استعادة سيف وأدهم وانلي.. المرجعيات والأثر
حتى مساء الأحد المقبل، يتواصل في "غاليري آرت نوكس" بالقاهرة معرض "يا إسكندرية يا"، والذي افتتح في الثاني عشر من الشهر الجاري، لاستعادة تجربتَي الفنانَين المصريين الراحليْن سيف وأدهم وانلي عبر مختارات من أعمالهما، بالإضافة إلى لوحات مدرسيهما وعدد من تلامذتهم أيضاً.
يعود المنظّمون إلى تلقي أدهم أول دروسه في الرسم الزيتي مع أخيه سيف في محترف الرسامَين الإيطاليين أرتورو زانييري (1870- 1955) وأوتورينو بيكي (1878- 1949). وحين أغلق الأخير مرسمه وعاد إلى بلاده عشية الحرب العالمية الثانية، افتتح الأخوان مع صديقيهما الرسام أحمد فهمي والمخرج محمد بيومي مرسماً خاصاً بهم في الإسكندرية عام 1935.
تُعرض مجموعة من أعمال المدرسيْن زانييري وبيكي، كما يضاء على حضور مرسم وانلي كملتقى ثقافي في الإسكندرية؛ مسقط رأسهما، وصولاً إلى محطّة ثانية بارزة في سيرتهما حين جرى تعيينهما معاً سنة 1957 أستاذين في "كلية الفنون الجميلة" بالمدينة، حيث تركا أثراً كبيراً على أجيال تخرّجت من الكلية، إلا أنّ أدهم (1908 - 1959) رحل مبكراً، ليظل الدور الأبرز لشقيقه الأكبر سيف (1906 - 1979) الذي كان غزير الإنتاج وفاعلاً في الفضاء التشكيلي السكندري، والمصري عموماً.
يضيء المعرض أثر الأخوين الراحلين على تلامذة كلية الفنون الجميلة في الإسكندرية منذ تأسيسها عام 1957
يضمّ المعرض أعمال أدهم الذي اهتمّ بالفنون الأدائية مثل السيرك والباليه والمسرح، فسجّل في لوحاته مشاهد حيوية وتنبض بالحركة لأداء الفنانين أثناء عروضهم، كما انشغل برسم معالم مدينته وعدد من المدن الأوروبية، والمناظر الطبيعية كذلك، ورسم الكاريكاتير في عدد من الصحف والمجلات المصرية.
وتُعرض أيضاً مختارات تعكس تجربة سيف المتنوعة، حيث يحضر البحر في عدد من لوحاته، مع اهتمام بتوزيع الظل والنور وضربات الفرشاة الناعمة على السطح والتناغم اللوني في رسمه الطبيعة بحقول شاسعة الأفق، ولحظات مبهجة في الشوارع والمقاهي وعلى الأرصفة يمتزج فيها الواقعي بمسحة فانتازية، إلى جانب سلسلة رسَم خلالها الحصان في أشكال مختلفة.
ويتعرف الزوّار على تجارب عدد من تلامذة الأخوين وانلي، من بينهم محمد القباني (1926 - 1995)، ونور اليوسف (1928 - 2000)، وسمير المسيري (1941 - 2014)، وكذلك أعمال الفنانة الراحلة إحسان مختار، زوجة سيف وانلي.
يُذكر أن معرض "يا إسكندرية يا" يأتي ضمن معرض "من مختار إلى جاذبية" الذي يضمّ حوالي سبعين عملاً لرواد الفن التشكيلي المصري في النصف الأول من القرن العشرين.
مشاركة الخبر: استعادة سيف وأدهم وانلي.. المرجعيات والأثر على وسائل التواصل من نيوز فور مي