هجوم جديد بطائرة مسيّرة على محطة زابوريجيا وروسيا تتهم أوكرانيا
تعرّضت محطة زابوريجيا النووية في الجزء الذي تسيطر عليه روسيا من أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، لهجومٍ جديد من طائرة مسيرة، بحسب ما ذكرته وكالة الإعلام الروسية. وجاء الهجوم بعد عشر دقائق فقط من زيارة ممثلين عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن طائرة مسيرة أوكرانية هاجمت محطة زابوريجيا النووية. ونقلت عن إدارة المحطة النووية التي عيّنتها روسيا قولها إن الهجوم استهدف مبنى تابعاً للمحطة يستخدم لأغراض التدريب. وبعد تعرضها للهجوم، تفقّد النائب الأول لمدير ديوان الرئاسة الروسية، سيرغي كيريينكو، محطة زاباروجيا. وأفاد المكتب الإعلامي للمحطة عبر قناته على "تليغرام" بأن كيريينكو الذي سبق له أن عمل مديراً عاماً لمؤسسة روس آتوم المعنية بتشغيل المحطات النووية في روسيا، عقد اجتماعاً تناول قضايا الوضع الحالي للمحطة النووية وضمان الأمن النووي والهجمات الأخيرة بواسطة المسيرات.
من جهته، تحدث مدير المحطة، يوري تشيرنيتشوك، عن الأعمال المتخذة من أجل ضمان التشغيل الآمن للمحطة وخطط تطويرها. وتعرضت محطة زابوريجيا في الأيام الأخيرة لمجموعة من الهجمات، بما فيها هجوم بمسيرات انتحارية وقع أول من أمس الأحد، وألحق ضرراً بغطاء حماية المفاعل الرئيسي. وأفادت روس آتوم بإصابة ثلاثة من موظفي المحطة من دون أن يتغيّر المستوى الإشعاعي فيها.
وفي اليوم التالي، سقطت مسيرة أخرى على سطح وحدة الطاقة السادسة. واليوم، هاجمت مسيرة سطح مبنى مركز التدريب التابع للمحطة. وقد حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، من أن الهجمات على محطة زابوريجيا "تزيد خطر وقوع حادثة نووية كبرى". وتعد المحطة التي وضعت روسيا اليد عليها بعد ضم مقاطعة زابوريجيا الأوكرانية إلى السيادة الروسية بشكل أحادي الجانب في عام 2002 أكبر محطة نووية في أوروبا، وتضم ست وحدات توليد طاقة.
أسلحة إيرانية مصادرة إلى أوكرانيا
في غضون ذلك، زوّدت الولايات المتحدة كييف بأسلحة خفيفة وذخيرة تمّت مصادرتها أثناء نقلها من القوات الإيرانية إلى المتمرّدين الحوثيين في اليمن، وفق ما أعلن الجيش الأميركي الثلاثاء. جاء نقل الأسلحة الأسبوع الماضي في وقت تعاني فيه أوكرانيا نقصاً كبيراً في الذخيرة، وسط عرقلة الكونغرس تقديم مساعدات جديدة، إذ لا يسد احتياجات كييف لمعدات أساسية مثل المدفعية والذخيرة المستخدمة في أنظمة الدفاع الجوي.
وقالت القيادة العسكريّة الأميركيّة الوسطى (سنتكوم) على وسائل التواصل الاجتماعي "نقلت حكومة الولايات المتحدة أكثر من 5000 (سلاح كلاشنيكوف) من طراز أيه كاي-47 ورشاشات وبنادق قناصة وآر بي جي-7 وأكثر من 500 ألف قطعة ذخيرة عيار 7,62 ميليميترات إلى القوات المسلحة الأوكرانية" الأسبوع الماضي. وأضافت أن "هذه الأسلحة ستساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها في مواجهة الغزو الروسي"، وهناك ما يكفي من المعدات لتسليح كتيبة. وأفادت "سنتكوم" بأنه تمّت مصادرة الأسلحة والذخيرة بين مايو/ أيار 2021 وفبراير/ شباط 2023 من أربعة "مراكب لا تنتمي إلى أي دولة" أثناء نقلها من الحرس الثوري الإيراني إلى الحوثيين في اليمن.
وأوضحت أن "الحكومة استحوذت على ملكية هذه الذخائر في الأول من ديسمبر/ كانون الأول عبر المصادرة المدنية من طريق وزارة العدل".
تعليق المساعدات في الكونغرس
وسبق للولايات المتحدة أن قامت بعملية نقل مماثلة لصالح أوكرانيا في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، ووفرت لها 1,1 مليون طلقة من عيار 7,62 ملم كانت قد تمّت مصادرتها في طريقها من القوات الإيرانية الى اليمن. الا أن تقديم المساعدات العسكرية الثقيلة، مثل قذائف المدفعية وذخائر أنظمة الدفاع الجوي ذات الأهمية المحورية في القتال الجاري حالياً، معلّق حتى إشعار آخر بعدما عرقل الجمهوريون في مجلس النواب منذ العام الماضي إقرار حزمة دعم بقيمة 60 مليار دولار طلبتها إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن لأوكرانيا. ودفع تعليق المساعدات الأميركية قوات كييف إلى تقنين استخدامها للذخيرة، في ظل الغموض يكتنف موعد استئناف الولايات المتحدة الدعم العسكري.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت تقديم مساعدات بقيمة 300 مليون دولار في مارس/ آذار، كانت الأولى منذ ديسمبر. لكن واشنطن حذّرت من أن هذه الحزمة التي تضمنت قذائف مدفعية وذخائر لأنظمة الدفاع الجوي وتلك المضادة للدروع، ستنفد سريعاً. ومولت هذه الحزمة باستخدام أموال وفّرها الكونغرس على مشتريات أخرى، ما سمح للإدارة الأميركية بتقديم دعم لأوكرانيا رغم المأزق في الكونغرس. والولايات المتحدة أكبر الداعمين الغربيين لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/ شباط 2022، وقدّمت لها عشرات المليارات من الدولارات.
(العربي الجديد، رويترز، فرانس برس)
مشاركة الخبر: هجوم جديد بطائرة مسيّرة على محطة زابوريجيا وروسيا تتهم أوكرانيا على وسائل التواصل من نيوز فور مي