سقيفة بني ساعدة.. المؤتمر الإسلامي الأول في المدينة المنورة
لسقيفة بني ساعدة مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي، فهي أحد المعالم التاريخية التي ارتبطت ارتباطًا مباشرًا بأحداث السيرة النبوية في المدينة المنورة، فكان بها أول مؤتمر إسلامي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الاجتماع اجتمع المهاجرين والأنصار، وحصل النقاش والتشاور حول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختير أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وتمت البيعة فيها، ولكن لم تكن البيعة عامة، بل كانت خاصة بمن حضر يوم السقيفة، وفي يوم الثلاثاء 13/ 3 في السنة الحادية عشرة من الهجرة النبوية الشريفة، توجه أبو بكر الصديق إلى المسجد النبوي، وتمت البيعة العامة، وبذلك تولى الخلافة، وسُميت سقيفة بني ساعدة بذلك الاسم لوقوع السقيفة في منازل بني ساعدة من قبيلة الخزرج التي كانت في بضاعة، وكانت هذه السقيفة داخل مزرعة تتخللها بيوت متفرقة لقبيلة بني ساعدة، داخل البساتين المتجاورة، وبداخل هذه السقيفة مسجدهم، وبئرهم بئر بضاعة، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم في سقيفتهم. أما عن الشكل المعماري للسقيفة فكانت السقائف قديمًا يبنى بها جدار غربي وآخر شرقي وجدار جنوبي باللبن أو بالحجر واللبن، أو بالحجر والآجر، وتفتح نافذة في الجدار الشرقي، وتسقف بخشب الأثل أو خشب النخيل والجريد والحصير، وتبقى الجهة الشمالية مفتوحة لتكون السقيفة باردة صيفًا. وموقعها اليوم في الركن الشمال الغربي من المسجد النبوي، كما يستطيع الزائر التوجه لها مباشرة من المسجد مشيًا على الأقدام، حيث أصبحت اليوم حديقة غناء وأطلق عليها اسم (حديقة السقيفة)، وذلك بجهود من أمانة المدينة المنورة، حيث سمحت بزيارتها والتعرف على مكانتها، ومعرفة الحدث التاريخي العظيم الذي حصل بها، وما نتج من ثمرات طيبة؛ لأنها المكان الذي شيد الإسلام فيه دعائم دولته المثالية «دولة الخلفاء الراشدين» رضوان الله عليهم.
*باحثة دكتوراة في التاريخ
مشاركة الخبر: سقيفة بني ساعدة.. المؤتمر الإسلامي الأول في المدينة المنورة على وسائل التواصل من نيوز فور مي