إشكاليات مجتمعنا العربي والإسلامي هل يتعلق الأمر بالإنسان أم بجمود العقل

إشكاليات مجتمعنا العربي والإسلامي.. هل يتعلق الأمر بالإنسان أم بجمود العقل؟

تم نشره منذُ 7 شهر،بتاريخ: 14-04-2024 م الساعة 06:38:09 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-2068901.html في : اخبار محلية    بواسطة المصدر : هورايزونس


كتب: محمد شمسان


تتصدر مجموعة القيمة الدينية والإنسانية أحاديثنا وخطابتنا وتكاد تكون شبه منعدمه في سلوكياتنا اليومية..
نبالغ بالحديث عن الديمقراطية والحريات ونحن أكثر من يعاني من استبداد بعضنا ببعض، نقضي معظم أوقاتنا بالعمل ونسبة الإنتاج لدينا لا تتجاوز 30 بالمئة.
بلداننا وأراضينا غنية بالثروات الطبيعية والمادية، ونحن من أكثر شعوب الأرض فقرًا.
تتوفر في مجتمعاتنا الكثير من فرص العمل وفي مجالات مختلفة، ومعظمنا يسعى للهجرة إلى أوروبا وأمريكا.

نبالغ بالحديث على المرأة والحرص عليها بدواعي الشرف والرجولة ونحن في طليعة منتهكي حقوقها وخصوصياتها..
دائمًا ما نؤكد على ضرورة إعطاء الحقوق لأصحابها ونحن من أشد المجتمعات احتياجًا لها.
تتجلى ظاهرة التدين لدينا في إقامة الشعائر الدينية وتغيب في تعاملاتنا البينية.
نكثر من الحديث عن التطورات التقنية والعلمية ونحن من أشد المجتمعات افتقارًا للتعامل معها وابتكارها..
نتفق على حرمة سفك الدماء، والحروب في أوطاننا ومجتمعاتنا لا تتوقف على مدى قرون من الزمن.

نحرم ونرفض ونهاجم أي ابتكار تقني أو صناعي أو علمي جديد ونكون آخر من يستفيد منه ويستخدمه (العمليات القيصرية، اللقاحات، أطفال الأنابيب، التلفزيون، طبق البث الاذاعي والتلفزيوني، التلفون، و الانترنت.. وغيرها).
غالبًا ما تكون الاستفادة والمعرفة لدينا، من التقنيات والبرامج والتطبيقات الإلكترونية والصناعات الحديثة صفر، وربما تكون نسبة الاستخدام السيء لتلك الأشياء لدينا 50 بالمئة.
قدراتنا على نقد الآخر عالية ومتفوقة، بينما نسبة النقد الذاتي لدينا  لا تتجاوز 15 بالمئة.

نكاد نكون نحن من أكثر المجتمعات والشعوب قراءة واطلاعًا وانتاجًا للفكر الأدبي والثقافي المتنوع، ونكاد نكون أيضًا من أقلها فهمًا واستيعابًا وفي بعض الحالات حتى لما نكتبه نحن أو بعضنا
في الغالب نسعى إلى إقامة الحجة على غيرنا اذا كان الحق لنا، وإذا كان علينا نقدم الكثير من التبريرات والحجج لتبرئة أنفسنا ومواقفنا وأفعالنا وحتى تناقضاتنا.

نطيل الحديث عن المشكلة وأسبابها ونتائجها، وفي الغالب نعجز عن تقديم الحلول المناسبة لها.
نبادر إلى نقد الخطأ ونبالغ في توجيه اللوم لصاحبه، وفي الغالب نتحاشى توجيهه إلى الصواب..
نسارع إلى مهاجمة من يقدم رأيًا أو توصيفًا أو فكرًا أو فكرة  – مغايرًا أو مغايرة – لما نعتقده ، وفي الغالب نكون غير قادرين على تقديم الطرح المناسب أو البديل عن ذلك.
معظمنا لا يريد الاعتراف بالخطأ إلا إذا تأكد من عدم معاقبته على ذلك.

هناك البعض منا من يسعى للأمر بالمعروف أو للنهي عن المنكر تحت مبرر الحرص على الدين وفرض ذلك على الآخر، وهو يعي مسبقًا أن النتيجة ستكون منكرًا أكبر يسبب الأذى له أو للاخرين.
أحكامنا ومواقفنا العاطفية تسبق الأحكام والمواقف العقلية، ولذا تأتي معظمها بنتائج سلبية أو عكسية.
في الغالب نكون قادرين على حل وتوصيف مشاكل الآخرين وتقديم النصائح والاستشارات المناسبة لذلك، ويكون الفرد منا غير قادر على حل وتوصيف مشاكله الشخصية والاستفادة من تجارب الآخرين ومما يقدم له من نصائح وارشادات.

يروق لمعظمنا التدخل والافراط في انتهاك خصوصيات الآخرين، وينزعج من تدخل الآخرين في خصوصياته.
في الغالب لا نستطيع أن نفرق بين الحقيقة كأساس ومبدأ نحتكم إليه، وبين رأي ومواقف الأغلبية منا، فنذهب مع الأغلبية..

نحاول بكل إمكانياتنا أن نفرض ما نريده من آراء ومعتقدات وثقافات وعادات وتقاليد على غيرنا من الشعوب والأمم، وإن تأثر أحدنا بآراء ومعتقدات وثقافات وعادات وتقاليد تلك الشعوب أو الأمم وحتى وإن كانت إيجابية وحضارية وإنسانية، فإننا نتهمه بالخيانة والعمالة والكفر أحيانًا.

نتحدث عن تطور الشعوب والأمم الاخرى وتقدمها في كل المجالات وتقوم حياتنا كلها على انتاجاتهم وصناعاتهم وابتكاراتهم وحتى على معوناتهم وخبراتهم وتجاربهم ومساعداتهم واداراتهم ونظرياتهم، ورغم ذلك نؤكد أننا أفضل منهم وأكرم منهم وأقرب واعز منهم إلى الله.
نريد أن يعرف العالم أننا أصحاب حضارات وتاريخ، وننكر على الآخر حضارته وتاريخه.
نتقن سرد وتوصيف تاريخنا وحضارتنا ونعتز بموروثنا التاريخي والأثري، ولا نستطيع الاستفادة من ذلك في تطوير واقعنا وبناء مستقبلنا.

نعتقد أننا أمة مستهدفة ونستعدي كل الأمم المخالفة لمعتقاداتنا ونتهم الآخرين وبالتحديد الغرب بأنه يتآمر علينا ويكيد لنا ويسعى إلى تدميرنا إلحاق الأذى بنا، ومع ذلك نتقاتل فيما بيننا ونصنع الأزمات والمشاكل والعراقيل لبعضنا ونرفض تقديم التنازلات لبعضنا البعض، ثم نناشد الغرب والعالم التدخل لوقف الانتهاكات التي نمارسها ضد بعضنا البعض ونطلب منه ان يكون محايدًا ليحكم بيننا، وفي الغالب يسعى البعض منا للإستقواء به على البعض الآخر منا.
نؤمن بالشراكة فيما يخص حقوق الآخرين وفيما يخص حقوقنا فإننا نعتبرها ملكية وحقوق خاصة.

نوصي بعضنا بالتحلي بالصبر وضبط النفس عن وحدوث مشكلة أو مصيبة، وعندما يتلق الأمر بالفرد منا ينسى أو ربما يرفض ذلك تمامًا
والحديث يطول في ذلك.

The post إشكاليات مجتمعنا العربي والإسلامي.. هل يتعلق الأمر بالإنسان أم بجمود العقل؟ appeared first on بيس هورايزونس.

مشاركة الخبر: إشكاليات مجتمعنا العربي والإسلامي.. هل يتعلق الأمر بالإنسان أم بجمود العقل؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

اليوم العالمى للتليفزيون أقرته الأمم المتحدة تقديرا لدوره الكبير

اليوم العالمى للتليفزيون أقرته الأمم المتحدة تقديرا لدوره الكبير

منذُ 21 ساعة

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمى للتليفزيون وهى مناسبة عالمية أقرتها الأمم المتحدة فى ذكرى إحياء أول منتدى عالمى...

جولات وزير الثقافة فى متاحف قطاع الفنون التشكيلية ما أبرز توصياته

جولات وزير الثقافة فى متاحف قطاع الفنون التشكيلية ما أبرز توصياته

منذُ 21 ساعة

في إطار حرص وزارة الثقافة على الحفاظ على التراث الفنى المصرى اجرى الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة جولات تفقدية فى العديد...

بيع لوحة للفنان الفرنسى الشهير كلود مونيه بـ 655 مليون دولار بمزاد نيويورك

بيع لوحة للفنان الفرنسى الشهير كلود مونيه بـ 655 مليون دولار بمزاد نيو...

منذُ 21 ساعة

حققت لوحة بعنوان نيمفياس 191417 للفنان كلود مونيه مبلغ قدره 655 مليون دولار مع الرسوم من ضمن مبيعات المقتنيات الفنية لرائدة...

اكتشاف آثار قناة مائية رومانية كانت تزود دورنوفاريا بالمياه فى بريطانيا

اكتشاف آثار قناة مائية رومانية كانت تزود دورنوفاريا بالمياه فى بريطاني...

منذُ 21 ساعة

اكتشف علماء آثار من جامعة بورنموث آثار قناة دورشيستر أحد أطول المجارى المائية الرومانية القديمة فى بريطانيا...

اليونسكو تمنح حماية جديدة لمواقع التراث اللبنانى المهددة بالحرب مع إسرائيل
اليونسكو تمنح حماية جديدة لمواقع التراث اللبنانى المهددة بالحرب مع إسر...
منذُ 21 ساعة

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو 34 موقعا تاريخيا فى لبنان على قائمة الحماية المعززة...

10نصائح لخفض مستويات الكوليسترول المرتفعة وتحسين صحة القلب
10نصائح لخفض مستويات الكوليسترول المرتفعة وتحسين صحة القلب
منذُ 21 ساعة

الكولسترول عبارة عن مادة شمعية شبيهة بالدهون توجد في خلايا الجسم والدم وهو ضروري لإنتاج الهرمونات وفيتامين د ومواد مثل...

widgets إقراء أيضاً من هورايزونس

ماء الذهب بين الإبداع والضياع
اتحاد الصحفيين العرب يؤكد تضامنه مع نقابة الصحفيين اليمنيين ضد الاجراءات التعسفية بحقها في عدن
نادي الأسير الفلسطيني 11 ألف فلسطيني تعرضوا للاعتقال خلال عام 2023
تأملات في فلسفة الحب والحكمة عند العرب وأشياء آخرى