الكسوف يغير ألوان الملابس.. الأحمر والأخضر والأزرق ستتأثر
إذا كان القارئ يعيش على طول مسار الكسوف الكلي للشمس، الذي سوف يظهر اليوم الاثنين في القارة الأميركية، فإنه سيلاحظ ظواهر غريبة يفرضها الحدث السماوي على كوكب الأرض، من أبرزها تغييرات في كيفية رؤية الناس الألوان مثل الأحمر والأخضر والأزرق.
واليوم الاثنين 8 إبريل/نيسان، سيشهد سكان أميركا الشمالية كسوفاً كلياً للشمس يمر خلاله القمر بين الأرض والشمس، محولاً النهار إلى ظلام في مناطق تمتد من جنوب المحيط الهادئ إلى كندا، مروراً بولايات أميركية عدة ومدن كبرى مثل سان أنطونيو ودالاس.
الكسوف وتأثير بوركينجي
سوف تبدو الألوان، الأحمر والأخضر والأزرق، غريبة اليوم، فأثناء الكسوف تتضاءل شدة الضوء، لذا تبدو الألوان ذات الموجات الأطول، مثل اللون الأحمر، أكثر قتامة. بينما ستتاح الفرصة للألوان ذات الأمواج الأقصر، مثل الأزرق والأخضر، فرصة للتألق. وذلك يرجع جزئياً إلى التغير في الضوء عندما يحجب القمر الشمس، ولكن أيضاً إلى الطريقة التي تتكيف بها أعيننا وأدمغتنا مع هذا التغيير وتفسّره.
وعندما يخفت الضوء، تنتقل أعيننا من الرؤية الضوئية المرتبطة بالخلايا المخروطية في شبكية العين، التي توفر الألوان الكاملة والتفاصيل الدقيقة، نحو الرؤية الليلية السكوبية، التي تعتمد على الخلايا العصوية لاكتشاف الأشياء في الإضاءة المنخفضة. في المنتصف، توجد رؤية متوسطة الحجم، وهي المرحلة الانتقالية حيث تنشط كل من العصي والمخاريط في نفس الوقت.
وتسمى هذا الظاهرة بـ"تأثير بوركينجي"، وقد وُثّقت منذ حوالى 200 عام على يد يوهانس إيفانجيليستا بوركينجي، وهو عالم بوهيمي لاحظ أنه عندما يمر الضوء عبر منشور في ظروف التعتيم، تتحرك النقطة الأكثر سطوعاً، متحولة بعيداً عن اللون الأحمر نحو اللون الأزرق. ودُرس هذا التأثير في السنوات التي تَلَت ذلك، بما في ذلك خلال الكسوف الكلي للشمس لعام 1919، ما أعطى العلماء ملاحظات مهمة تؤكد نظرية ألبرت أينشتاين في النسبية العامة.
وقالت مديرة مختبرات علم الفلك في جامعة فاندربيلت إريكا جروندستروم، لموقع الإذاعة العامة الأميركية، إن هذا التأثير سوف يحدث فقط للأشخاص الموجودين في المسار المركزي للكسوف، وفقط عند وجود الكثير من الأشخاص أو الأشياء الملونة حول المشاهِد، بحيث لن يكفي قميص واحد أحمر أو أخضر لتحفيز تأثير الكسوف هذا على العيون.
ظواهر ضوئية غريبة اليوم
سوف يرى المشاهدون في مسار الكسوف الكلي ظواهر أخرى، بينها "رؤية شعيرات فردية على رأسك في ظلك"، كما توضح وكالة الفضاء الأوروبية. وإذا رأى القارئ ضوء الشمس يأتي من خلال فجوات ضيقة في الأشجار، فقد يلاحظ الكثير من الأهلة الصغيرة، إذ تقول الوكالة إن "الفجوات الصغيرة في الأوراق ستعمل مثل كاميرات متعددة الثقوب، بحيث تسقط صورة الشمس على الأرض".
ويمكن للأشخاص الموجودين في مسار الكسوف أيضاً رؤية وميض غريب يسمى نطاقات الظل. ويشرح موقع إرث سكاي أنه "قبل دقيقة أو دقيقتين من الكلية، قد تتدفق تموجات من الضوء عبر الأرض والجدران حيث يكسر الغلاف الجوي المضطرب للأرض الأشعة الأخيرة من ضوء الشمس". وتشمل التغييرات الأخرى المتوقعة انخفاضاً في درجة الحرارة، وظهور ألوان الغروب والشروق في السماء.
هذا ويُنصح باتخاذ احتياطات لحماية العين عند مشاهدة الكسوف باستخدام نظارات شمسية خاصة، إذ يسبب النظر مباشرة إلى الشمس دون حماية إصابات خطيرة.
مشاركة الخبر: الكسوف يغير ألوان الملابس.. الأحمر والأخضر والأزرق ستتأثر على وسائل التواصل من نيوز فور مي