عصمت رشيد... رحيل مطرب وملحن يهز الأغنية السورية
لطالما كانت الأغنية السورية بالتحديد أكثر الأغنيات تهميشاً في الوسط الفني العربي، لكن هناك مَن سعى دوماً لإحيائها من مطربي وملحني سورية رغم قِلّتهم، وأبرزهم الفنان السوري عصمت رشيد الذي رحل عن عالمنا مؤخراً تاركاً خلفه إرثاً فنياً لا يُستهان به من أغنيات وألحان تبقى خالدة في الأذهان حتى هذا اليوم.
بدأ عصمت رشيد مشواره الفني من إذاعة دمشق من خلال أغنية "يا شعرا الأشقر"، التي كتب كلماتها أحمد قنوع ولحنها سعيد قطب وسعى إلى أن تحمل كل معايير النجاح. واستمر بعدها في تقديم الأغنيات بالتعاون مع ملحنين كبار كانوا قد قدموا له الدعم، ومنهم الموسيقار الراحل سهيل عرفة وأمين الخياط وسليم سروة، لتتوالى أعماله فيما بعد وتحصد النجاح في إذاعة دمشق وتبقى في خَلَد كل سوري حتى اليوم.
عصمت رشيد مطرباً وملحناً وممثلاً
امتاز عصمت رشيد بتأدية كل ألوان وأنماط الغناء الشرقي الأصيل، بل وأبدع في التلحين أيضاً، إذ صنّفته مصر بصفتي المطرب والملحن في آنٍ معاً تماماً كما فعلت الإذاعة والتلفزيون السوري. ومن الأعمال الأشهر التي أثّرَت في الناس أغنية "ليه تشكي من الدنيا يا ورد"، التي حققت نجاحاً واسعاً، وكذلك أغنيات "كفك يا جميل" و"اللي باعك بيعو" و"دقوا ع الخشب". وبين اللهجة المصرية والسورية، كان عصمت رشيد في كل مرة يثبت أنه فنان من الطراز الرفيع وإنسان ذو أخلاق نبيلة، فقد امتاز بصيت حسن وسمعة طيبة وتواضع راقٍ.
ولم يكتفِ الراحل بالغناء والتلحين، إذ له ظهور مسرحي وتلفزيوني وسينمائي في بعض الأدوار، وقد أطلّ في بعضها مغنياً أو ملحناً، إذ عمل في التلفزيون في مسلسلات "الفراري"، "عريس الهنا"، "السفينة"، وحلّ ضيفاً على مسلسل "بهلول أعقل المجانين" في جزئه الثاني. أما في السينما، فشارك في أفلام مثل "رجال الصيد" و"أبو عنتر بوند". ومن الجدير ذكره أن عصمت رشيد كان أول من صوّر فيديو كليب بالألوان لدويتو بعنوان "سارح قدمَها" مع الفنانة سهام إبراهيم. وقد صُوّر في منطقة التكية السليمانية بدمشق، وكان وقتها بدايةً لثورة فنية في عالم صناعة الفيديو كليب.
أين اختفى عصمت رشيد كل هذه السنوات؟
ابتعد عصمت عن المجال الفني والموسيقى في السنوات العشر الأخيرة وربما أكثر، فلم يعد يصدر أغنيات جديدة أو يلحّنها. يأتي ذلك بسبب سفره وتنقله خارج سورية ووضعه الصحي. وقبل وفاته مؤخراً، كان قد نُقل إلى أحد مستشفيات دمشق بسبب أزمة قلبية صحية مفاجئة، ركّب إثرها شبكة في قلبه. وكان له لقاء مع الإعلامي عطية عوض منذ مدة، صرح فيه بأن الوضع الصعب في سورية ليس السبب الأساسي في ابتعاده، بل هو "تقصير منه"، وتمنى أن يعود إلى نشاطه الفني قريباً، لكن ذلك لم يحصل. رحل عصمت رشيد تاركاً إرثاً كبيراً من أكثر من مائتي أغنية و65 حفلة في الإذاعة السورية، وذكريات لا يمكن أن ينساها أصحاب الجيل القديم.
مشاركة الخبر: عصمت رشيد... رحيل مطرب وملحن يهز الأغنية السورية على وسائل التواصل من نيوز فور مي