ما وراء زيارة مسؤول بارز في "حزب الله" اللبناني إلى الإمارات
قالت أربعة مصادر مقربة من "حزب الله" اللبناني، في حديثها إلى وكالة "رويترز" إنّ وفيق صفا، المسؤول الكبير في الحزب، قام بزيارة تاريخية إلى الإمارات لتسهيل إطلاق سراح أكثر من عشرة مواطنين لبنانيين محتجزين هناك.
ونقلت "رويترز" عن محللين إنّ الزيارة التي جاءت بناء على دعوة من الإمارات قد تشير إلى تحول كبير في العلاقة التي شهدت الكثير من العداء منذ فترة طويلة.
ولم يصدر رد بعد عن وزارة الخارجية الإماراتية على طلبات "رويترز" للتعليق.
ووصف أحد المصادر، الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته، زيارة وفيق صفا بأنها "صفحة جديدة" في العلاقات بين الإمارات و"حزب الله"، الذي تصنفه الولايات المتحدة وحلفاؤها الخليجيون جماعة إرهابية.
وقالت المصادر إنّ صفا سافر إلى الإمارات، أول أمس الثلاثاء. وهو يدير وحدة الارتباط والتنسيق التابعة لـ"حزب الله" المسؤولة عن التنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، ويخضع لـعقوبات أميركية.
وصرحت المصادر الأربعة المطلعة، بأنّ الإمارات أجرت اتصالات مع "حزب الله" برسالة مفادها أنهم يسعون إلى الإفراج عن المحتجزين اللبنانيين الذين يقضي عدد منهم عقوبة السجن المؤبد.
وذكرت المصادر أن المحتجزين أُلقي القبض عليهم بتهم منها تقديم الدعم والتمويل إلى الحزب، ووصفت المصادر التهم بأنها ذات دوافع سياسية.
وأضافت المصادر الأربعة أن المحتجزين سيُفرج عنهم خلال الأيام المقبلة، وسيرافقون صفا في رحلة العودة إلى لبنان.
وقال مصدران إنّ الإمارات طلبت من رئيس النظام السوري بشار الأسد، حليف "حزب الله"، إيصال الرسالة قبل اندلاع حرب غزة.
وذكر مصدر أن الزيارة تشير إلى جهود تخفيف "بعض التوترات الإقليمية"، من دون الخوض في التفاصيل.
وشملت تحركات السياسة الخارجية للإمارات في الأعوام القليلة الماضية إعادة العلاقات مع الأسد، بعد دعمها في السابق الثورة السورية التي انطلقت ضده، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل في 2020.
وبدأت الإمارات بإعادة التواصل مع طهران عام 2019، وأعادت السعودية علاقاتها مع إيران العام الماضي.
ويعكس التوتر بين "حزب الله" والإمارات تنافساً أوسع نطاقاً بين إيران ودول الخليج السُنية، كان قد أجج صراعات منها الحربان في سورية واليمن.
وصنفت الدول الأعضاء الست في مجلس التعاون الخليجي، "حزب الله" كجماعة إرهابية في العام 2016. وفرض المجلس عقوبات عليه عام 2013 لمشاركته في حرب سورية لمصلحة الأسد.
وفي ذروة التوتر الإقليمي في العام 2019، عقب هجوم بطائرة مسيّرة على منشآت نفط سعودية، دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الإمارات والسعودية لوقف الصراع في اليمن لحماية أمنهما.
وقادت الإمارات تحركات العرب لإعادة العلاقات مع الأسد على مدى الأعوام القليلة الماضية. وعاد النظام السوري إلى جامعة الدول العربية العام الماضي، بعد تعليق عضويته لأكثر من عقد.
(رويترز)
مشاركة الخبر: ما وراء زيارة مسؤول بارز في "حزب الله" اللبناني إلى الإمارات على وسائل التواصل من نيوز فور مي