المسرح في الرياض.. مشعل تنوير وحاضن للفن
حدث ثقافي بارز تحتضنه رياض المحبة وتجمُّع ثقافي ينتظره مسرحيو الخليج بلهفة باستضافة مهرجان المسرح الخليجي، دلالات الاستضافة غنية بالمعاني؛ فهي تؤكد السعي الجاد لتحقيق استراتيجية وزارة الثقافة التي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كوجهة ثقافية ويعني جمالية الحالة الفنية السعودية وتناميها فيما يقدم هذا الحدث المسرح السعودي على أنه متوثب للسير نحو الأمام بما يملكه من ريادة ومن قدرات وممكنات هائلة يجدها في ظل ما يحظى به المسرح من دعم ورعاية واهتمام من قيادة الوطن.
أما الرياض فيحق لها أن تزهو بعرسها الفاتن، فالمهرجان يبرز صورتها على نحو يليق بها كحاضنة للفنون.. ويقدمها كمدينة مشغولة بالثقافة وشغوفة بالفن وعاشقة للمسرح وسيدة للجمال؛ ولا غرو فالرياض هي عاصمة النور ومبعث التنوير.
كمهتم أشعر بالكثير من البهجة فلا شيء أجمل من تلك اللحظة التي تطفأ فيها الأنوار ويفتح الستار على خشبة تهدي الضوء والجمال للمتلقين.
وحين يكون للمسرحيين مواعيدهم التي يضبطون مواعيدهم على أوقات انطلاقة عرض تتجسد معاني الحياة في أتون سحر المسرح ومشاغبته للوجدان والبصيرة والفكرة فيما يتبارى صناع الفرجة من أجل خلق حالة الإمتاع والوصول بنا نحو حالات الإبداع ونحن نتلقف المشهدية بتأمل واستغراق.
حالة البهجة تتعالى لأن المسرحي السعودي سيصعد الخشبة مكرماً حين يقف العرّاب فهد ردة الحارثي هذا الاسم الذي خطف من المعاجم اللغوية كل أبجديات الأعجاب والفنان المنغمس في الحبر الحكواتي الذي لا يرهقه الكلام والذي جعل عباراته تطوف خشبة المسرح بقبضة زاهية وهو الحاوي الذي أغرى الأجيال بلعبة المسرح فيما أمّنا «ملحة عبدالله» ستكون هي المنتصر بعد أن حفرت عميقاً في ذاكرة الخشبة حتى غدت سيدته الأولى إنتاجاً وغزارة وفكراً ومناقدة ولن ينسى التاريخ أنها كانت رمز نضال لم يوهنها الواقع المر ولا مرارة التحديات فيما يكرم الراحل عبدالرحمن المريخي بأن عالمه الذي خلقه والشخوص التي ابتدعها والحوارات التي استنطقها ستكون أمثولات تتجول فوق الخشبة لتثبت أننا نواجه شبح الموت بالفن، وأن الفنان خالد رغم الرحيل المر وكم يتمنى المرء لو أن لمحمد العثيم إطلالة خاطفة ليرى بعينه كيف هو حال معشوقه وفنه الأثير «المسرح» في عهد الوطن الزاهر.
وتحت أضواء قمر الرياض الساطع سيجتمع معتنقو السيد النبيل متحلقين حول ضوء الحكايات باحثين بين دفء الخشبة عن توهج جديد وإشتعالات مرتقبة ومشاغبات لذيذة لهذا الفن الفاتن
وسيشتعل الحديث عن جمر المهنة وتقادح الفكرة بالفكرة والتناول الثري والطرح المغاير الذي يناقش الحالة ويستنطق الخيارات الجمالية التي اقترحها المشاركون متطلعين نحو سقف أفق جديد يدفع بالممارسة نحو الأفضل، وهذا ما سيمنح ليل الرياض معناه الحقيقي ليصنع معنى رحلة العشاق مع فنّهم الخالد الذي ما زال يقيم معبداً للجمال في أرواحهم.
فهد ردّة الحارثي ناصر بن محمد العُمريمشاركة الخبر: المسرح في الرياض.. مشعل تنوير وحاضن للفن على وسائل التواصل من نيوز فور مي