلك..
قال الفراغ:
أضاع صِباك الصَّبا
والقوارير مملوءة بالحنين
إلى امرأة تتمايل بين البَيَاتِ وبين العَجَم.

تقول في قصيدة فراغ النوافذ:

النوافذ مفتوحة للمقابر
ضيعت الأرض عكازها
المصابيح مفقوءة العين
والليل يفقد أحلامه
نستغيث الشوارع:
يا من له فضل نجم
يعيد الطريق إلى خطوها!.

لماذا كل هذه السوداوية في هذه القصيدة؟ وهل أنت متشائم بطبعك أم أن الواقع هو من يفرض نفسه على الشاعر؟.

لست متشائمًا ولا متفائلًا.. تستطيع القول إني متشائل، أرى الواقع وأطمح لتغييره، أحمل حزن الشوارع وأحلامها ورغبتها في الانعتاق من الظلام ومعانقة الضوء، واستنشاق العبير بدل الاختناق بالبارود.
وبالتأكيد لا يمكن أن يظل الكاتب منفصلًا عن الواقع؛ فهو جزء منه، ولا بد أن تكون له انعكاساته الرؤيوية على الكاتب، وتظهر في لغته، وهناك ما يسميه النقاد الوضع السوسيولغوي الذي تتشكل في إطاره النصوص وتتفاعل معه.
وفي الوقت ذاته، لا تربط الشاعر بواقعه علاقة آلية، بل إنتاجية؛ فهو ينتج واقعًا مغايرًا يجمع بين الموجود والمنشود. وبالتالي فالتصوير السوداوي للواقع ليس تشاؤمًا بقدر ما هو رفض تهكمي ساخر لاستمرار الواقع أو تثبيته، بهدف تغييره وتجاوزه.

لمن يقرع الشاعر أجراس الخطر في هذه القصيدة؟.

لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.


تقول في قصيدة ريش وشوك:

قليل من الريش
ليس تكفي المغني
ليرحل صوب السماء البعيدة..

لماذا يريد الشاعر ليرحل بالمغني أو الشاعر صوب السماء البعيدة، هل هذا هروب من الواقع أم حلم بالجديد والأجمل أم ماذا؟.

ليس هروبًا من الواقع، بل التحليق؛ يتوق المغني لامتلاك أجنحته التي تنتف ريشها أشواك الواقع/ السجن، للحرية للانطلاق كالعنقاء، وإعادة تشكيل الموجود بما يتناسب مع طموحاته وأحلامه المنشودة.

في قصيدة استنارة استحضرت العديد من الشخصيات الفلسفية المؤثرة، ماذا يريد الشاعر من استحضار هذه الشخصيات والرموز الكبيرة؟ وماذا تعني لك الفلسفة؟ وهل على الشاعر أن يكون فيلسوفًا أم عليه أن يكون شاعرًا وكفى؟.

يستحضر الشاعر الرموز والعلامات- سواء كانت فلسفية أو دينية أو تاريخية أو أسطورية أو غيرها- لإثراء النص دلاليًا وجماليًا ورؤيويًا.. وليس معنى استحضار رمز من الفلسفة مثلًا أن يكون الشاعر فيلسوفًا..
والفلسفة هي جزء من حياتنا نمارسها بدون أن نعي، فهي رؤيتك للكون والآخرين والأشياء من حولك، وربطك فكريًا بينها..
ولا أدري ما تعني بقولك “شاعر وكفى”..!!
ليس على الشاعر أن يكون أرسطو أو سقراط أو غيرهما. لكن؛ عليه أن يكون ملمًّا بكل ما حوله، عليه أن يقرأ ويتأمل ويشكل رؤاه وأفكاره وعواطفه، وستنعكس في النص تلقائيًا، وهذا الفرق بين شاعر وآخر. ولو تأملت ما يكتبه شعراء كالبردوني والمقالح ودرويش وأمل دنقل وأدونيس وسواهم، ستجد ذلك جليًا، بعكس من ينظم ويجمع الصور ويرصها في نصه، فتبدو مدهشة كوردة بلاستيكية.

حدثنا عن ديوانك الشعري خطى معلقة؟.

هو ديواني الأول، يحوي نصوصًا كتبتها بين 2005 و2012 تقريبًا، وفيه جزء مهم من تجربتي الشعرية.

ما اسم كتابك النقدي الذي تقول إنه تحت الطبع، وعن ماذا يتحدث؟.

قراءة سيميائية في نص “أيّنا يسكر الآن” للشاعر عبدالمجيد التركي.. وهو عبارة عن دراسة في النص على ضوء المنهج السيميائي تتجاوز التنظير إلى التطبيق، وتسلط الضوء على كيفيات وطرائق تشكيل الدلالات في النص الحداثي. وهو في الأصل بحث أشرف عليه الدكتور عبدالعزيز المقالح حين كان يدرسنا مادة “قاعة بحث” في التمهيدي ماجستير.. ولدي مجموعة أخرى من الدراسات النقدية في النتاج الشعري القديم والحديث، أعمل على تنقيحها ومراجعتها وإصدارها في كتاب آملًا أن يكون فيها ما يُستفاد منه.

ما هو الشعر؟ ولماذا الشعر بالذات؟.

الشعر روح الإنسان المتمردة التي تهوى التحليق وترفض الأقفاص، وتحل في كل روح، وهو عينه التي ترى ما لا يُرى.
أما لماذا؟! فهو قدر الله.

تسع سنوات من الحرب هل أثرت على المشهد الشعري؟ وهل أصبح لدينا ما يمكن تسميته بأدب الحرب؟.

الحرب أتت على كل شيء في البلد يا صديقي، وليس فقط على المشهد الشعري والثقافي، الذي ناله نصيب وافر من تأثيراتها السلبية؛ فقد توارت المؤسسات الثقافية ودور الطباعة ولم يعُد هناك حراك ثقافي، وبات المثقفون والمبدعون مشردين في الداخل والخارج، مخنوقين بالأزمات، ولا نافذة لهم سوى مواقع التواصل الاجتماعي التي امتلأت بالغث والسمين، ولا يمكن أن تكون بديلًا عن الفعاليات الثقافية واللقاءات والندوات، التي تسهم في إثراء المشهد وصقل المواهب.. أضف إلى ذلك أنها أنتجت الأسوأ المتمثل في التكتلات والعصبية الحزبية والمذهبية والمناطقية، وجرفت الموجة الكثير من النُّخب والمثقفين والشعراء وحتى وسائل الإعلام والمجلات والدوريات الثقافية..

أما بالنسبة لأدب الحرب؛ فلا شك أن الحرب ستترك تأثيراتها في نفوس الكُتاب وستنعكس في إبداعاتهم، وإن كانت حتى الآن قليلة وغير واضحة في ظل التيه الذي يعيشه المبدعون ويسيطر على حياتهم، وما هو موجود عبارة عن تسجيل للوضع في زمن الحرب ورفض لها، وتفاعلهم معها عاطفي أكثر؛ غير أني أتوقع أن تظهر تدريجيًا- ربما خلال العقد الجاري- كتابات مهمة في هذا المجال (شعرية ونثرية وسردية)؛ إذ ستكون لدى الكُتاب القدرة على التفاعل الرؤيوي مع الحرب ومخلفاتها، وتتشكل لديهم رؤى واعية تجاهها. 

حدثنا عن مدينة الملك ذمار بن علي وعن مبدعيها وعن مبدعي وصاب بشكل خاص؟.

رفدت ذمار اليمن بالعديد من المبدعين في كل مجالات الإبداع، ويكفيها أن منها الشاعر العظيم عبدالله البردوني، وما زالت تتصدر البلاد بالحراك الثقافي، بجهود شبابها ومبدعيها وعلى رأسهم الأستاذ عبده الحودي عبر فرع اتحاد الأدباء ومكتبة البردوني.. 

أما وصاب التي أنجبت الشاعر الكبير محمد بن حمير الوصابي، فبيئتها بيئة إبداع وفيها الكثير من المبدعين الذين أُتيحت لهم الفرصة في الظهور بمجالات متعددة، من بينهم على سبيل التمثيل: طه الجند- إبراهيم طلحة- قحطان شهاب- مبخوت العزي- فارع المُسْلِمي- الدكتور المترجم ربيع ردمان- قائد غيلان- عبدالرقيب مرزاح.

كلمة أخيرة تريد قولها؟.

الشكر الجزيل لك أخي العزيز الأديب المبدع عزالدين..
وأسأل الله أن يزيح ظلام الحرب وظلمتها عن بلادنا الحبيبة وأن يطلع فجرها وتستعيد مجدها وحضارتها.

The post الشاعر عبدالله الفقيه لموقع “بيس هورايزونس”: تستطيع القول أني متشائل.. أرى الواقع وأحلم بتغييره appeared first on بيس هورايزونس.

مشاركة الخبر: الشاعر عبدالله الفقيه لموقع “بيس هورايزونس”: تستطيع القول أني متشائل.. أرى الواقع وأحلم بتغييره على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

عمال الشواطئ في مصر الأزمة الاقتصادية تضرب الأعمال الموسمية

عمال الشواطئ في مصر الأزمة الاقتصادية تضرب الأعمال الموسمية

منذُ 33 دقائق

تتراجع أرباح عمال الشواطئ في مصر مع تراجع القدرة الشرائية للمواطنين وضعف الطلب على العديد من المنتجات الشاطئية وكذا...

قوات درع الوطن تدفع بتعزيزات عسكرية إلى حيفان وعيريم شمال لحج

قوات درع الوطن تدفع بتعزيزات عسكرية إلى حيفان وعيريم شمال لحج

منذُ 33 دقائق

دفعت قوات درع الوطن بتعزيزات عسكرية نحو مناطق التماس في جبهتي حيفان جنوب محافظة تعز وعيريم بمديرية القبيطة شمال محافظة...

اليمن في العتمة نصف السكان يعانون من فقر شديد في الطاقة الكهربائية

اليمن في العتمة نصف السكان يعانون من فقر شديد في الطاقة الكهربائية

منذُ 34 دقائق

يعيش اليمن في العتمة حيث لا تصل التغذية الكهربائية إلى حوالي نصف السكان في العديد من المناطق خاصة النائية منها ما يرفع...

تهريب رؤوس الأموال يرفع سعر الدولار في السودان

تهريب رؤوس الأموال يرفع سعر الدولار في السودان

منذُ 34 دقائق

تسبب وصول الدولار إلى 1750 جنيها سودانيا في ارتفاع حاد طاول أسعار معظم السلع الاستهلاكية الضرورية وسط قلة الصادرات...

إعادة تدوير ملابس الأطفال في إدلب بسبب ارتفاع الأسعار
إعادة تدوير ملابس الأطفال في إدلب بسبب ارتفاع الأسعار
منذُ 34 دقائق

تواجه نازحات حوامل في إدلب عقبات لشراء ملابس للمواليد الجدد بعد ارتفاع أسعارها وسط الفقر وضيق الحال وهو ما دفع...

تراجع الإقبال على عقارات الأردن بعد العدوان على غزة
تراجع الإقبال على عقارات الأردن بعد العدوان على غزة
منذُ 35 دقائق

يستمر انخفاض مشتريات العرب والأجانب على العقارات في الأردن خاصة الأراضي والشقق السكنية بتراجع نسبته 10 في المائة للثلث...

widgets إقراء أيضاً من هورايزونس

مؤسسة وأكاديمية نماء تكرمان خريجي دفعتين في برنامج التأهيل للرخصة الدولية لقيادة الحاسوب
وطن أو لا وطن 1
الكريمي أو الموت
التعليم في اليمن حلول ممكنة وخطة غائبة