بحيرات كشمير.. من مناظر خلابة إلى أماكن للتلوث والصرف الصحي
سريناغار/ نصرت صديق/الأناضول
رغم شهرتها باسم "فينيسيا الشرق" بسبب مياهها النقية، إلا أن سنوات من الإهمال حولت مدينة سريناغار، عاصمة مقاطعة كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، إلى مكان للتلوث والتخلص من مياه الصرف الصحي والنفايات البلاستيكية، بحسب خبراء.
كما تركت سنوات من الصراع واللامبالاة من المسؤولين في المدينة بحيرات وجداول المنطقة تلهث بحثًا عن الأكسجين رغم إنفاق ملايين الدولارات لإحيائها.
وبمناسبة اليوم العالمي للخلو من الأكياس البلاستيكية، الذي يصادف 3 يوليو/ تموز من كل عام، زارت وكالة الأناضول هذه المناطق وتحدثت إلى عدد من الخبراء حول الحالة المتدهورة للبحيرات.
** بحيرة أنشار
يقول الخبراء إن بحيرة "أنشار" اشتهرت بكونها موطنًا بحريًا نقيًا في قلب مدينة سريناغار، لكنها الآن تعد "ميتة" تقريبا.
ففي عام 1894، كان البحيرة تغطي مساحة تقدر بـ 19.3 كلم مربعا (7.5 أميال مربعة)، لكن بسبب الانتهاكات البيئية المستمرة وضخ مياه الصرف الصحي، تقلصت مساحة البحيرة إلى 3 كيلومترات مربعة فقط.
وقال خبير علوم الأرض، شكيل رومسو، وعميد الأبحاث في جامعة كشمير: "لقد قتلنا هذه البحيرة، ولا توجد كلمة أخرى لوصفها".
وأشار إلى أن الجشع البشري ترك هذه المسطحات المائية تحت ضغط عميق، مضيفًا أن "مياه الصرف الصحي والبلاستيك والنفايات الطبية الحيوية والقمامة وغيرها من القاذورات ألقيت على مر السنين في هذه المسطحات المائية دون النظر في تأثيرها على الحيوانات والنباتات أو حتى على التوازن البيئي".
كما أُجريت دراسة عام 2012 وصفت البحيرة بأنها "وعاء من الملوثات"، بسبب التجفيف الحاصل للبحيرة، الذي يعرض الكائنات في البحيرة للخطر، ويزيد أيضًا من تعكر مياهها وإنتاج روائح كريهة.
** فقدان مصادر العيش
قال رومسو إنه لا يمكن لأي حيوانات أو نباتات أن تنمو في المياه الملوثة، موضحًا أن هذا سيضر بفرص سكان المنطقة في كسب الرزق، وخاصة في قطاع الصيد.
وفي عام 2019، قال نذير أحمد، عضو هيئة التدريس بجامعة العلوم الزراعية في كشمير، خلال ورشة عمل إن حوالي 93 ألف شخص في كشمير لا يزالون يعتمدون على قطاع صيد الأسماك، مشيراً إلى أنه من غير الواضح كم من الوقت يمكنهم الاستمرار في كسب لقمة العيش من ذلك القطاع.
ووفقًا لدراسة نُشرت في المجلة الدولية للمصايد والدراسات المائية، عانت المسطحات المائية في كشمير من تلوث واسع النطاق، وعمليات الطمر منذ عام 1990، كل ذلك أدى ببطء إلى تضاؤل التنوع البيولوجي للأسماك.
** بريق أمل
وفي أواخر فبراير/ شباط من العام الجاري، بادرت منظمة حماية بحيرة "نيجين" المحلية بتنظيف بحيرتي "خوسالسار" و"جيلسار" اللتين أصبحتا شديدتي التلوث بعد أكثر من 3 عقود من الانتهاكات البيئية.
وقال رئيس المنظمة، منصور أحمد وانجنو، للأناضول، إن المنظمة تمكنت في غضون 3 أشهر من إحياء بحيرة خوسالسار من حافة الموت.
وأضاف: "أصبحت البحيرة عبارة عن بالوعة مليئة بالحيوانات النافقة والبلاستيك والبوليثين والأعشاب ومياه الصرف الصحي، حيث تم التعدي عليها من جميع الجهات".
وخلال عملية ترميم البحيرة، تم استخراج حمولة 20 شاحنة من الأعشاب والطين والنفايات.
وقال وانجنو: "من مسؤوليتنا تنظيف هذه المسطحات المائية. إنها شريان حياتنا، ولا يمكننا تركها تموت".
وأضاف أن السلطات في المنطقة "أنفقت ملايين الدولارات على المعدات لاستخدامها في إحياء البحيرات، لكن نحن بحاجة إلى جهودنا جميعًا للحفاظ على مسطحاتنا المائية نظيفة".
ويطلق اسم "جامو وكشمير" على الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من إقليم كشمير، الذي يضم جماعات تكافح منذ 1989، ضد ما تعتبره "احتلالا هنديا" لمناطقها.
مشاركة الخبر: بحيرات كشمير.. من مناظر خلابة إلى أماكن للتلوث والصرف الصحي على وسائل التواصل من نيوز فور مي