صحف عربية: تحكم إيران في كهرباء العراق يهدد بتفجير الأوضاع

تحديث نت/وكالات:

وسط استفحال أزمة الكهرباء في العراق، تنذر الأوضاع بتفجر مع نفاد صبر العراقيين على الانقطاع المتكرر لساعات طويلة للتيار الكهرباء في بلد يحوي احتياطات نفطية تعد من الأعلى في العالم. مع هذا دافع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، عن مساعيه وجهود حكومته لإيجاد حلول لهذه الأزمة المزمنة، وانتقد ضمناً، خلال اجتماع طارئ مع المحافظين، الاعتماد على إيران كمصدر للطاقة الكهربائية المستوردة من دول الجوار.
وبحسب صحف عربية صادرة ،اليوم الإثنين، تأتي الاحتجاجات التي نظمها مئات العراقيين في العاصمة بغداد يوم الجمعة الماضي احتجاجاً على أزمة الكهرباء والاعتماد على إيران في خدمة أسياسية، دليلاً واضحاً على تفاقم الأزمة التي تنذر بتفجر الأوضاع ضد سياسات حكومة الكاظمي التي تعاني من ضغط رسمي وشعبي بالتزامن مع استحقاق الانتخابات المقبلة.
انهيار كبير
وذكرت صحيفة "إندبندت عربية" أن أزمة الكهرباء في العراق هذا العام تفاقمت إلى حدود غير مسبوقة، حيث شهدت الطاقة الوطنية انهياراً كبيراً، أدت إلى انقطاعها بشكل تام عن مدن الوسط والجنوب العراقي لساعات عدة، مبينه أن ما جرى تزامن مع تراجع منظومة الكهرباء خلال الأيام الماضية بشكل كبير، مع وصول درجات الحرارة إلى حدود 50 مئوية، الأمر الذي خلف موجة غضب شعبية كبيرة دفعت وزير الكهرباء العراقي ماجد حنتوش إلى تقديم استقالته يونيو(حزيران) الماضي.
وبينت الصحيفة أن استمرار الانهيار في توفير الطاقة الكهربائية قد يحفز محافظات أخرى على الخروج في تظاهرات، خصوصاً بعد إنفاق نحو 60 مليار دولار خلال العقدين الأخيرين على الكهرباء دون تقدم يُذكر. وأثار تزامن الانهيار الكبير في منظومة الطاقة في العراق مع مساعي الحكومة العراقية تفعيل مشروع "المشرق الجديد"، تساؤلات عدة، خصوصاً وأن ملف الربط الكهربائي هو أحد أبرز الملفات التي يتطلع العراق إلى إنجازها مع مصر.
وأشارت تقارير صحافية إلى أن إيران قطعت إمدادات الطاقة عن العراق، وعلى الرغم من إرجاع هذا الإجراء إلى محاولة الضغط على العراق لسداد المستحقات المترتبة عليه، إلا أن مراقبين يرون أنها وسيلة ضغط من قبل طهران للوصول إلى تسوية جديدة في ما يتعلق باتفاقات الطاقة. ويبدو أن طهران باتت تنظر بـ"تخوّف وريبة" إلى قضية "المشرق الجديد" وتطلع العراق إلى ربط كهربائي مع الأردن ومصر، وإيران تقارب هذا الأمر بنظرة سياسية اقتصادية، كونها تريد من العراق أن يكون جزيرة معزولة لنفوذها ومصالحها".
معاناة مستمرة
من جانبها انتقدت صحيفة "الصباح" العراقية استمرار معاناة العراقيين عاما بعد آخر جراء انعدام التيار الكهربائي خاصة في فصل الصيف مشيرة إلى أن قطاع الكهرباء في العراق صرفت عليه الدولة في العقدين الماضيين مئات المليارات من الدولارات، دون أن ينجز هذا الملف أو أن يشعر المواطن بتحسن في ذلك.
وعزت الصحيفة تفاقم الأزمة إلى أن وزارة الكهرباء لم تعمد على بناء محطات توليد الطاقة الكهربائية في كل محافظة، بل ذهبت للحلول السهلة جداً والتي تمثلت باستيراد الكهرباء من دول الجوار، وهو الأمر الذي لم يؤد الأغراض المطلوبة منه، بسبب تذبذب التيار من جهة، ومن جهة ثانية إن عملية تصدير الكهرباء من الدول المجاورة تخضع لعوامل سياسية أكثر من كونها تجارة.
وذكرت أن الجانب الآخر في عملية الصرف المالي على الكهرباء كانت من جيب المواطن الذي يضطر للبحث عن بديل للكهرباء الوطنية عبر "مولدات السحب" أو اقتناء مولد صغير للبيت وهذا يعني أنه يتحمل مصاريف إضافية وكبيرة من أجل توفير التيار الكهربائي لبيته، وهذا يقود للبحث عن الحلول، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الشركات العالمية أبدت استعداداتها لبناء تلك المحطات وإنهاء أزمة الكهرباء في العراق، أو الذاهب إلى طرح يتمثل بخصخصة هذا القطاع، خاصة أن اعتماد المواطن الآن في توفير التيار الكهربائي بنسبة تتجاوز 80% على القطاع الخاص المتمثل بالمولدات الأهلية وبالتالي فالشارع العراقي مهيأ نفسياً وحتى اقتصادياً للتعامل مع خصخصة الكهرباء كأمر واقع.
اعتدءات متكررة
من جانبها أشارت صحيفة "الاتحاد" إلى أن الاعتداءات المتكررة على أبراج نقل الطاقة في المحافظات العراقية واستهدافها بعبوات ناسفة تأتي على الرغم من تكليف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الجيش بحماية معامل الكهرباء وخطوط النقل في البلاد.
وذكرت الصحيفة في سياق آخر، أن تنظيم داعش الإرهابي بحسب ما أفادت مصادر محلية عراقية يستخدم الهجمات على هذه المواقع بتوقيت الصيف الحرج لإثارة الرأي العام على حكومة الكاظمي على الرغم من محاولات الحكومة التصدي للتنظيم الإرهابي الذي بات يستهدف قوات الجيش بشكل واضح ومتكرر، مبيناً المتحدث الرسمي باسم الجيش العراقي يحيى رسول أن الفرقة الخامسة من قوة الشرطة الاتحادية نفذت بالتعاون مع قوة من اللواء 18 والاستخبارات عملية دهم وتفتيش في وادي زغيتون وقرى الكبة والجال في محافظة كركوك عمليات استباقية شملت البحث والدهم والتفتيش.
ارتباك عراقي
وتناولت صحيفة "العرب" اللندنية ما وصفته بـ"الارتباك العراق" والتصريحات المفزعة لوزير النفط العراقي إحسان عبدالجبارنهاية الأسبوع الماضي بشأن هروب كبار المستثمرين الدوليين في قطاع النفط العراقي وما تركته من غيمة الشكّ وعدم اليقين بشأن مستقبل هذا القطاع الحيوي المهدّد جرّاء اضطراب السياسات واستشراء الفساد في مفاصل الدولة وحالة عدم الاستقرار الاجتماعي والأمني التي طال أمدها، وجعلت العراق بلدا طاردا للمستثمرين في مختلف القطاعات.
اعتبرت مصادر عراقية تصريحات الوزير العراقي لا يمكن أن تصدر من فراغ وربّما تعكس الحقيقة أو جزءاً كبيراً منها، وأن التوضيح الذي لجأ إليه لاحقاً هدفه تطويق حالة الفزع التي يثيرها الحديث عن سيناريو هروب المستثمرين من القطاع الحيوي الأوّل في العراق والمصدر شبه الوحيد لتمويل ميزانية الدولة العراقية.
ولفتت المصادر للصحيفة إلى أنّ ما قاله وزير النفط يؤكّد ما راج في وقت سابق من تسريبات بشأن دخول الحكومة العراقية في محادثات صعبة مع مستثمرين أجانب في قطاع النفط بهدف إقناعهم بعدم مغادرة البلاد بعد أن أظهروا تذمّرا من صعوبة مناخ الاستثمار في البلاد وتهديد الاضطرابات الأمنية، ويرى خبراء اقتصاديون بشكل خاص في العراق تسود حالة عدم يقين سياسي وأمني في ظلّ وجود دوائر قرار مسقطة على نسيج الدولة العراقية من شخصيات مرتبطة بإيران وفصائل مسلّحة متغلغلة في المؤسسات لا تتدخل في شؤون الأمن والسياسة فقط وإنما هي مؤثّرة أيضاً في القرار الاقتصادي ومتحكّمة بعدّة قطاعات تستغلها لتوفير الموارد الضرورية التي تغطي بها نفقاتها الباهظة.

مشاركة الخبر: صحف عربية: تحكم إيران في كهرباء العراق يهدد بتفجير الأوضاع على وسائل التواصل من نيوز فور مي