قصيدة الأزمة.. قصائد قادت أصحابها إلى المحاكمة
الشعر هو نشاط إنسانى بحت، يتمثل فى إخراج الكاتب مكنونه الداخلى ومشاعره، بوسيلة أو بأخرى، لكن في النهاية من الممكن أن يواجه الشاعر بسبب عمله النقد أو الذم وأحيانًا المحاكمة وربما الشعر، حيث وصلت بعض القصائد بأصاحبها إلى المحاكمة وربما السجن أيضًا، العشرات من الأدباء والشعراء في مصر والعالم على مدار التاريخ، تقدموا إلى المحاكمة بسبب أشعارهم، وكانت القصائد سببا كاد أن يتسبب في حبس المبدعين.
بودلير
بعد نشر ديوانه الأشهر "أزهار الشر" تم تقديم بودلير وناشريه إلى المحاكمة، بتهمة انتهاك الأخلاق العامة، وانتهاك الأخلاق المسيحية. وتطالب النيابة العامة بحذف 10 قصائد، ست منها بدعوَى إهانة الأخلاق العامة، وأربع بدعوَى إهانة الأخلاق المسيحية.
وفى 20 أغسطس 1857، يصدر الحكم: لم تَثبت التهمة فيما يتعلق بجريمة التعدى على الأخلاق الدينية. وفيما يتعلق بتهمة التعدى على الأخلاق العامة والسلوك الحميد، قررت المحكمة أن خطأ الشاعر، فى الهدف الذى كان يسعى إلى تحقيقه، وفى السبيل الذى سلكه، مهما كان الجهد الذى بذله فى الأسلوب، وأيًّا ما كان الاستنكار الذى يسبق أو يلى لوحاته، لم يمح الأثر الكئيب للوحات التى يقدمها للقارئ، والذى يقود بالضرورة- فى القصائد المتَّهَمَة- إلى استثارة الحواس بفعل واقعية فظة وخادشة للحياء؛ وهو ما يعنى أن بودلير وناشرَيه قد ارتكبوا جريمة انتهاك الأخلاق العامة والسلوك الحميد فى القصائد المعنية.
المنفلوطي متهم بالعيب في الذات الخديوية
عام 1897، سُجن مصطفى لطفي المنفلوطي بسبب قصيدة اُعتبرت آنذاك طعنًا في الذات الخديوية، حيث استقبل بها الخديوي عباس حلمي الثاني (حكم بين عامي 1892- 1914) عندما عاد من مصيفه بالأستانة عام 1897، من بين كلماتها "قدوم ولا أقول سعيد وملك وإن طال المدى سيبيد".
وفي عام 1910، تسبب ديوان كتبه الشيخ على الغاياتي بعنوان «وطنيتي» في حبسه، بعد اتهامه بالتحريض على القتل السياسي، وكراهية الحكومة، والازدراء بها، وتحبيذ الجرائم والعيب في الذات الخديوية، و2 آخرين هما الشيخ عبدالعزيز جاويش، ومحمد فريد، أحد زعماء الحزب الوطني، بسبب كتابة كل منهما مقدمة للديوان، وتم حبسهما بنفس تهمة "الغاياتي".
أحمد فؤاد نجم
الشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، تعرض للحبس والاعتقال أكثر من مرة، فى بداياته، حيث قضى "نجم" فى السجن ثلاث سنوات كانت أيضًا فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، والذى أصدر أوامره بسجن نجم والشيخ إمام بعد انتشار أغنيتهما "الحمد الله"، والتى هاجم فيها النظام الحاكم عقب نكسة 1967، وصدر الحكم عليه بالسجن المؤبد، ولكنهما خرجا من السجن عقب وفاة عبد الناصر.
حجازي وحلمي سالم في مرمى النيران
الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، تعرض للحجز على أثاث منزله، وذلك أثناء فترة رئاسته لتحرير مجلة "إبداع"، بعض نشره لمقاطع من قصيدة "شرفة ليلى مراد" للشاعر الراحل حلمى سالم، فى عددها الأول شتاء عام 2007، وهو ما أدى إلى تقديم الداعية الإسلامى يوسف البدرى و18 محاميا بلاغا يتهم "حجازى" و"سالم" بنشر الكفر والإلحاد، وبعدها قام الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، بكتابة مقالات يهاجم فيها الداعية سالف الذكر فى مجلة روز اليوسف، فقام أيضا "البدرى" برفع دعوى جديدة عليه، صدر حكم فيها فى يوليو 2007 ضد "حجازى" يلزمه بدفع غرامه 20 ألف جنيه تعويضا للداعية الإسلامى، لكن الشاعر الكبير رفض تنفيذ الحكم، وبالتالى اضطر يوسف البدرى إلى التنفيذ حيث قام بعمل محضر للحجز على الأثاث والمنقولات الموجودة بشقته لسداد المبلغ المحكوم عليه به للشيخ يوسف البدرى.
مشاركة الخبر: قصيدة الأزمة.. قصائد قادت أصحابها إلى المحاكمة على وسائل التواصل من نيوز فور مي